تحليل الأثار الإقتصادية للسياحة الدينية (الحج والعمرة)على الإقتصاد السعودى خلال الفترة ( 1990-2017)

مقدمة :

 یقصد بالسیاحة الدینیة فى المملکة العربیة السعودیة الحج والعمرة، حیث تحتل المملکة العربیة السعودیة مکانة فریدة فی خریطة السیاحة الدینیة العالمیة، وهی میزة مطلقة تنفرد بها عن غیرها من سائر دول العالم نظراً لوجود مکة المکرمة والمدینة المنورة بها والتى تمثل مکانة سامیة فی نفوس کل المسلمین فی العالم. وقد عرفت المملکة العربیة السعودیة السیاحة الدینیة منذ زمن بعید، حیث یفد الحجاج والمعتمرون من شتى بقاع الأرض إلى الأراضی المقدسة فی مکة المکرمة والمدینة المنورة، هذا بجانب ظهور أنواع أخرى من السیاحة فی المملکة مؤخراً مثل السیاحة الطبیعیة والسیاحة البحریة والترفیهیة.

وتعتبر المملکة العربیة السعودیة من الدول القلائل التی استطاعت أن تصل خلال فترة قصیرة إلى ما وصلت إلیه من مستویات عالیة فی التطور والتمدن والبنیة التحتیة الحدیثة، بعد ما کان ینظر إلیها فی الماضی على أنها صحراء منعزلة تعتمد فی اقتصادیاتها بصفة أساسیة على الزراعة والصید. ومع زیادة أعداد الحجاج والمعتمرون عاماً بعد آخر، تبذل المملکة العربیة السعودیة جهوداً کبیرة لمواجهة هذه الأعداد المتزایدة والعمل على توفیر سبل الراحة لهم لتمکینهم من أداء شعائرهم کاملة.

وخیر مثال على ذلک یوم عرفة حیث التجمع الأکبر للحجیج والذى یعتبر تحدیاً لأکبر اقتصادیات العالم ، حیث الطلب المتزاید على الحاجات والخدمات بشتى أنواعها، وعلى کافة المستویات والأصعدة الأمنیة والإداریة والصحیة ، وما یصاحب ذلک من مشکلات توزیع السلع والخدمات وتحدید الأسعار المرضیة لجمیع الأطراف.

لا شک أن مثل هذا الطلب فی زمان ومکان واحد من شأنه أن یؤثر على أکبر الإقتصادیات ویثیر إرتباکاً لأعلى التقنیات. ومع ذلک ینقضى هذا الیوم بصورة طبیعیة دون أیة مشاکل مادیة أو معنویة وتتوافر فیة کافة السلع الضروریة والکمالیة وبالأسعار السائدة فى الأوقات الطبیعیة.

وفی ضوء ماسبق تکمن مشکلة البحث فی الإجابة على السؤال المطروح: هل النظریات الاقتصادیة الحالیة قادرة على تفسیر ما یحدث للأسعار من ثبات خلال موسم الحج والفترات الزمنیة المختلفه للعمرة وعدم ظهور سوق سوداء وخاصة فیما یتعلق بالطلب المتزاید على السلع والخدمات التی یحتاج إلیها الحجاج والمعتمرین ؟ وفى حالة الاجابة على السؤال المطروح بالنفى فإنه ینبغى ضرورة صیاغة نظریة مستقلة لإقتصادیات الحج والعمرة قد تقود العالم إلى فکر أوسع حول ألیات وکیفیة إدارة مثل هذه التجمعات واقتصادیاتها. کما یطرح البحث تساؤلاً أخر وهو هل للسیاحة الدینیة تأثیر إیجابى أم سلبى على الإقتصاد السعودى وذلک فى ضوء تحلیل التکالیف والعائد الإقتصادى للسیاحة الدینیة بها ؟

ویهدف البحثالی بیان وتحلیل الأثار الإقتصادیة للسیاحة الدینیة فى المملکة العربیة السعودیة (الحج والعمرة) خلال الفترة (1990-2017) وذلک من خلال التعرف علی التطور الکمی للحجاج والمعتمرین وبیان البنود المختلفة للإنفاق علی الحج والعمرة ومقارنتها بالإیرادات والعائد الاقتصادی المحقق منها.

وینبنی البحث علی فرضیة أساسیة مفادها " یوجد تزاید فى أعداد الحجاج والمعتمریین عاماً بعد أخر بشکل مستمر بسبب زیادة معدل النمو السکانی وارتفاع مستوی المعیشة فی الدول الإسلامیة ".

المنهجیة البحثیة :یعتمد البحث علی منهج التحلیل الوصفی والکمی من خلال تحلیل البیانات المتاحة من قبل وزارة الحج والأوقاف السعودیة، ومصلحة الإحصاءات العامة بوزارة الإقتصاد والتخطیط السعودیة (الکتاب الإحصائی السنوی) ، وکذلک الهیئة العلیا للسیاحة – مرکز ماس ، بالإضافة الی الدراسات والتقاریر المنشورة فی هذا الشأن وذات الإرتباط الوثیق بموضوع البحث.

خطة البحث :ینقسم البحث الی أربعة أجزاء رئیسیة وذلک علی النحو التالی:-

الجزء الأول : التطور الکمی للسیاحة الدینیة فى المملکة العربیة السعودیة خلال الفترة (1990-2017).

الجزء الثانی  : التکالیف والعائد الإقتصادى للسیاحة الدینیة فى المملکة العربیة السعودیة.

الجزء الثالث : الأثار الاقتصادیة للسیاحة الدینیة على الاقتصاد السعودی.

الجزء الرابع : نتائج وتوصیات البحث.

الجزء الأول : التطور الکمی للسیاحة الدینیة فى السعودیة خلال الفترة (1990- 2017).  

أولاً : التطور الکمی للحجاج من خارج وداخل السعودیة خلال الفترة (1990- 2017).

الحج فریضة سنویة ، وهو فرض على کل مسلم مرة على الأقل فی العمر إذا استطاع إلیه سبیلاً. ومع تزاید أعداد المسلمین فی العالم یزداد باستمرارعدد الأفراد الراغبین فی الحج ، لذلک کان من الضروری تحدید عدد الراغبین فی أداء فریضة الحج سنویاً. وتحدیداً لذلک قررت السلطات السعودیة أن یکون عدد الحجاج من کل دولة محدوداً بحوالی 10% من عدد السکان وبنفس النسبةیتم تحدید عدد حجاج الداخل من السعودیین والمقیمین من خلال السماح لهم بالحج مرة کل خمس سنوات⁽¹⁾. ورغم التوسعات التی تقوم بتنفیذها حکومة المملکة حول المسجد الحرام لاستیعاب الأعداد المتزایدة من الحجاج ، إلا أن هناک بعض المشاکل المتعلقة بالازدحام والتکدس.

وتستقبل المملکة العربیة السعودیة سنویاً فی موسم الحج أکثر من 3 ملیون شخص، ومع الزیادة المضطردة سنویاً فی أعداد الحجاج تزداد الخدمات المقدمة من المملکة لمواکبة هذه الزیادة ، وذلک فی ضوء اللوائح الجدیدة المتعلقة بإصدار التأشیرات للحجاج القادمین من خارج المملکة. ویختلف عدد الحجاج من عام لآخر، حیث تلعب الحروب دوراً هاماً فی تراجع عدد الحجاج بالنسبة للدول أطراف الحروب، والدول المتأثرة بها ، بجانب ذلک فإن اضطراب العلاقات بین بعض الدول الإسلامیة قد یؤثر سلبیاً على تناقص أعداد الحجاج. وبصفة عامة فإن أعداد الحجاج تتجه إلى التزاید باستمرار، وذلک لعدة عوامل من أهمها ما یلى⁽²⁾:-

- زیادة معدلات النمو السکانی فی الدول الإسلامیة وبالتالی زیادة أعداد المسلمین على مستوى العالم، حیث یزید عددهم عن 2.04 ملیار نسمة بنسبة 28.5% من اجمالى سکان العالم البالغ نحو 7.15 ملیار نسمة.

- زیادة الوعی الدینی بأهمیة فریضة الحج.

- التطور التکنولوجی فی وسائل النقل والمواصلات.

- زیادة الرغبة لدى کثیر من المسلمین لتأدیة فریضة الحج أکثر من مرة.

- نسبة کبیرة من العمال المسلمینیعملون بالمملکة العربیة السعودیة.

- زیادة الاهتمام مؤخراً بالحج الجماعی من قبل المؤسسات والشرکات السیاحیة.

- تعمیق أواصر الصداقة بین المملکة العربیة السعودیة وباقی دول العالم.

- ارتفاع مستوى المعیشة وزیادة الدخل الفردی للمسلمین على مستوى العالم.

وتشیر البیانات الواردة بالجدول رقم (1) الى أن إجمالی عدد الحجاج (الخارج والداخل) فی تزاید مستمر مع بعض درجات الإختلاف من عام لآخر ، حیث زاد اجمالى عدد الحجاج من 1.438 ملیون حاج عام 1990 إلى 2.352 ملیون حاج عام 2017 بمتوسط زیادة قدرها حوالی 63.6%.حیث ارتفع عدد حجاج الخارج من 0.827.2 ملیون حاج عام 1990 الى 1.752 ملیون حاج عام 2017 . وفیما یتعلق بنسبة الزیادة فی أعداد حجاج الخارج ، فقد بلغت حوالی 63.5% ، وهی نسبة عالیة بالمقارنة بحجاج الداخل خلال الفترة المذکورة . کما زاد عدد حجاج الداخل من 0.656 ملیون حاج عام 1990 الى 0.775 ملیون حاج عام 1999 بمعدل زیادة بلغت حوالى 18.1% ثم تراجعت هذه النسبة بعد ذلک لتسجل معدلات منخفضة، حیث تراجع عدد حجاج الداخل لیصل الى نحو 0.592 ملیون حاج عام 2007 بنسبة انخفاض بلغت حوالى 23.6% بالمقارنة بعام 1999. ثم تزایدت مرة اخرى لتصل عام 2014 الى نحو 0.970 ملیون حاج  بنسبة ارتفاع بلغت نحو 25.2 % بالمقارنة بعام 1999 . کما تراجع عدد حجاج الداخل لیصل الى نحو 0.600 ملیون حاج عام 2017 بنسبة انخفاض بلغت حوالى 22.6% بالمقارنة بعام 1999.وقد ترجع الزیادة أو الانخفاض فی تعداد حجاج الداخل خلال تلک الفترة إلى زیادة أعداد الحجاج غیر السعودیین والمقیمین بالمملکة لأغراض العمل وغیرها بجانب عدم استقرار ظروفهم الاقتصادیة من عام لأخر. کما أن زیادة نصیب الحجاج من الداخل بنسب کبیرة یشیر إلى تراجع الإنفاق نسبیاً بالمقارنة بحجاج الخارج، کما أن ذلک یمثل عنصراً من عناصر الضغط المتزاید على المرافق الخدمیة وبخاصة من الحجاج الذین قاموا بتأدیة فریضة الحج لأکثر من مرة⁽³⁾ . هذا بجانب أن إحصائیات حجاج الداخل لیست على درجة من الدقة نتیجة زیادة أعداد الحجاج والمعتمرین فی المشاعر المقدسة دون تصاریح حج رسمیة ⁽⁴⁾.

ویعتبر موسم الحج لعام 2015 آخر موسم تخفض فیه المملکة العربیة السعودیة نسب الحجاج القادمین من الخارج بعد أن تم تقلیصها لکل دولة بنسبة 20% بسبب أشغال التوسعة فی الحرم المکی وأماکن الشعائر. حیث بلغ إجمالی عدد الحجاج القادمین من الخارج فی عام 2015 نحو1,385 ملیون حاجبنسبة انخفاض بلغت حوالى 26.3% بالمقارنة بعام 2014.کما انخفض عدد حجاج الخارج الى 1.325 ملیون حاج عام 2016 بنسبة انخفاض بلغت حوالى 4.3% بالمقارنة بعام 2015 ،ثم تزاید عدد حجاج الخارج مرة أخرى لیصل عام 2017 الى نحو 1.752 ملیون حاج بنسبة ارتفاع بلغت نحو 26.5% بالمقارنة بعام 2015. ومن المتوقع زیادة أعداد الحجاج والمعتمرین خلال السنوات القادمة نتیجة قیام المملکة العربیة السعودیة باتخاذ سلسلة من الإجراءات التطویریة فی المرافق والبنى التحتیة فی کافة مناطق المشاعر المقدسة.

