تهدف هذه الدراسة إلى تفسير ظاهرة التجوال أو الانتقال الحزبي لأعضاء مجلس النواب المصري خلال خلال الفترة 2015-2025، ويتمثل السؤال الرئيس في بحث العوامل التي دفعت بعض أعضاء البرلمان خلال انتخابات 2020 للانتقال إلى أحزاب أخرى غير الأحزاب التي ترشحوا عليها في انتخابات 2015، وذلك بالتركيز على أعضاء مجلس النواب في محافظتي أسيوط وسوهاج. وللإجابة على هذا التساؤل، انطلقت الدراسة من عدة فروض منها؛ أنه كلما ازداد الطموح السياسي لدى العضو كلما زادت احتمالية انتقاله لحزب أخر، وكلما كان الحزب ضعيفًا كلما زادت احتمالية انتقال العضو إلى حزب أخر، وكلما اتسقت أفكار الحزب مع أعضائه كلما تراجعت فرص الانتقال إلى حزب أخر، وكلما أدى النظام الانتخابي إلى تأمين فرص فوز المرشح كلما زادت احتمالية انتقاله للحزب الذي يرشحه، أي كلما كانت الأحزاب قادرة على توفير مزايا انتخابية لمرشحيها كلما زادت احتمالية الانتقال إليها. وعالجت الدراسة موضوع التجوال الحزبي من خلال ثلاثة محاور؛ الأول يناقش مفهوم التجوال الحزبي والمفاهيم المرتبطة به، والثاني يدرس واقع ظاهرة التجوال الحزبي في الديمقراطيات القديمة والجديدة، والثالث يناقش اتجاهات تفسير ظاهرة التجوال الحزبي في مصر. وخلصت الدراسة إلى أن الطموح السياسي لأعضاء البرلمان كان عاملاً مشجعًا للتجوال الحزبي، وذلك لرغبتهم في الاستمرار في العمل السياسي تحت أية مظلة حزبية، وأن التمايز الأيديولوجي بين الأحزاب اتسم بالغموض مما أسهم في تشجيع الأعضاء على التجوال الحزبي. كما توصلت الدراسة إلى وجود علاقة إيجابية بين النظام الانتخابي الأغلبي وبين التجوال الحزبي، ووجود علاقة إيجابية بين الضعف التنظيمي للأحزاب والتجوال الحزبي.
)
مشاهدة على SCiNiTO