 وبفرض أن تعداد حجاج الداخل یتزاید بمعدل 2.5% سنویاً وحجاج الخارج بحوالی 3% ، وکذلک تزاید معدل المعتمرین من الداخل بحوالی 2.5% والمعتمرین من الخارج بحوالی 7% ، لذلک من المتوقع أن یصل إجمالی عدد الحجاج فی عام 2020 إلى أکثر من 4 ملیون حاج وحوالی 6 ملیون معتمر⁽⁵⁾. وهذه الزیادة تنعکس آثارها المباشرة على الاقتصاد السعودی سواء من ناحیة زیادة الإنفاق أو زیادة الخدمات.

جدول رقم (1): بیان بأعداد الحجاج من الخارج والداخل خلال الفترة (1990-2017) (بالألف نسمة)

المصدر : وزارة الاقتصادوالتخطیط السعودیة- مصلحة الإحصاءات العامة – سنوات مختلفة

کما تختلف طریقة قدوم الحجاج للمملکة حسب وسائل النقل ( جواً- بحراً- براً )، وکما هو معروف وحسب الإحصاءات فإن الحجاج یفضلون وسیلة النقل الجوی نظراً لما یتمتع به الحجاج من راحة نسبیة وسرعة فی الانتقال بالمقارنة بالوسائل الأخرى ، کما یعتبر ذلک دلیلاً على الارتفاع النسبی فى متوسط معیشة الحجاج . وتشیر الإحصاءات إلى أن نسبة الحجاج القادمین من الخارج عن طریق الجو بلغت نحو 90% بالمقارنة بحوالی 8.6% ، 1.4% لکل من الحجاج القادمین عن طریق البر والبحر على الترتیب لعام 2017، حیث یمثل هؤلاء الحجاج حوالی 177 جنسیة من مختلف أقطار العالم. ویختلف عدد الحجاج حسب الجنسیات من عام لآخر طبقاً للظروف الاقتصادیة السائدة فی کل دولة ، وکذلک درجة الاستقرار السیاسی بها⁽⁶⁾.

 وعلى سبیل المثال بلغ عدد الحجاج عام 2003 حوالى 2.4 ملیون حاج ، وقد تراجع العدد فى العام التالى2004 الى حوالى 2.1 ملیون حاج بسبب تعرض بعض الدول الإسلامیة الى کارثة (تسونامى) الناجمة عن الزلزال الذى ضرب جزیرة سومطرة الأندونیسیة وخلفت هذة الکوارث أکثر من 150 ألف قتیل فى عدد من هذة الدول. وعلى الرغم من هذة الکارثة، إلا أن أعلى نسبة من الحجاج کانت من اندونسیا عام2006 حیث بلغ عددهم 150 ألف حاج ، وقد تزاید عدد حجاج اندونسیا عام 2007  الى نحو 227 ألف حاج. کما یشکل حجاج باکستان ثانى أعلى نسبة من بین الحجاج، حیث بلغ عددهم حوالى 131 ألف حاج⁽⁷⁾. وتشیر البیانات إلى أن أکبر نسبة من الحجاج القادمین من الخارج تتمثل فی کل من اندونسیا وباکستانومصر وترکیا وإیران ونیجیریا والیمن، وهی دول إسلامیة مکتظة بالسکان وذات مستوى معیشی متوسط، وهو الأمر الذی یحد من مستوى إنفاق هؤلاء الحجاج، وبالتالی یؤثر فی إجمالی إنفاق الحجاج بصفة عامة.

ثانیاً : التطور الکمی للمعتمرین من خارج المملکة العربیة السعودیة.

بالطبع لیست هناک أیام محددة لأداء العمرة ویمکن أداؤها فی أی یوم من العام ، حیث یسمح للمعتمرین بدخول المملکة ثمانیة أشهر قمریة کاملة من صفر وحتى نهایة رمضان ( مارس- اکتوبر) من کل عام، وتسمى هذه الفترة بمواسم العمرة، وفی أثناء الشهور الأربعة الأولى من مواسم العمرة یبقى تدفق المعتمرین أقل نسبیاً ویزداد عدد المعتمرین من جمیع الدول الاسلامیة بشکل کبیر خلال شهری شعبان ورمضان (سبتمبر واکتوبر).

1-  تطور أعداد المعتمرین من خارج المملکة العربیة السعودیة خلال الفترة (1990-2017).  

تشیر الإحصائیات الرسمیة الصادرة من مصلحة الإحصاءات العامة السعودیة إلى وجود زیادة سنویة من عام لآخر فى أعداد المعتمرین القادمین من خارج المملکة کما یتضح من الجدول رقم(2) الذی یوضح تطور أعداد المعتمرین خلال الفترة (1990-2017). حیث بلغ عدد المعتمرین عام 2017 حوالى 2.698 ملیون معتمراً مقارنة بعددهم عام 2004 والذی بلغ نحو 2.160 ملیون معتمراً، أی بزیادة قدرها 24.9%، ویعتبر هذا العدد ضئیل إذا ما قورن بأعداد السائحین فی البلدان الأخرى وخاصة إذا ما لوحظ أن المتوسط الشهری یکون فی حدود 337.25ألف معتمر فقط فی حالة توزیع هذا العدد على ثمانیة أشهر.وبتوزیع المعتمرین على أشهر السنة لعام 2017 یلاحظ أن شهر رمضان استحوذ على حوالی33.5% من المعتمرین یلیه شهر شعبان بنسبة 21.3% ثم رجب بنسبة 14.3% ثم جماد الثانی بنسبة 12.3% وبقیة الأشهر أقل من 10%، وذلک کما هو موضح بالجدول رقم (3).

وکما هو معلوم فإن المعتمرین یأتون براً أو بحراً أو جواً إلى منافذ المملکة المختلفة. وتشکل نسبة القادمین براً إلى المملکة حوالی 20% وفی نفس الوقت یستخدم أغلبهم وسیلة النقل التی أتوا بها من خارج المملکة فی تنقلاتهم داخل المملکة. ویأتی المعتمرین أساساً لزیارة مکة المکرمة حیث یؤدون العمرة بها ثم یقومون بزیارة قبر الرسول صلى الله علیه وسلم والصلاة فی المسجد النبوی بالمدینة المنورة. وقد سمح نظام العمرة الجدید للمعتمرین بزیارة مدن أخرى غیر مکة المکرمة والمدینة المنورة بعد إجراء الترتیبات النظامیة. وهذا النظام الجدید یؤدى الى زیادة الإنفاق من جانب المعتمر واتاحة الفرصة للتعرف على المناطق السیاحیة المختلفة فی المملکة⁽⁸⁾.

جدول رقم (2): تطور أعداد المعتمرین من خارج المملکة خلال الفترة (1990-2017) (بالألف نسمة) 

المصدر : الهیئة العلیا للسیاحة – مرکز ماس-سنوات مختلفة

جدول رقم (3): توزیع المعتمرین القادمین من الخارج لعام 2017 حسب الأشهر(بالألف نسمة) 

المصدر : الهیئة العلیا للسیاحة – مرکز ماس

2-  متوسط  توزیع المعتمرین حسب الجنسیة وشهور العمرة لعام 2017 .

من ناحیة متوسط توزیع عدد المعتمرین وفقاً للجنسیة خلال عام 2017 ، فقد جاءت الجنسیة المصریة فی الترتیب الأول بنسبة 36.2% (976.793 معتمراً) تلیها إیران بنسبة 12.7% ثم باکستان بنسبة 10.2% وبنسب متقاربة للجنسیات الأردنیة والسوریة والسودانیة (4.8% ،4.6%، 4.5% على الترتیب). بجانب ذلک وکما یتضح من الجدول (4) فإن حوالی 55.2% من المعتمرین سنویاً یأتون إلى المملکة خلال شهری شعبان ( سبتمبر) ورمضان( أکتوبر)، فی حین تمثل نسبة المعتمرین خلال الشهور الستة الأولى حوالی 44.8% . وجدیر بالذکر أن الإجراءات والضوابط والتنظیمات الجدیدة التی تم إقرارها مؤخراً بشأن تنظیم العمرة من قبل الشرکات السیاحیة، أدت إلى زیادة عدد المعتمرین القادمین مع شرکات سیاحیة بنسبة 91.2%، فی حین شکلت باقی النسبة حضوراً مستقلاً بدون شرکات، وقد ترتفع هذه النسبة أو تنخفض حسب کل جنسیة وتوجهاتها المختلفة⁽⁹⁾.

جدول رقم (4): متوسط توزیع المعتمرین حسب الجنسیة وشهور العمرة خلال عام 2017

المصدر: مرکز ماس – الراصد السیاحی – الهیئة العلیا للسیاحة

ویوضح الجدول رقم (5) أن هناک زیادة فی عدد المعتمرین من مصر خلال الفترة من عام 1995 حتى عام 2017 حیث بلغ عدد المعتمرین عام 1995 نحو 276544 معتمراً ثم تزاید العدد لیصل الى نحو 976793 معتمراً عام 2017 بنسبة زیادة قدرها نحو 253% . کما تزاید عدد الشرکات والوکلاء المنفذین من 274 شرکة عام 1995 الى 873 شرکة عام 2017 بمعدل زیادة بلغت نحو 218.6% خلال تلک الفترة. وقد شکلت وسیلة السفر بالبواخر للمعتمرین من مصر حوالی 61.1%، والطیران حوالی 26.3%،والنقل البری حوالی 12.6% من إجمالی وسائل نقل المعتمرین من مصر.

جدول رقم (5): أعداد المعتمرین من مصر خلال الفترة (1990-2017)  حسب وسیلة السفر

المصدر: وزارة السیاحة المصریة، الإدارة العامة للسیاحة الدینیة

3-  توزیع المعتمرین من خارج المملکة حسب وسیلة النقل خلال الفترة (2004-2017).

تختلف طریقة قدوم المعتمرین للمملکة حسب وسائل النقل الجویة والبحریة والبریة ، حیث تشیر البیانات الواردة بالجدول رقم (6) خلال الفترة من 2004-2017 إلى ارتفاع نسبة المعتمرین القادمین بطریق الجو من نحو 66.7% عام 2004 الى نحو 68% عام 2017، فی حین تراجعت نسبة القادمین بطریق البر من نحو 26.7% عام 2004 الى نحو 16.8% عام 2017 ، بینما تزایدت نسبة القادمین بحراً من نحو 6.6% عام 2004 الى نحو 15.2% عام 2017، ویرجع السبب فى تراجع نسبة المعتمرین المسافرین بحراً  خلال السنوات السابقة حتى عام 2012 الى حادث غرق العبارة " السلام 97 " عام 2006 فى البحر الأحمر، الأمر الذى أدى الى احجام البعض من المصریین بصفة خاصة من السفر عن طریق البحر وخاصة أن الجنسیة المصریة تأتى فى الترتیب الأول من بین تعداد المعتمرین الکلى. وتختلف هذه النسب بالنسبة للمعتمرین من داخل الدولة الواحدة، حیث یتبین أن حوالی 50% من معتمرین دول الخلیج یستخدمون طریق الجو وباقی النسبة تأتی عن طریق البر، أما المعتمرون من دول المغرب العربی بطریق الجو فتصل نسبتهم إلى حوالى 90%⁽¹⁰⁾.

جدول رقم (6): توزیع المعتمرین حسب طریقة النقل من خارج المملکة خلال الفترة (2004-2017)

المصدر : الهیئة العلیا للسیاحة- مرکز ماس- السعودیة- سنوات مختلفة

4-  توزیع المعتمرین القادمین من خارج المملکة حسب درجة السکن لعام 2017.

یلاحظمن خلال توزیع المعتمرین على المساکن أن هناک تفاوت فی المستویات السکنیة ما بین السکن الفاخر ودرجة أولى ودرجة قیاسیة واقتصادیة بجانب الدرجة الشعبیة الرخیصة، حیث یتفق ملاک المساکن فی مکة والمدینة أثناء موسم العمرة أو الحج على سیاسة تسعیر موسمیة حسب درجة المسکن. ویوضح الجدول رقم (7) توزیع المعتمرین حسب السکن، فی حین یوضح الجدول رقم(8) أجور السکن بالنسبة للفرد الواحدفی اللیلة الواحدة حسب الأسعار السائدة عام 2017.

جدول رقم (7): توزیع المعتمرین القادمین من الخارج حسب درجة السکن عام 2017

المصدر : الهیئة العلیا للسیاحة- مرکز ماس- السعودیة

جدول رقم (8): أجور السکن للفرد الواحد فی اللیلة حسب الأسعار السائدة عام 2017(بالریال السعودی)

المصدر: مرکز ماس – الراصد السیاحی – الهیئة العلیا للسیاحة- السعودیة

5-  توزیع المعتمرین حسب الدخل الشهری لعام 2017.

تختلف دخول الأفراد القادمین لأداء العمرة حسب الظروف الاقتصادیة السائدة فی بلدانهم المختلفة وحسب الأنظمة الاقتصادیة المتبعة فی هذه الدول. فهناک دول یحصل الأفراد فیها على مستویات دخول عالیة ودول أخرى متوسطة الدخل وثالثة منخفضة الدخل، لذلک تختلف مستویات إنفاق المعتمرین حسب مستویات دخولهم الشهریة. ویوضح الجدول رقم (9)متوسط الدخل الشهری للمعتمرین معادل بالریال السعودی عام2017، حیث جاءت نسبة المعتمرین الذین یحصلون على دخل یعادل أقل من 1000 ریال سعودى شهریاً فی الترتیب الأول بنسبة(39.1%)، یلیها الذین یحصلون على دخل ما بین 1000-2000 ریال بنسبة (29.6%)، ثم الفئة الدخلیة ما بین2000-3000 ریال بنسبة (13.4%) ثم الفئة الدخلیة ما بین 3000-4000 ریال بنسبة (7.1%) وهکذا إلى أن تصل إلى أقل نسبة وهی الفئة الدخلیة التی یزید دخلها عن 8000 ریال وتمثل حوالی 1.9%.

جدول رقم (9): متوسط الدخل الشهری للمعتمرین معادل بالریال السعودی لعام 2017

المصدر : مرکز ماس – الهیئة العلیا للسیاحة- السعودیة

الجزء الثانى : التکالیف والعائد الأقتصادى للسیاحة الدینیة فى المملکة العربیة السعودیة.

أولاً : الإنفاق الشخصى على الحج ومجالاتة المختلفة.

تتنوع أوجه إنفاق الحجاج التی یتم إنفاقها داخل المملکة العربیة السعودیة حسب طبیعة الخدمات المقدمة، لذلک یمکن تقسیم المبالغ التی ینفقها الحجاج على النحو التالی⁽¹¹⁾:-

1. الإنفاق على رسم الدخول أو الحصول على التأشیرة، وهی مبالغ یدفعها الحجاج للحصول على تأشیرة الحج وتختلف من دولة إلى أخرى حسب طبیعة النظام الاقتصادی السائد فی الدولة.
2. الإنفاق على المطوفین، وهی مبالغ یدفعها الحجاج للمطوفین باعتبارهم وکلاء معتمدون فی المملکة، وتقع على عاتقهم مسئولیة خدمة الحجاج ؛ مثل نقل الحجاج من المطارات والموانئ البحریة إلى مکة المکرمة والمدینة المنورة ومنطقة منى والعودة بهم وتزویدهم بالخیام فی منى. کما یعتبر المطوفین کفلاء الحجاج ، لذلک علیهم الاعتناء بهم وتقدیم الرعایة لهم طوال فترة بقائهم بالمملکة، ومقابل هذه الخدمات یدفع الحاج مبلغ یقدر بحوالى500 ریال سعودی لخدمات المطوفین.
3. الإنفاق على النقل الداخلی، ویشمل أجور نقل الحجاج من المطارات والموانئ البحریة إلى المشاعر المقدسة والعودة بهم ، وتصل تکلفة هذه الخدمة إلى 600 ریال سعودی لکل حاج. أما تکلفة انتقال الحجاج إلى داخل المملکة فتکون على حسابهم الخاص وتصل فی المتوسط إلى حوالی 50 ریال سعودییومیاً.
4. الإنفاق على المأکل والمشرب، حیث یشکل نسبة هامة من إنفاق الحجاج فی المملکة ، ویختلف باختلاف جنسیة الحجاج ومستویات دخولهم، حیث یرتفع الإنفاق على المأکل والمشرب بین حجاجالدول العربیة والإفریقیة بالمقارنة بنظرائهم منباقی الجنسیات الأخرى وتشیر الإحصاءات المیدانیة إلى أن 18% من الحجاج یصل إنفاقهم الیومی على المأکل والمشرب حوالی 75 ریال ، بینما 30% منهم یصل إنفاقهم الیومی حوالی 45 ریال، فی حین أن النسبة الباقیة وتشکل 52% تنفق حوالی 25 ریال ، وبناء على ذلک یکون متوسط إنفاق الحاج حوالی 48 ریال یومیاً⁽¹²⁾.
5. الإنفاق على المسکن، حیث یختلف إنفاق الحجاج القادمین من الخارج على السکن حسب نوعیة السکن، ومدى قربه أو بعده من المشاعر المقدسة وکذلک عما إذا کان المسکن فندقی أو خاص. ولتقدیر الأثر الاقتصادی للسکن المتوفر فی مکة المکرمة والمدینة المنورة ، تم تقسیمه کما سبق ذکره فی حالة العمره إلى سکن فاخر، درجة أولى، درجة قیاسیة، درجة اقتصادیة، ودرجة شعبیة (رخیصة)، حیث تشیر بیانات الجدول رقم (10) الى أن حوالی 40% من الحجاج القادمین من الخارج یسکنون فی المساکن الرخیصة ، یلیها السکن الاقتصادی بنسبة 25% من الحجاج، ثم السکن القیاسی بنسبة 20% من الحجاج ، فی حین أن الحجاج الذین یسکنون فی الدرجة الأولى والسکن الفاخر یمثلون حوالی 15%. وبشکل عام یستحوذ قطاع الفنادق والإسکان على نحو 40% من إیرادات الحج.
6. الإنفاق على الخیام فی منى، حیث یدفع الحاج مبلغ 250 ریال سعودی إیجار للخیمة ، مقابل بقاء الحاج 3-4 أیام فی منطقة منى کجزء من مناسک الحج.
7. الإنفاق على الهدی والفدیة ( الأضحیة )، حیث أن ذلک جزء من مناسک الحج من خلال قیام الحجاج بذبح الأضحیة أو التبرع بالمال بما یعادل قیمة الأضحیة، وفی هذه الحالة تفضل الشاة، والتی بلغ سعرها حوالی500 ریال سعودی، وبالرغم من عدم وجود معلومات دقیقة لهذا النوع من الإنفاق، إلا أنه یقدر بحوالی 10.8% من متوسط إجمالی نفقات الحاج.
8. الإنفاق على شراء الهدایا، وذلک بغرض الاستخدام الشخصی أو الإهداء للأهل والأصدقاء، وقد تم تقدیر هذا النوع من الإنفاق بحوالی 770 ریال سعودی، أى بمعدل یصل الى حوالى 16.5 % من متوسط إجمالی نفقات الحاج.

جدول رقم (10) : توزیع الحجاج من الخارج حسب درجات السکن لعام 2017

المصدر : الکتاب الإحصائی السنوی- مصلحة الإحصاءات العامة، السعودیة

ویوضح الجدول رقم(11) متوسط إجمالی إنفاق الحاج لمدة 21 یوم باستثناء بعض المصروفات الأخرى مثل تکالیف السفر من وإلى المملکة العربیة السعودیة، وکذلک رسوم الحصول على التأشیرة ، کما تختلف هذه التکالیف نسبیاً من فرد إلى آخر ومن فئات الحجاج العادیین إلى حجاج السیاحة، أو ما یسمى ( الحملات الجماعیة ). وجدیر بالذکر أن حوالی 10% من الحجاج یأتون فی شکل حملات جماعیة (الحج السیاحی)، ویبلغ متوسط تکلفة الحملة حوالی 25 ألف ریال سعودی⁽¹³⁾.

جدول رقم (11): متوسط إجمالی إنفاق الحاج لمدة 21 یوم لعام 2017

المصدر : الکتاب الإحصائی السنوی- مصلحة الإحصاءات العامة، السعودیة

ویتضح مما سبق أن تقدیر الإنفاق سواء على مستوى الحاج فی المتوسط أو على أساس الإنفاق الکلی یتجه إلى الزیادة المستمرة ،حیث شملت هذه الزیادة کل عناصر الإنفاق بجانب تغیر نمط الأنصبة النسبیة لبنود الإنفاق المختلفة من عام إلى آخر.

ومن خلال النظر إلى الترکیب الهیکلی لبنود الإنفاق الکلی، نجد أن أهم بنود الإنفاق هو بند السکن والنقل بنسة 20.5% لکل منهما یلیه بند النفقات الشخصیة بنسة 19.7%، ثم الإنفاق على الهدایا بنسة 15.0%، ثم الإنفاق على الأضحیة بنسة 9.7%، وأخیراً خدمات الطوائف والخیام بالممشاعر المقدسة بنسة 9.7%، 4.9% على الترتیب. وبدون شک أن النفقات الشخصیة تنعکس بالضرورة على الإنفاق المحلی السعودی مما یشکل إضافة إلى عناصر أسواق السلع والخدمات فی الاقتصاد السعودی، حیث أن زیادة هذه النفقات یؤدی إلى اتساع حجم السوق نتیجة زیادة الطلب الفعال على المنتجات وبالتالی یؤدی إلى زیادة معدلات مستوى النشاط الاقتصادی.

ثانیاً : الإنفاق الحکومی على خدمات الحج.

یشترک فی عملیة الإنفاق على الخدمات والمشروعات العدید منالجهات ، مثل وزارة المواصلات والصحة والحج وأمانة العاصمة ومشروعات تطویر منى ومصلحة المیاه وغیرها. حیث تخصص کل وزارة أو هیئة من میزانیتها السنویة بنداً للإنفاق على خدمات أو مشروعات الحج⁽¹⁴⁾.

وتتنوع الخدمات من حیث الإنفاق، فهناک خدمات وقتیة ینتهی الإنفاق علیها بانتهاء الخدمة، ویزید مقدار هذا الإنفاق أو یستقر أو ینخفض، حسب الحاجة إلى هذه الخدمة (مثل شراء معدات مکافحة الحرائق، سیارات طبیة ، وغیرها). وهناک خدمات مستمرة، یتوقف مقدار الإنفاق علیها حسب الحاجة الى هذه الخدمات وما تستوجب من إنفاق مثل (الصیانة والتشغیل والإصلاح). وهناک خدمات فی مواسم وسنوات معینة، یستلزم الإنفاق علیها لتنفیذها فی تلک المواسم والسنوات (کإنشاء الطرق والجسور والإنفاق والمراکز الطبیة).ویتوقف الإنفاق على هذه المشاریع بانتهائها، ولا ینفق علیها بعد ذلک إلا للصیانة والتشغیل. وهناک خدمات مستجدة، یستلزم تنفیذها إنفاقات جدیدة، وتظهر الحاجة إلى مثل هذه الخدمات حسب المشاهدات والدراسات لمواسم الحج.کما أن هناک خدمات تستلزم إنفاقات متکررة فی کل موسم (مثل الرواتب والمکافأت). کما أن هناک خدمات عدیدة، وفی مجالات مختلفة من قبل القطاع الخاص تستلزم إنفاقات عدیدة ومستمرة، مثل (الإسکان ، المواد الغذائیة ). وعموماً یمکن تقسیم الإنفاق إلى ثلاثة أنواع⁽¹⁵⁾: إنفاق على الخدمات، إنفاق على الإنشاءات، وإنفاق على الرواتب والأجور والمکافآت.

1- الإنفاق على الخدمات:-

قد یکون هذا الإنفاق بعائد أو بدون عائد ، فالإنفاق الحکومی على الخدمات غالباً ما یکون بدون عائد ، نظراً لأن الدولة تنظر إلى خدمات الحج کخدمات واجبة علیها اقتضاها وجود الأماکن والمشاعر المقدسة فی أراضیها . لذا تقوم الدولة بتوفیر سبل النقل المتنوعة ووسائل الرعایة المختلفة ، وسبل العلاج والوقایة ، وتأمین المیاه والکهرباء والصرف الصحی . بالإضافة إلى أنها تهتم بتوفیر السلع المختلفة ، خاصة المواد الغذائیة ، وغیر ذلک من الخدمات التی یحتاج إلیها الحجاج . أما الخدمات بعائد فهی محدودة ، بالإضافة إلى أنها توکل من قبل الدولة إلى أفراد من المواطنین ، حتى یأتی عائدها علیهم ، وهذه تعتبر خدمات غیر مباشرة من الدولة للمواطنین . وتتمثل هذه الخدمات فیما یقوم به المواطنین من أعمال التجارة وتوفیر المواد الأساسیة (مثل الخبز والأطعمة والماء والسلع الأخرى) وأعمال الطوافة والإرشاد وخدمات النقل والإسکان وما شابه ذلک.

2- الإنفاق على الإنشاءات:ویشمل الإنفاق على:-

         أ‌-         إنشاءات دائمة (مثل الطرق، والإنفاق، والجسور، وخزانات المیاه، والمطارات، والموانئ، والمراکز الصحیة، والمستشفیات، ومحطات الحافلات، ومراکز بعض الخدمات، وأماکن التخییم). فهذه کلها إلى جانب أنها إنشاءات دائمة، فإنها تحتاج إلى إنفاقات على أعمال الصیانة المستمرة، مما یستوجب من الدوله ضرورة تخصیص میزانیات للإنفاق على صیانة هذه المرافق الحیویة لخدمة الحجاج.

       ب‌-       إنشاءات وقتیة: تقام قبل موسم الحج بفترة قصیرة وتزال بعد موسم الحج وغالباً ما تکون عبارة عن أبنیة سابقة التجهیز أو خیام أو وحدات متنقلة. وهذه کلها غالباً ما یکون الإنفاق علیها یتطلب إما إهلاکها بعد موسم الحج وهذا الإهلاک یستلزم إنفاقا أیضاً، أو تخزینها لموسم آخر، وهذا یتطلب إنفاقاً على النقل، وعلى الإصلاح والترکیب، بالإضافة إلى أن هذه الإنشاءات المؤقتة تتطلب إنفاقات جاریة على ما تحتاج إلیه من إمدادات کهربائیة ومیاه صرف ومواد تشغیل أخرى ، خاصة إذا ما تغیرت أماکنها.

3- الإنفاق على الرواتب والأجور والمکافأت: 

وهی المرتبات والأجور والمکافآت، التی یمکن أن تنقسم إلى مرتبات ثابتة ومرتبات إضافیة ومکافآت مقطوعة. فهناک عدد من العاملین فی کثیر من المصالح والوزارات مهمتهم العمل من أجل الحج، مثل وکالة وزارة الحج والأوقاف لشئون الحج وما یتبعها من إدارات، ومرکز أبحاث الحج ، وقوة الحج والمواسم، ولجنة الحج العلیا واللجنة المرکزیة للحج ومشروع تطویر منى ، بالإضافة إلى أقسام مسئولة عن شئون الحج فی کثیر من الوزارات والمصالح . فهؤلاء تصرف لهم رواتب ثابتة طوال العام. وهناک آلاف الموظفین من مدنیین وعسکریین وغیرهم، تجندهم الدولة فی کل موسم حج وتمنحهم رواتب إضافیة، أو مکافأت مقطوعة ، نظیر مساهمتهم فی خدمة حجاج بیت الله الحرام بالإضافة إلى أنه یوجد الآلاف من الأشخاص الذین یعملون فی القطاع الخاص لخدمة حجاج بیت الله الحرام، ومنهم من یکون عمله بمرتب ثابت طوال العام، ومنهم من یعمل فی الموسم بمکافآت أو رواتب وقتیة.

ومن أهم الأسباب التی أدت إلى تزاید ظاهرة الإنفاق العام على الحج⁽¹⁶⁾، هی التزاید المستمر فی أعداد الحجاج من عام لأخر واستمرار تحسین وسائل النقل لتواکب هذه الزیادة المستمرة بالإضافة إلى صعوبة الطبیعة فی المشاعر المقدسة، والتی یتطلب تحسینها تکالیف عالیة. وقد بلغ إجمالی الإنفاق على المشروعات الاستثماریة للحج حوالی 17% من إجمالی الاستثمار الحکومی فی الوقت الذی لا تتوقع الحکومة السعودیة من هذا الإنفاق أی عوائد مباشرة، سوى خدمة الحجاج بالمستوى المطلوب وعلى أکمل وجه.

وبالرغم من أن هذا الإنفاق المتزاید یشکل جانب تکلفة وبالتالی عبئاً على الاقتصاد السعودی، إلا أنه من ناحیة أخرى وبدرجة أکبر بالمقارنة بالتکلفة یعد مصدراً مهماً من مصادر تنشیط وتنمیة الاقتصاد السعودی من نواحی متعددة، ومنها استکمال البنیة الأساسیة فی صورة شبکات طرق ومواصلات واتصالات متطورة، وزیادة مصادر الدخل، وزیادة القوة الشرائیة عن طریق زیادة دخول العاملین فی تنفیذ هذه الخدمات، مما یؤدى إلى زیادة مضاعفة فی الإنفاق واتساع السوق، ومن ثم تشجیع العناصر الصناعیة الوطنیة وغیرها على تحقیق التنمیة⁽¹⁷⁾.

ثالثاً : الإنفاق الکلی للمعتمرین وأوجه الإنفاق.

تختلف المبالغ التی ینفقها المعتمرین على رحلة العمرة حسب الدخل والمدة التی یقضیها المعتمر وطریقة قدومه ( براً- بحراً- جواً ) ونظام حضوره على شرکة سیاحیة أم مستقل وکذلک عما إذا کان بمفرده أو مع مرافقین له ونوعیة سکن الإقامة ووسائل النقل المستخدمة والمشتریات والهدایا والمأکل والمشرب وزیارة المناطق التاریخیة والإسلامیة بجانب الخدمات الأخرى والتی تمثل بنود من الإنفاق الکلی للمعتمرین.وتشیر بیانات الجدول رقم (12) إلى أن حوالی 72.4% من جملة الإنفاق للمعتمرین تکون عن طریق تنظیم الحملات الفاخرة جداً، فی حین تشکل نسبة الإنفاق للمعتمرین العادیین حوالی 27.6% من جملة الإنفاق. ویشکل الإنفاق على المأکل والمشرب البند الرئیسی فی جملة الإنفاق بنسبة 10%، ثم بند الهدایا بنسبة 8.2% وأخیراً السکن بنسبة 3%.وتشیر البیانات إلى أن المعتمر المستقل الذی یحضر بدون شرکة سیاحیة یتراوح أعلى إنفاق له على رحلة العمرة ما بین1000-3000 ریال وتشکل نسبتهم حوالی 28% من إجمالی المعتمرین، أما المعتمر الذی یحضر مع شرکة فیتراوح إنفاقه على رحلة العمرة ما بین1000-4000 ریال وتشکل هذه النسبة حوالی 50% من إجمالی المعتمرین، وذلک کما هو موضح بالجدول رقم(12) والذى یوضح إجمالی الإنفاق الکلی للمعتمرین خلال عام 2017 وأوجه الإنفاق المختلفة.

جدول رقم (12): الإنفاق الکلی للمعتمرین خلال عام 2017 (بالألف ریال سعودی)

المصدر: مرکز ماس – الراصد السیاحی – الهیئة العلیا للسیاحة- السعودیة

ویوضح الجدول رقم (13) متوسط توزیع المبالغ التى قام المعتمرین بانفاقها على الطعام وشراء الهدایا عام 2017، حیث أنفق حوالى6.6% من إجمالی المعتمرین على المأکل والمشرب یومیاً أقل من 15 ریال، فی حین بلغت فئة الإنفاق ما بین 15-30 ریالحوالی 27.1% ، وارتفعت فئة الإنفاق ما بین 30-50 ریال الى حوالی 38.6% ثم انخفضت النسبة بعد ذلک حتى بلغت حوالى 4.2% بالنسبة لفئة الأنفاقأکثر من 150 ریال، هذا بالإضافة إلى الإنفاق على شراء الهدایا ،حیثتراوح متوسط الإنفاق على شراء الهدایا للغالبیة العظمى بنسبة 32.4% وبمبالغ تراوحت ما بین 500- 1000 ریال سعودى وقد تزداد أو تنخفض عن ذلک حسب ظروف کل معتمر وذلک کما هو موضح بالجدول.

جدول رقم (13) :متوسط إنفاقالمعتمرین على الطعام وشراء الهدایا خلال عام 2017 (ریال سعودی)

المصدر: مرکز ماس – الراصد السیاحی – الهیئة العلیا للسیاحة- السعودیة

رابعاً : الإیرادات والعائد الاقتصادی من الحج والعمرة.

أولاً : الإیرادات المباشرة للحج والعمرة.

تمثل إیرادات موسم الحج نحو3% من الناتج المحلی الإجمالی للمملکة العربیة السعودیة. فقد بلغت إیرادات قطاع السیاحة فی السعودیة من موسم الحج والعمرة فی عام 2012 أکثر من 62 ملیار ریال سعودی أی ما یعادل 16.5 ملیار دولار(أکثر من 12 ملیون حاج ومعتمر للسعودیة) بزیادة نسبتها 10%، مقارنة بعام 2011 والتی بلغت نحو57 ملیار ریال سعودی أی ما یعادل 15.2 ملیار دولار. وقد سجل عام 2012 أعلى نسبة من الحجاج خلال 3 سنوات، حیث بلغ عدد الحجاج نحو 3 ملیون ومائة وواحد وستون ألف حاج. کما بلغت إیرادات الحج عام 2014 نحو 31.73 ملیار ریال (8.4 ملیار دولار)، أی بنسبة زیادة 3% عن عام 2013 والتی بلغت نحو 8.1 ملیار دولار ثم تراجعت عام 2015 الى نحو 18.5 ملیار ریال سعودى نتیجة تقلیص عدد الحجاج للانتهاء من توسعة المشاعر المقدسة. کما بلغت عوائد العمرة عام 2014 نحو 21.7 ملیار ریال سعودى ثم تراجعت الى نحو 20.5 ملیار ریال عام 2015. وقد تزایدت الإیرادات من الحج بعد قرار السعودیة زیادة 20% فی عدد الحجاج عام 2017 لتصل الى نحو 29.230 ملیار ریال سعودى بما یعادل نحو 7.8 ملیار دولار أمریکى، فى حین بلغت عائدات العمرة خلال نفس العام نحو21.375 ملیار ریال سعودى بما یعادل نحو 5.7 ملیار دولار، وذلک فى اطار تبنى توجهات خطة 2030 التى تعتمد على زیادة عدد الحجاج والمعتمرین لما تمثله من مصدر دخل ثابت للملکة، وکذلک لمساعدة الحج والعمرة فی مشروع (صنع فی مکة) مما ینعکس ایجابیاً على الاقتصاد السعودی ککل.

ویوضح الجدول رقم (14) بنود إیرادات الحج لعام 2017 بالنسبة للحجاج العادیین وکذلک حجاج الحملات الخاصة. حیث یشکل إیراد الحملات الخاصة الفاخرة من إجمالی الإیرادات حوالی 39.5% وباقی الإیرادات ونسبته 60.5% یأتی من الحجاج العادیین. وقد تصدر الإنفاق على السکن قائمة الإنفاق للحجاج العادیین بنسبة 12.9% ، یلیه الإنفاق على شراء الهدایا والمستلزمات الأخرى بنسبة 12.6%، ثم المأکل والمشرب بنسبة 11.4% ثم الأضحیة بنسبة 8.9% ، ثم النقل بنسبة 8.7% ، وأجور المطوفین بنسبة 3.1% ، واخیراً أجرة السکن فى الخیام بنسبة 2.9% ⁽¹⁸⁾.وتختلف هذه البنود الانفاقیة من عامٍ لأخر سواء من حیث الأولویة فی الإنفاق أو فی تغیر معدل الإنفاق.

جدول رقم (14) : بنود إیرادات الحج لعام 2017 ( القیمة بالألف ریال سعودی)

المصدر: مصلحة الإحصاءات العامة- الکتاب الإحصائی السنوی ، السعودیة

ثانباً : الإیرادات الغیر مباشرة للحج والعمرة.

یمکن تقدیر الأثر غیر المباشر للحج على الاقتصاد السعودی من خلال الإیرادات التی یتم توزیعها فی مجالات الاقتصاد المحلی، وبالتالی ینتج عنها دورات الإنفاق النقدی وإعادة الإنفاق من جدید، فعندما یحصل الفندق على إیراد من الحجاج، یقوم الفندق بدفع مرتبات الموظفین لدیه والإنفاق على احتیاجاته من السلع والخدمات التی یقوم بشرائها من الشرکات، وهذه الشرکات تدفع أجور ورواتب موظفیها وتقوم أیضاً بشراء السلع والخدمات من شرکات أخرى، وهکذا تستمر دورة الإنفاق وإعادة الإنفاق (مضاعف الإنفاق) حتى تصل الأموال المتحصلة إلى خارج حدود المملکة العربیة السعودیة⁽¹⁹⁾. وبفرض أن الأثر غیر المباشر یمثل نحو 20% من الأثر المباشر، ففی غالب الأحوال یکون إجمالی الأثر أکبر بکثیر من الأثر المباشر للظاهرة، حیث بلغ إجمالی الأثر المباشر وغیر المباشر للحج عام 2017 نحو 35.076.588 ملیار ریال سعودى وذلک کما هو موضح بالجدول رقم (15). وکما سبق ذکره فى الأثر الاقتصادى للحج ، فللعمرة أیضاً آثار اقتصادیة مباشرة وغیر مباشرة وذلک من خلال الدخول التى یتم تولیدها لصالح کل الفئات التى تعمل فى خدمة المعتمرین، بجانب القطاعات الاخرى التى تستفید من هذه الخدمات، حیث بلغ إجمالی الأثر المباشر وغیر المباشر للعمرة عام 2017 نحو 25.650.904 ملیار ریال سعودى وذلک کما هو موضح بالجدول رقم(16).

جدول رقم (15) : إجمالی الأثر الاقتصادی للحج عام 2017 ( القیمة بالألف ریال سعودی)

المصدر: تم حسابها من بیانات مصلحة الإحصاءات العامة- الکتاب الإحصائی السنوی، السعودیة

جدول رقم (16) : إجمالی الأثر الاقتصادی للعمرة عام 2017 (القیمة بالألف ریال سعودی)

المصدر : تم حسابها من بیانات مصلحة الإحصاءات العامة- الکتاب الإحصائی السنوی ،السعودیة

الجزء الثالث : الأثار الاقتصادیة للسیاحة الدینیة على الاقتصاد السعودی.

أولاً : الأثار الاقتصادیة للحج.

یمثل العائد المعنوی للحج الأثر الرئیسی والمحرک الأساسی للقیام بالحج کفریضة دینیة. لیس ذلک فقط وإنما تمتد آثار الحج لتشمل الاقتصاد السعودی، حیث توجد علاقة إنمائیة مباشرة بین الحج والاقتصاد السعودی تتمثل فی نمو السوق، وخلق المزید من فرص العمل وزیادة الدخل القومی وزیادة استخدام الموارد الإنتاجیة وتحسین میزان المدفوعات السعودی من خلال التأثیر على مجمل النشاط الاقتصادی. کما أن حرکة الحجاج وأعدادهم الضخمة توفر فرصاً إنتاجیة باعتبارها سوقاً لترویج الکثیر من السلع والخدمات، ومن ثم المساهمة فی التوسع فی الاستثمارات والتوظف وتنمیة المهارات البشریة وتحقیق الرفاهیة فىالمملکة العربیة السعودیة.

1-   الأثر على النشاط الاقتصادی والتجارى.

یؤثر موسم الحج على إحداث نوعاً من الانتعاش فی النشاط الاقتصادی والتجاری باعتباره من المواسم الإقتصادیة المجزیة بالنسبة إلى بعض القطاعات مثل المصارف والنقل والمساکن نتیجة زیادة أعداد الحجاج. الأمر الذی یعنی زیادة الدخل الفردی للمواطنین وبخاصة التجار عن طریق زیادة المبیعات وزیادة الأسعار نتیجة زیادة الطلب على المنتجات، وتنوع هیکل الطلب بسبب تنوع الأذواق والحاجات، بجانب زیادة الطلب على المرافق العامة من مواصلات وکهرباء وهاتف وکافة وسائل الاتصال. ومع زیادة الأرباح نتیجة الاستغلال الأمثل للموارد الإنتاجیة المحلیة سواء کانت هذه الموارد بشریة أو مالیة أو الاثنین معاً فإن ذلک من شأنه المساهمة الإیجابیة فی زیادة الناتج المحلی الإجمالی.ولایقتصر أثر موسم الحج على مناطق الحج فقط، بل یمتد لیشمل السوق الداخلی السعودی بأکمله، وذلک من خلال التشابک بین مناطق الحج والمناطق الأخرى بالمملکة. حیث أن زیادة إنفاق الحجاج للحصول على حاجاتهم وخدماتهم یعنی زیادة الطلب الکلی على المنتجات والخدمات المعروضة فی السوق السعودی. الأمر الذی یؤدی إلى اتساع نشاط السوق وزیادة الحرکة التجاریة فی مختلف المجالات، مما یؤثر فی النهایة على نمو السوق الداخلی ککل ویتضح ذلک من خلال⁽²⁰⁾ :-

1. إن تحقیق أصحاب المحلات التجاریة لأرباح من موسم الحج ، یساعد الکثیر منهم على التوسع فی الأعمال وفتح فروع ومجالات تجاریة جدیدة بما یساعد على تنمیة السوق الداخلی.
2. غالبیة الأرباح المحققة من موسم الحج للفئات المختلفة یصب معظمها فی قنوات ومجالات استثماریة متنوعة تؤدی إلى نمو السوق الداخلی.
3. تنوع السوق السعودی بالمنتجات المختلفة التی تناسب کل الأذواق حسب اختلاف الجنسیات، وتوفیرها بالکمیات التی تناسب الأعداد المتزایدة من الحجاج یعتبر من العوامل المهمة لاستمرار نمو السوق.
4. یؤثر موسم الحج على زیادة المبیعات والأسعار للسلع المختلفة، وبالتالی تحریک نشاط السوق ونموه. بالإضافة إلى أن موسم الحج یؤدی إلى زیادة عملیة الاستیراد نتیجة عدم وجود سلع محلیة مماثلة تفی بالمتطلبات المتزایدة للحجاج، وهو الأمر الذی یدل على أن حرکة البیع فی موسم الحج تؤثر على حرکة التجارة الخارجیة تأثیر مباشر من خلال زیادة استیراد السلع من الخارج.
5. یساعد موسم الحج على زیادة الادخار الناشئ من الأرباح، الأمر الذی یؤدی إلى سداد مدیونیات الأفراد وزیادة المستوى المعیشی  والتوسع التجاری، وبالتالی إحداث أثر مضاعف من خلال مضاعف الاستثمار على مستویات الدخل وزیادة معدل دوران رأس المال بما یحقق التنمیة والنمو للسوق بشکل متکامل.

2-   الأثر على الإستهلاک .

بدون شک أن لموسم الحج تأثیراً إیجابیاً على تنشیط حرکة التجارة بالمملکة وبخاصة فی المشاعر المقدسة، ومکة المکرمة، والمدینة المنورة، وذلک من خلال تنامی العادات الاستهلاکیة للحجاج والتی تتمثل فی زیادة القوة الشرائیة لهم أثناء هذا الموسم فی شکل هدایا، لهم ولذویهم من الأهل والأقارب من الأرض الطاهرة لتبقى فی أذهانهم ذکرى خالدة ومبارکة. کما أن وجود هذا الجمع من الحجیج خلال هذه الفترة الزمنیة المحدودة یعنی زیادة الطلب على السلع الاستهلاکیة بأنواعها المختلفة بما یعنى زیادة إیرادات بائعی هذه السلع خلال هذا الموسم وبالتالی إحداث نوع من الانتعاش الاقتصادی فی المناطق المقدسة. ویرى البعض⁽²¹⁾ أن المواد الغذائیة ومکوناتها تتصدر الحرکة التجاریة من حیث الترتیب والإنفاق حیث بلغ استهلاک الحجاج من الألبان والحلیب حوالی 46.000 ألف طن بما قیمته حوالی 130ملیون ریال سعودی، هذا بجانب الاستهلاک من المواد الغذائیة الأخرى مثل المعلبات، الأرز، الخبز، والعجائن....الخ، والتی بلغت قیمة الاستهلاک منها حوالی 59 ملیون ریال سعودی. ویواجه التاجر السعودی بعض الصعوبات فی نقل المواد الغذائیة والوجبات الجاهزة اللازمة للحجاج وذلک من خلال تعرض الکثیر منها للتلف وبخاصة الألبان ومنتجاتها نتیجة المشاکل التی تعانی منها سیارات النقل فی الحصول على تصاریح للدخول إلى المشاعر المقدسة، مما یستغرق وقتاً أطول من المدة الزمنیة المحددة لصلاحیة هذه المنتجات. کما أن استهلاک الحجاج قد یتأثر سلبیاً من خلال شراء بعضهم للعدید من السلع والبضائع المقلدة لمارکات معروفة یتم اکتشاف حقیقتها بعد عودة الحجاج لبلادهم. وقد قدرت خسائر التجار والوکلاء لمارکات عالمیة بسبب تسرب البضائع المقلدة بحوالی أکثر من 4 ملیارات ریال سنویاً⁽²²⁾. وللحد من هذه الظاهرة وتفاقمها فی المستقبل تبذل وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع لجان مکافحة الغش التجاری فی الغرفة التجاریة جهوداً حثیثة من خلال آلیات حازمة وصارمة لکل من یضر بالسوق التجاری السعودی.وتقوم أمانة العاصمة المقدسة وبعض الأجهزة المعنیة بالعمل على إلزام المرافق الغذائیة ( المطاعم، البقالات، وغیرها) بالعمل على تطبیق الاشتراطات الصحیة وزیادة الاهتمام بها للحد من أو منع حدوث التسمم الغذائی للحجاج وتفادی خطورتها المحتملة علیهم ، حیث أن البیئة المحیطة والموقع وتجهیز وتقدیم ونقل الأغذیة وطرق حفظها وفقاً لطبیعتها والتخلص من المخلفات ودقة التفتیش الصحی جمیعها تعد من عناصر تقییم الاشتراطات الصحیة بالمنشآت الغذائیة.

3-   الأثر على الأسعار.

یؤثر موسم الحج على ارتفاع الأسعار نتیجة حدوث طلب کبیر ومتزاید على السلع والخدمات من مختلف الأنواع، الأمر الذی یؤدی إلى زیادة المبیعات ورواج النشاط التجاری. وتختلف أسعار السلع أثناء الموسم من فترة إلى أخرى نتیجة رغبة التجار فی تغییر أسعار السلع حسب الظروف السائدة، وحسب قدرة الحجاج على الإنفاق.وقد یلجأ التجار إلى تخفیض الأسعار فی بدایة الموسم من أجل العمل على جذب شریحة کبیرة من المشتریین ، وکذلک الحال ینخفض السعر فی أخر الموسم من أجل التخلص من البضاعة المتراکمة . ویتوقف ارتفاع أو انخفاض الأسعار على العدید من العوامل، والتی من أهمها درجة إقبال الحجاج على الشراء، ومدى الاستعداد المالی للإنفاق على الحاجات الأساسیة مثل المسکن والمأکل ووسائل النقل، فکلما کانت تکالیف هذه الحاجات الأساسیة مرتفعة ، کلما انخفضت درجة الإقبال على شراء السلع ⁽²³⁾.

بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل مستوى الدخل الفردی للحجاج، حیث أن غالبیة الحجاج ینتمون إلى دول إسلامیة تتسم بمستویات دخول متوسطة ، بجانب تکالیف الإیجار والنقل والمنافسة، والتی تؤثر على ارتفاع الأسعار. کما أن تفضیلات الحجاج فی شراء السلع تختلف حسب السعر والجودة.وتتسم حرکة التجارة بنوع من المنافسة غیر الشریفة بین التجار نظراً لاستحواذ الباعة الجائلین الذین لیست لدیهم أماکن مستقرة على الشریحة الکبرى من المبیعات التی تتسم بعدم الجودة بالمقارنه بمبیعات التجار السعودیین أصحاب المحلات والمارکات المعروفة والذین یتأثرون سلباً من هؤلاء الباعة الجائلین أصحاب البسطات بجوار الحرم المکی، والحرم النبوی الشریف. وتواصل أمانة العاصمة المقدسة وأمانة المدینة المنورة جهودها المستمرة من أجل العمل على مراقبة الأسواق والحد من کثرة المخالفات فی نوعیة البضائع والأسعار وتقدیم التسهیلات اللازمة لحمایة التجار من المنافسة غیر المشروعة للارتقاء بحمایة الصناعة المحلیة ومساعدتها فی القدرة على منافسة السلع المستوردة.  لذلک یجب على الجهات المعنیة العمل على الحد من هذه الظاهرة التی تضر بسمعة السوق السعودی والتی تتسم بالعشوائیة فی الانتشار .وهناک بعض السلع التى تحظى بکمیات کبیرة من المبیعات مثل ملابس الإحرام والتى بلغت قیمة المبیعات منها عام 2017 حوالى ملیار ونصف ریال سعودى منها ملیار ریال ینفقها الأجانب، فى حین ینفق السعودیون حوالى 500 ملیون ریال⁽²⁴⁾. وجدیر بالذکر أن تکلفة المصنع الواحد الخاصة بملابس الاحرام تقدر بحوالى 3 ملیون ریال وتقدر طاقة معظم المصانع الانتاجیة بحوالى 8000 إحراماً شهریاً وتتنوع المتاجر المتخصصة فى بیع هذه الملابس مابین الصینى والهندى والباکستانى والخلیجى. ویصل سعر ملابس الاحرام الخفیفة مابین 10-50 ریال والملابس الثقیلة مابین 50-80 ریال، ویتحدد السعر حسب الحجم والسماکة ومقاس طول وعرض الإحرام⁽²⁵⁾. ومن السلع التی تتسم بارتفاع أسعارها أثناء موسم الحج سلع الهدایا المتمثلة فی السجاد والمسابح، حیث تحرص فئة کبیرة من الحجاج على شراء کمیة کبیرة منها بغرض الهدایا للأهل والأصدقاء، وبخاصة السجاجید التی تحمل صورة الحرمین الشریفین لما تمثله من مشاعر وذکرى طیبة من الأرض الطاهرة . هذا بجانب الساعات متعددة الأشکال ورخیصة الأثمان بالمقارنة بأسعارها فی دول الحجاج المختلفة، وکذلک الأجهزة الکهربائیة التی یزید الإقبال علیها وبخاصة من المواطنین السعودیین لتجهیز المساکن التی یتم تأجیرها للحجاج والمعتمرین خلال وعلى مدار الموسم . وهناک العدید من السلع الأخرى الکمالیة ولکنها لا تحظى بنصیب کبیر من عملیة الشراء نظراً لعدم ضروریتها بالنسبة للحجاج. وخلاصة القول أن زیادة الطلب على السلع یؤدی إلى ارتفاع الأسعار والعکس صحیح.

4-   الأثر على سوق العملوالعمالة.

یؤثر موسم الحج على سوق العمل السعودی بشکل واضح وذلک من خلال خلق العدید من فرص العمل وانتقال الکثیر من العمالة والتجار من القطاعات المختلفة إلى القطاعات التی تساعد على تسییر وتسهیل مهمة أداء المناسک فی موسم الحج .کما أن العمل أثناء موسم الحج یعتبر دلیلاً على الوعی باتجاهات الاقتصاد الإسلامی، ویعمق من التأثیر الدینی فی التعامل مع طبیعة الخدمات المقدمة لضیوف الرحمن أثناء موسم الحج، کما یمثل العمل أداء لواجب وطنی من خلال المساعدة فی توفیر السلع والخدمات التی یحتاج إلیها حجاج بیت الله الحرام.  کما یعتبر موسم الحج فرصة کبیرة لاکتساب الخبرات والمهارات من جراء المعاملة فی البیع والشراء مع أعداد کبیرة من الحجاج تختلف أجناسهم فی اللغة والعادات. ویعتمد موسم الحج على حوالی 50% من العمالة غیر السعودیة، والتی تتسم برخص أسعارها بالمقارنة بالعمالة السعودیة، أو لعدم توافر العمالة السعودیة فی مجالات عمل هذه الفئة من العمالة⁽²⁶⁾.وقد استطاعت وزارة الحج توفیر 60 ألف وظیفة للشباب السعودی لخدمة ضیوف الرحمن فی مکة المکرمة والمشاعر المقدسة ومطار الملک عبد العزیز الدولی فی مکة، وتتراوح مرتبات هؤلاء فی المتوسطحوالی 3500 ریال سعودی⁽²⁷⁾. کما تتنوع الوظائف المتاحة على العدید من المجالات المختلفة التی تخدم حجاج بیت الله الحرام مثل مؤسسات الطوافة والزمازمة والأدلاء، مرشدی الحافلات، والعاملین فی أسطول النقل بأنواعه وکذلک العاملین فی المطاعم والمقاهی والفنادق والإسکان والتجارة وغیر ذلک، مما یعود على هؤلاء العاملین بمکافأت ومرتبات عالیة وبخاصة الباحثین منهم عن عمل موسمی مربح خلال فترة أجازات عید الأضحى المبارک. وتتراوح فترة العمل فی هذا الموسم ما بین 15-30 یوماً بمعدل 8 ساعات یومیاً. وتعتبر الأعمال الموسمیة من الوظائف التی ینتظرها العدید من الشباب بعد انقضاء العطلة الصیفیة للدراسة، الأمر الذی یعنی الاستفادة من الخبرات فی مجالات العمل المیدانیة بجانب ربط النظریة بالتطبیق لمن هم فی مراحل التعلیم العام أو الجامعی.

5- الأثر على الدخل القومی السعودی.

 یؤثر الحج تأثیراً واضحاً على الدخل القومی باعتباره مصدر من مصادر الدخل، وبخاصة بالنسبة لسکان مناطق الحج. وتتضح صورة هذا الدخل فیما یتحصل علیه القطاع الحکومی أو الفئات المختلفة من القطاع الخاص وذلک على النحو التالی⁽²⁸⁾:-

أ‌-     الدخل الذی یحصل علیه القطاع الحکومی (دخل غیر مباشر).

تحصل الحکومة على دخول غیر مباشرة من موسم الحج تتمثل فی الرسوم الجمرکیة التی تفرض على کثیر من المنتجات التی یشتریها الحجاج، وکذلک المتحصلات الناجمة عن المکالمات والبرقیات ورسائل الحجاج. هذا بالإضافة إلى بعض المؤسسات العامة التی تشترک فیها الحکومة، مثل مؤسسة الخطوط السعودیة، حیث تحصل هذه الخطوط على دخول من نقل الحجاج مباشرة أو من العمولة والأرباح التی تتحصل علیها من جراء تنازلها عن حصتها فی نقل الحجاج للشرکات الأجنبیة لأنها صاحبة الامتیاز فی النقل الجوی فی المملکة العربیة السعودیة.

ب‌-  الدخول التی تحصل علیها فئات القطاع الخاص وتشمل :

1. الدخل الذی یتحصل علیه کل من المطوفین وأرباب الخدمات وأصحاب المساکن وأصحاب شرکات النقل وأصحاب المطاعم من إنفاقات الحجاج.
2. الدخل الذی تتحصل علیه الشرکات والمؤسسات المنفذة للمشروعات والخدمات المتعلقة بالحج.
3. الدخل الذی یحصل علیه أصحاب المحلات التجاریة، والذی یتزاید باستمرار مع تزاید أعداد الحجاج خلال موسم الحج.
4. الدخل الذی تحصل علیه القوى العاملة الذین یقومون بخدمات مختلفة للحجاج سواء فی شکل أعمال فردیة أو مع الفئات الأخرى.
5. الدخل الذی یحصل علیه تجار وأصحاب المواشی نتیجة الذبائح من الهدی والفدیة.
6. ولکن الأثر الأکبر على الدخل السعودی، یتمثل فی الأثر غیر المباشر على دخول کثیر من أفراد وقطاعات المجتمع السعودی من خلال مضاعف الإنفاق.

6- الأثر على زیادة استخدام الموارد الإنتاجیة.

یؤثر الحج تأثیراً مباشراً على زیادة استخدام الموارد الإنتاجیة وذلک من خلال⁽²⁹⁾:- 

1. زیادة الطلب على الخدمات المتمثلة فی تأمین وسائل النقل والمواصلات والاتصالات للحجاج، وهو الأمر الذی یؤدی إلى زیادة الطلب على الأدوات والأیدی العاملة المحرکة لهذه الوسائل.
2. زیادة الطلب على المساکن والفنادق یخلق نوعاً من الفرص الاستثماریة فی مجال التشیید والبناء، ویؤدی إلى زیادة الحرکة العمرانیة وما یستلزمها من وسائل .
3. الخدمات التی تقدم من قبل موظفی الدولة للحجاج منذ بدایة وصولهم حتى مغادرتهم، سواء کانت هذه الخدمات تنظیمیة أو تنفیذیة أو إشرافیة، تساعد على الارتقاء بالمهارات الإداریة واکتساب الخبرات وتنعکس آثارها على الاقتصاد السعودی.
4. المشروعات الخاصة بخدمة ضیوف الرحمن، والتی تقدمها شرکات ومؤسسات خاصة تساعد على خلق مزید من فرص العمل ، وتکسب هذه المؤسسات خبرة کافیة فی سرعة إنجاز المشروعات ، کما تساعد على خلق موارد إنتاجیة متنوعة لتنفیذها.
5. یوفر موسم الحج فرصة کبیرة لتصنیع بعض المنتجات الوطنیة وتسویقها، وهو ما یساعد على زیادة استخدام الموارد الإنتاجیة المتاحة، سواء موارد طبیعیة أو بشریة لازمة للتصنیع.
6. زیادة الطلب على المنتجات الزراعیة والحیوانیة فی موسم الحج.

7- الأثر على سعرصرف الریال السعودی.

یؤثر موسم الحج تأثیراً إیجابیاً على سعر صرف الریال السعودی نتیجة زیادة طلب الحجاج على الریال السعودی، الأمر الذی یعنى الطلب على السلع والخدمات السعودیة. ومما لا شک فیه أن أسعار صرف عملات الدول المختلفة القادمین منها الحجاج تتأثر أیضاً بسعر صرف الریال السعودی نتیجة زیادة الطلب على هذه العملة داخل بلدان الحجاج المختلفة؛ فعلى سبیل المثال اعتاد سعر صرف الریال السعودی أن یرتفع بشکل کبیر أمام الجنیه المصری على مدار سنوات مختلفة، حیث بلغ سعر صرف الریال السعودى أمام الجنیة المصری فی بعض الأوقات 205 قرش فی البنوک، بینما وصل إلى 225 قرشاً فی السوق الموازی خلال موسم حج عام 2004⁽³⁰⁾. ولکن منذ عام 2006 استقر سعر صرف الریال السعودی أمام الجنیه المصری لأول مرة عند 160 قرشاً ومع موسم حج 2007 تراجع سعر الصرف الى 153 قرشاً فی البنوک المصریة⁽³¹⁾. وقد تم تفسیر ذلک من خلال عدة عوامل أدت إلى المساهمة فی زیادة المعروض من الریال السعودى والدولار من أهمها تحسین الأداء الاقتصادی المصری بعد إعلان ترتیبات الکویز والبدء فی تنفیذ خطوات منطقة التجارة العربیة الحرة، وانخفاض أسعار الفائدة على الودائع بین البنوک إلى حوالی 6.5% مقابل 9.75% قبل موسم الحج، وهو ما ساهم بشکل ملحوظ فی استقرار سعر الصرف⁽³²⁾. وقد تغیر الوضع الاقتصادى کثیراً فى مصر بعد ثورة 25 ینایر عام 2011 وتغییر نظام الحکم فى مصر، حیث شهد سعر صرف الجنیة المصرى أمام العملات الأجنبیة تقلبات شدیدة وظهرت السوق السوداء لتجارة العملات الأجنبیة فى ظل ندرة المعروض منها فى البنوک المصریة، حیث بلغ سعر صرف الریال السعودى عام 2015 فى السوق السوداء نحو 350 قرش فى ظل تزاید الطلب على الریال السعودى بشکل کبیر نتیجة زیادة طلب الحجاج والمعتمرین المصریین على الریال السعودی. ومع قرار البنک المرکزى المصرى بتحریر سعر صرف الجنیة المصرى فى 3 نوفمبر 2016 أمام العملات الاجنبیة ومنها الریال السعودى تم القضاء على السوق السوداء  استقر سعر الریال السعودى أمام الجنیة المصرى لیصل الى نحو 4.75 قرش عام 2017.  

8- الأثر على میزان المدفوعات السعودی.

یؤثر موسم الحج على میزان المدفوعات السعودی باعتباره أحد المصادر الهامة للعملات الأجنبیة المتنوعة. ویعتبر إنفاق الحجاج أحد مصادر المتحصلات فی میزان المدفوعات للمملکة، ومع زیادة أعداد الحجاج فی السنوات الأخیرة وزیادة متوسط إنفاق کل حاج، فقد زادت الإیرادات الناجمة عن ذلک ، وتبلغ مساهمة إیرادات الحج فی میزان المدفوعات السعودی حوالی 3.4%⁽³³⁾.

9- الأثرعلى سوق التأمین السعودی.

فی ظل الأحداث التی شهدتها مواسم الحج الماضیة والتی نتج عنها العدید من الوفیات والإصابات الجسدیة استطاعت شرکة التعاونیة للتأمین أن تطرح وثیقة تأمین لعدد من الحجاج والمعتمرین مقابل 100 ریال سعودی لمدة شهر⁽³⁴⁾. وقد زاد من هذا التوجه قناعة کثرة الحوادث المتکررة خلال موسم الحج نتیجة تدافع وتزاحم الأعداد الکبیرة من الحجاج فی مناطق محدودة. لذلک فإن الشرکة قامت بإجراء العدید من المفاوضات مع شرکات تنظیم الحج والعمرة من مختلف دول العالم وبخاصة الدول الإسلامیة. وذلک لعرض هذا المقترح على الحجاج والمعتمرین القادمین منها. حیث تصل قیمة التعویض فی هذا البرنامج المقترح فی حالة الوفاة أو الإصابات إلى 50 ألف ریال کحد أعلى عن الحوادث الشخصیة. وفی الحالات المرضیة الطارئه تصل قیمة تغطیة المصروفات الطبیة إلى 25 ألف ریال کحد أقصى. کما یشتمل البرنامج على دفع مبلغ 10 آلاف ریال کحد أقصى لإعادة جثمان المتوفى إلى موطنه الأصلی. وفی حالة رغبة الحاج فی مد فترة التأمین لشهر آخر فإن ذلک یکون مقابل قسط إضافی بالمبلغ نفسه. ویستهدف البرنامج العمل على تدعیم قدرة الشرکات المنظمة لرحلات الحج والعمرة على الوفاء بالالتزامات والمسئولیات التی تحددها النظم السعودیة من أجل تقدیم مستوى جید أو لائق من الرعایة الصحیة للحجاج. وتتوقع بعض المصادر التأمینیة ضخ حوالی 100 ملیون ریال سنویاً فی سوق التأمین السعودی بفرض أن عدد الحجاج ملیون حاج سنویاً. وقد یزداد هذا المبلغ إلى الضعف فی حالة مضاعفة عدد الحجاج⁽³⁵⁾. ومن المتوقع أیضاً أن یشهد تأمین الحج والعمره طفره کبیرة فی السنوات القادمه بعد إهتمام کافة الدول بتوفیر تغطیات التأمین على حجاجها. وتشیر الإحصائیات إلى أنعدد الوفیات یصل إلى حوالی ألف حاج سنویاً لأسباب مختلفة منها حوادث السیر والإصابات والحرائق المترتب علیها وفاة البعض، وکذلک الحالات المرضیة المختلفة والناتجة عن ضربات الشمس والإرهاق، والتی تنقل إلى المستشفیات والمراکز الصحیة والعیادات.

وجدیر بالذکر أن سوق التأمین السعودی شهدت سلسلة من التعاقدات بین شرکات التأمین وبعض بعثات الحج التابعة للدول الإسلامیة، بهدف توفیر خدمات الرعایة الصحیة لحجاج تلک الدول. کما فضلت بعض الدول مثل مالیزیا التعاقد مع شرکات سعودیة لتقدیم هذه الخدمات لحجاجها. بینما قررت دول أخرى مثل الیمن والإمارات تقدیم تلک الخدمة عن طریق شرکات محلیة فی تلک الدول من خلال التعاقد المباشر مع مستشفیات سعودیة أو من خلال وکلاء لها فی المملکة⁽³⁶⁾.

10- الأثرعلى سوق الأضحیة.

إن شراء الهدی والتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى یعتبر من أدلة التضحیة بالمال، وهذا تعبیر صادق على اقتران القیم التعبدیة الروحیة بالقیم المادیة فی شعیرة الحج. ومع أهمیة هذه الشعیرة وزیادة أعداد الحجاج یزداد الطلب على سوق الأغنام والماشیة بأنواعها المختلفة، الأمر الذى یؤدى الى انتعاش السوق وارتفاع الأسعار وهو مایشکل دخول إضافیة للمزارعین ویساعد على زیادة تربیة المواشى قبل موسم الحج، کما یؤثر ذلک على أسعار الأعلاف والحبوب مع زیادة الطلب علیها. وعلى الرغم من أن المملکة العربیة السعودیة غنیة بثروتها الحیوانیة ولدیها فائض کبیر للتصدیر منها، الا أنها تتأثر بزیادة الطلب على سوق الأغنام والماشیة خلال موسم الحج، الأمر الذى یترتب علیه قیام المملکة بالحد من صادرات الأغنام قبل موسم الحج بفترة محدودة لمواجهة الطلب المتزاید على سوق الأغنام والماشیة من قبل الحجاج⁽³⁷⁾. وقد یؤدى مثل هذا الإجراء إلى ارتفاع أسعار الأغنام والماشیة واللحوم فى الدول الأخرى التى کانت تعتمد على المملکة فى عملیات الاستیراد من الأغنام والماشیة. ونفس الإجراء تقوم به الدول الأخرى مثل إیران وسوریا ومصر وهى من الدول الإسلامیة التى یزداد فیها الطلب على سوق الأغنام والماشیة خلال عید الأضحى مما یؤدى الى ارتفاع الأسعار. وتتنوع أسعار الأغنام حسب نوعیتها ومدى جودتها، وتعتبر الأغنام العربیة البلدیة أعلى جودة وسعر یلیها الأغنام الإیرانیة ثم المهجنة ثم الأسترالیة وأخیراً الصومالیة. وتبذل أمانة العاصمة المقدسة جهوداً  کبیرة فى المراقبة والأشراف على ذبح الأضحیة من خلال أجهزتها المعنیة للتأکد من مدى السلامة الصحیة للأضحیة وخلوها من الأمراض وصلاحیتها بجمیع أجزائها للاستهلاک الأدمى وذلک من خلال خضوعها لفحوصات بیطریة. کما تشدد أمانة العاصمة اجراءات الردع لکل من یخالف التعلیمات والانظمة الصادرة من الأمانة، کما تحذر العاملین فى المسالخ من المطالبة بأى اکرامیات من المواطنین وغیرهم من الراغبین فى ذبح أضحیاتهم. وقد حددت أمانة العاصمة تسعیرة ذبح الأضاحى وهى 50 ریال للأغنام، 120 ریال للجمال والأبقار مع تقدیم خدمات  التحمیل مجاناً للراغبین فى ذبح أضحیاتهم بمسالخ الأمانة⁽³⁸⁾.

کما أن هناک قضیة أخرى جدیرة بالاهتمام وتحتاج إلى دراسات اقتصادیة متعمقة، وهی مشکلة الأضحیة التی تتکدس لحومها فی منطقة منى فی أیام النحر الثلاثة ولا تستغل الاستغلال الاقتصادی الذی یفید المسلمین، الأمر الذی یترتب علیه أضرار صحیة وبیئیة کبیرة ، وذلک نظراً لقلة عدد الفقراء فی هذا المکان من ناحیة وکثرة الذبائح من ناحیة أخرى، على الرغم من أن هناک کثیر من المستحقین ممن هم بحاجة إلیها فی أماکن بعیدة عن أماکن الذبح. وعلى الرغم من إتفاق العلماء على أن ذبح الأضحیة والتصدق بلحومها أفضل من التصدق بقیمتها کما کان الرسول صلى الله علیه وسلم یفعل. لذلک  فإن الأمر یتطلب حلاً رشیداً یحقق کلاً من المنافع التعبدیة الروحیة والمنافع الاقتصادیة للهدى، ومن الحلول المقترحة لدى البعض⁽³⁹⁾ فی هذا الشأن ضرورة العمل على إنشاء مؤسسة اقتصادیة إسلامیة تتولى تجمیع هذه اللحوم وتصنیعها وحفظها فی معلبات وترسلها إلى مستحقیها من المسلمین فی بلاد العالم، وتمول وتدعم هذه المؤسسة مالیاً من الحکومات الإسلامیة ولا یکون غایتها الربح، بل یجب أن تعامل مثل المؤسسات الخیریة الإسلامیة.

ثانیاً : الأثار الاقتصادیة للعمرة.

تقوم وزارة الحج فی السعودیة بتنفیذ العدید من البرامج الدعائیة من خلال شرکات إعلامیة متخصصة بهدف التعریف بالخدمات الممیزة التی تقدمها شرکات العمرة السعودیة المرخص لها. وتهدف هذه البرامج إلى تنشیط حرکة العمرة وجذب أعداد کبیرة من المعتمرین وبالتالی زیادة معدلات التشغیل بالفنادق والوحدات السکنیة فی المدینتین المقدستین وإنعاش الحرکة الاقتصادیة والشرائیة فیهما.

وتؤکد المصادر الاقتصادیة فی ظل توافر البنیة التحتیة أن المملکة العربیة السعودیة لدیها المقدرة على استیعاب أکثر من ملیون معتمر شهریاً دون حدوث أی انعکاسات سلبیة، نظراً للجهود المبذولة على طول العام من قبل القیادة الواعیة وحکمتها الرشیده بإدارة مثل تلک التجمعات البشریة الهائلة. هذا بالإضافة إلى المشارکة الفعالة للقطاع الخاص من خلال امتلاک الفنادق والوحدات السکنیة فی محیط الحرمین الشریفین وقدرته على توفیر الإسکان لملیون معتمر شهریاً وذلک فی ظل الحرکة العمرانیة التی تشهدها المملکة والمتمثلة فی تشیید العدید من الأبراج والفنادق التی تستوعب الزیادة فی أعداد المعتمرین والحجاج والزائرین. وجدیر بالذکر أنه مع بدایة تطبیق نظام العمرة الالکترونیة زادت الاستثمارات الناتجة عن تطبیق هذا النظام بحوالی ملیار ریال سعودی⁽⁴⁰⁾. حیث بلغ متوسط إجمالی الاستثمار فی رأس مال شرکات ومؤسسات العمرة عام 2006 حوالی 900 ملیون ریال وارتفع عام 2017 لیصل الى حوالى 3.5 ملیار ریال سعودى، وبلغ متوسط إجمالی الاستثمار فی رأس مال مراکز خدمات أنظمة العمرة حوالی 150 ملیون ریال. وأخیراً بلغت استثمارات شرکة تشغیل مرکز المعلومات حوالی ملیار ونصف ریال سعودی عام 2017، وهو الأمر الذی یعنی أن تطبیق هذا النظام الجدید أدى إلى زیادة الاستثمارات بشکل ملحوظ . ومع تزاید أعداد المعتمرین عاماً بعد عام تنشط بشکل ملحوظ أسواق مکة المکرمة والمدینة المنورة وجدة وبوابة الحرمین الشریفین التی تزخر بالعدید من البضائع والسلع والهدایا المتنوعة بما یتناسب مع الذوق الاستهلاکی للمعتمرین من ناحیة وکذلک الحجاج من ناحیة اخری. ونظراً لأن متوسط أعداد المعتمرین السنوی یعادل ضعفی متوسط الحجاج، لذلک فمن الطبیعی أن یؤدی ذلک إلى مضاعفة المرکز الاقتصادی فی أسواق هذه المدن الثلاث.                   

 وتشیر بعض الدراسات إلى أن متوسط إجمالی إنفاق الحجاج والمعتمرین یصل إلى حوالی 35 ملیار ریال سعودی باعتبار أن الحاج ینفق حوالى 5500 ریال سعودى والمعتمر ینفق حوالى 3700 ریال على أدنى تقدیر لکل منهما، حیث تتوزع نسب الإنفاق طبقاً لمجال الخدمات ویأتی السکن والإقامة فی الترتیب الأول بنسبة 25% ثم یتوزع باقی الإنفاق على النقل والسفر والاتصالات والمصروفات الإداریة والخدمیة والمأکل والمشرب وغیرها⁽⁴¹⁾. کما تشیر الدراسات إلى أن متوسط إیرادات قطاع العمرة یمثل حوالی 1.6% من إجمالی الناتج المحلی السعودى، کما یبلغ إجمالی استثمارات القطاع الخاص فی مجال العمرة حوالی 2.7 ملیار ریال سعودى⁽⁴²⁾. والواقع أن هناک العدید منالمنافع الأقتصادیة التى یمکن أن یحققها الاقتصاد السعودی من وراء تطبیق نظام العمرة الجدید والذی أطال موسم العمرة منها ما یلی⁽⁴³⁾:-

1. یقدر متوسط إنفاق المعتمر بحوالی 1000 ریال سعودی، ففی حالة نجاح المملکة فی جذب ملیون معتمر کل شهر یمکن زیادة الإیرادات إلى 12 ملیار سعودی سنویاً.
2. تتوافر حالیاً المرافق والفعالیات الخدمیة اللازمة لاستیعاب أعداد المعتمرین المتوقعة سواء من فنادق ودور سکنیه ومرافق نقل ومطاعم ومراکز تجاریة وغیرها من الخدمات الأساسیة التی یحتاج إلیها المعتمر، ولکن نسبة إشغالها الحالیة لاتزال فی حدود 24% لأن تشغیل هذه المرافق یقتصر حالیاً على شهر رمضان وأشهر الحج بینما تبقى معظم طاقات هذه المرافق معطلة طوال شهور السنة.
3. تتوافر حالیاً أکثر من 15 ألف حافلة تابعة لشرکات نقل الحجاج تفوق طاقتها 800 ألف مقعد وتعمل حوالی شهر واحد خلال العام، ذلک بالإضافة إلى شرکات الأجرة العامة وتأجیر السیارات. وتشکل هذه الطاقات العاطلة نوع من تعطیل للثروة الوطنیة وامتناع عن تحقیق المنافع التی من الممکن تحقیقها. ولا شک أن إطالة موسم العمرة یساعد على تحریک هذا القطاع لمدة أطول.
4. یمتلک قطاع خدمات العمرة قدرة کبیرة على توفیر المزید من فرص العمل للشباب السعودی. حیث أن قطاع الفنادق فی محافظة جدة على سبیل المثال یستوعب حوالی 15% عمالة وطنیة، وبالتالی فإن کل تشغیل إضافی لغرفة فندقیة أو مطعم أو سیارة هو جزء من الطلب على العمالة الوطنیة. وتمتلک العمالة الوطنیة میزة تنافسیة خاصة فی مجال خدمات العمرة، حیث أن خدمة ضیوف الرحمن هی فی المقام الأول عمل سعودى على مر العصور ولا یمکن لأی جنسیة أخرى أن تکون فی حالة منافسة. وبالتالی فإن کل تشغیل جدید لخدمات العمرة سیخلق طلباً على فرص عمل جدیدة للعمالة الوطنیة.
5. یوجد تأثیر اقتصادی مضاعف للدخل المتحقق من إنفاق المعتمرین یتمثل فی دورة الإنفاق داخل الاقتصاد الوطنی، لذلک فإن إطالة مدة إقامة المعتمر هی مکسب کبیر لمجمل قطاعات الاقتصاد الوطنی وزیادة أعداد المعتمرین تعنی زیادة استهلاکهم وزیادة الطلب على منتجات المصانع السعودیة لتوفیر مختلف احتیاجات المعتمرین. کما أن بقاء المعتمرین لمده أطول یعنی المزید من المشتریات والهدایا وزیادة التبادل التجاری الذی یحقق رواجاً لمجمل  الاقتصاد الوطنی.

والخلاصة أن الاقتصاد السعودی یمکنهتحقیق منافع ومزایا متعددةفى حالةمد الفترة الزمنیة للعمرة على مدار عشرة أشهر خلال السنة منها ما یلى⁽⁴⁴⁾:-

1. زیادة الدخل الوطنی بملیارات الریالات سنویاً.
2. انتعاش الأسواق نتیجة زیادة طلب المعتمرین على مختلف السلع والخدمات.
3. زیادة نسب الاشغال بالفنادق والدور السکنیة فی مکة المکرمة والمدینة المنورة.             
4. القضاء على الطاقات العاطلة بمعظم القطاعین التجاری والخدمی خارج موسمیرمضان والحج.
5. تنشیط الاستثمار فی القطاعات التی تخدم المعتمرین مما یساعد على رفع معدلات الاستثمار فی القطاعات التی تخدم المعتمرین وبالتالی رفع معدلات النمو الاقتصادی بشکل عام.
6. توفیر المزید من فرص العمل المنتج للشباب السعودی خاصة فی خدمات المعتمرین حیث ستکون لمؤسسات العمرة فروع فی محافظة جدة ومکة المکرمة والمدینة المنورة.وکذلک سیؤدی دخول عدد کبیر من الشرکات إلى منافسة فی الأسعار بسبب إرتفاع مستوى الخدمه وهو لصالح المعتمرین ولصالح تطویر وتحسین الخدماتوبما أن المملکة مندمجة فی عصر الکیانات الکبیرة، فإنه من الممکن تجمیع العاملین فی خدمات العمرة لإنشاء شرکات مساهمة لخدمات المعتمرین بما یمثل نقلة اقتصادیة نوعیة فی الاستثمار من ناحیة وتجمیعاً للإمکانیات وتعظیماً للفوائد من ناحیة أخرى.

الجزء الرابع : نتائج ومقترحات البحث.

فى ضوء ماسبق عرضة یمکن استخلاص أهم النتائج التالیة:-

-       التزاید المستمر لإجمالی عدد الحجاج (الخارج والداخل)، حیث زاد اجمالى عدد الحجاج من 1.438 ملیون حاج عام 1990 إلى 2.352 ملیون حاج عام 2017 بمتوسط زیادة قدرها حوالی 63.6%.

-       وجود زیادة سنویة من عام لآخر فی أعداد المعتمرین القادمین من خارج المملکة. حیث بلغ عدد المعتمرین حوالى2.698 ملیون معتمراً خلال عام 2017 مقارنة بعددهم عام 1990 والذی بلغ نحو 530.0 ألف معتمراً ، أی بزیادة قدرها 409%.

-       أن نسبة الحجاج القادمین من الخارج عن طریق الجو بلغت نحو 90% بالمقارنة بحوالی 8.6% ، 1.4% لکل من الحجاج القادمین عن طریق البر والبحر على الترتیب لعام 2017، حیث یمثل هؤلاء الحجاج حوالی 177 جنسیة من مختلف أقطار العالم.

-       ارتفاع نسبة المعتمرین القادمین بطریق الجو والتی بلغت حوالی 68% عام 2017، فی حین بلغت نسبة القادمین بطریق البر 16.8%، بینما شکلت نسبة القادمین بحراً حوالی 15.2%.

-       أن أکبر نسبة من الحجاج القادمین من الخارج تتمثل فی کل من اندونسیا وباکستان ومصر وترکیا وإیران ونیجیریا والیمن ، وهی دول إسلامیة مکتظة بالسکان وذات مستوى معیشی متوسط .

-       من ناحیة متوسط توزیع عدد المعتمرین وفقاً للجنسیة خلال عام 2017 ، فقد جاءت الجنسیة المصریة فی الترتیب الأول بنسبة 36.2% (976.793 معتمراً) تلیها إیران بنسبة 12.7% ثم باکستان بنسبة 10.2% وبنسب متقاربة للجنسیات الأردنیة والسوریة والسودانیة (4.8% ،4.6%، 4.5% على الترتیب).

-       من ناحیة توزیع المعتمرین على أشهر السنة لعام 2017 یلاحظ أن شهر رمضان استحوذ على حوالی 33.5% من المعتمرین یلیه شهر شعبان بنسبة 21.3% ثم رجب بنسبة 14.3% ثم جماد الثانی بنسبة 12.3% وبقیة الأشهر أقل من 10%.

-       أن الإجراءات والضوابط والتنظیمات الجدیدة التی تم إقرارها فی السعودیة مؤخراً بشأن تنظیم العمرة من قبل الشرکات السیاحیة ، أدت إلى زیادة عدد المعتمرین القادمین مع شرکات سیاحیة بنسبة 91.2%.

-       تمثل نسبة المعتمرین الذین یحصلون على دخل یعادل أقل من 1000 ریال سعودى شهریاً الترتیب الأول بنسبة(39.1%)، یلیها الذین یحصلون على دخل ما بین 1000-2000 ریال بنسبة (29.6%)، ثم الفئة الدخلیة ما بین2000-3000 ریال بنسبة (13.4%) ثم الفئة الدخلیة ما بین 3000-4000 ریال بنسبة (7.1%) وهکذا إلى أن تصل إلى أقل نسبة وهی الفئة الدخلیة التی یزید دخلها عن 8000 ریال وتمثل حوالی 1.9%.

-       أن حوالی 40% من الحجاج القادمین من الخارج یسکنون فی المساکن الرخیصة، یلیها السکن الاقتصادی بنسبة 25% من الحجاج، ثم السکن القیاسی بنسبة 20% من الحجاج ، فی حین أن الحجاج الذین یسکنون فی الدرجة الأولى والسکن الفاخر یمثلون حوالی 15%.

-       ومن ناحیة الترکیب الهیکلی لبنود الإنفاق الکلیللحجاج عام2017 تبینأن أهم بنود الإنفاق هو بند السکن والنقل بنسة 20.5% لکل منهما یلیه بند النفقات الشخصیة بنسة 19.7%، ثم الإنفاق على الهدایا بنسة 15.0%، ثم الإنفاق على الأضحیة بنسة 9.7%، وأخیراً خدمات الطوائف والخیام بالممشاعر المقدسة بنسة 9.7%، 4.9% على الترتیب.

-       أن حوالی 72.4% من جملة الإنفاق للمعتمرین عام 2017 کانت عن طریق تنظیم الحملات الفاخرة جداً، فی حین شکلت نسبة الإنفاق للمعتمرین العادیین حوالی 27.6% من جملة الإنفاق، کما شکل الإنفاق على المأکل والمشرب البند الرئیسی فی جملة الإنفاق بنسبة 10%، ثم بند الهدایا بنسبة 8.2% وأخیراً السکن بنسبة 3%.

-       تزاید إیرادات الحج بعد قرار السعودیة زیادة 20% فی عدد الحجاج عام 2017 لتبلغ نحو 29.230 ملیار ریال سعودى بما یعادل نحو 7.8 ملیار دولار أمریکى، فى حین بلغت عائدات العمرة خلال نفس العام نحو21.375 ملیار ریال سعودى بما یعادل نحو 5.7 ملیار دولار.

-       شکل الإنفاق على السکن عام 2017 المرتبة الاولى فى قائمة الإنفاق للحجاج العادیین بنسبة 12.9% ، یلیه الإنفاق على شراء الهدایا والمستلزمات الأخرى بنسبة 12.6%، ثم المأکل والمشرب بنسبة 11.4% ثم الأضحیة بنسبة 8.9% ، ثم النقل بنسبة 8.7% ، وأجور المطوفین بنسبة 3.1% ، واخیراً أجرة السکن فى الخیام بنسبة 2.9%.

وبناء على ما تم التوصل الیه من نتائج وحتى یمکن تفعیل الأستفادة منالأثار الأقتصادیة للحج والعمرةمن خلال تقدیم خدمة أفضل للحجاجوالمعتمرین فی المجالات المختلفة لابد من مراعاة الاعتبارات التالیه:-

-       متابعة أداء شرکات العمرة من خلال وضع آلیة میدانیة وتشدید الرقابة والحزم على العاملین فیها لضمان تقدیم خدمة أفضل للمعتمرین وضرورة إلزام الشرکات بالعقود والالتزامات المبرمة فی هذا الشأن.

-       تفعیل دور وسائل الإعلام وخاصة المرئیة منها عن دور المملکة والتسهیلات التی تقدمها للحجاج والمعتمرین والدور الدعائی للسیاحة فی مختلف مناطق المملکة.

-       تشجیع استقبال المعتمرین طوال العام حتى یتم تخفیف قدومهم أثناء أشهر الذروة فی شهری رجب ورمضان.

-       سرعة الانتهاء من توسعة الطرق داخل المدن فی مکة والمدینة وجدة وذلک من أجل تحمل الضغط الناجم عن تزاید المعتمرین والزوار خاصة فی أشهر الذروة وبالتأکید أیضاً فی موسم الحج.

-       إجراء دراسات شاملة عن استقبال المعتمرین فی المعابر وطول فترة الانتظار للنقل بین المدن المختلفة وتحسین خدمات نقل المعتمرین من خلال زیادة أعداد الحافلات وتحدید حد أقصى للوزن المسموح به للمعتمر فی الحافلة لتفادی مشاکل التکدس والازدحام.

-       التنبیه على الأجهزة الأمنیة ومقدمی الخدمة للحجاج والمعتمرین بضرورة تقدیم صورة حضاریة تتناسب مع مکانة المملکة العربیة السعودیة إقلیمیاً ودولیاً.

-       العمل على تشجیع القطاع الخاص لزیادة الاستثمار فی المشروعات السیاحیة التی تخدم نظام العمرة الجدید وتحقق الفائدة للمستثمرین فی هذا المجال وبالتالی تعظیم المنفعة الاقتصادیة لنظام العمرة فی کافة أرجاء المملکة العربیة السعودیة.

-       العمل على تشجیع المعتمرین على البقاء فترات أطول بالمملکة من خلال تنظیم رحلات سیاحیة جماعیة للمواقع والآثار الإسلامیة، باعتبارها من عناصر الجذب السیاحی للمعتمرین، والعمل على ضرورة توفیر الحمایة للمعتمرین من الاستغلال من بعض ضعاف النفوس لأن ذلک من شأنه أن یؤثر سلبیاً على السمعة الطیبه التی تحظى بها المملکة العربیة السعودیة فی کافة أرجاء العالم.

-       وضع ضوابط تتعلق بتحدید حد أقصى للسن المسموح به لأداء فریضة الحج لتجنب وتفادى المخاطر الناجمة عن التزاحم والتکدس المتوقع تزایده عاماً بعد أخر.

مراجع البحث:

1)        معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، مرکز أبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة ، الملتقى العلمی الخامس – دراسة منطقة الجمرات ، 1435هـ

2)        آل الشیخ، عبد المحسن بن عبد الله ، دراسة لآثار الحج على المستوى الکلی فی الاقتصاد السعودی ، رسالة ماجستیر ، جامعة أم القرى ، 1436هـ .

3)        الأحمدی، عبد العزیز بن سعد سلیمان ، مدى إسهام مرکز القیادة والسیطرة فی تنسیق العملیات الأمنیة فی موسم الحج 1434هـ ، رسالة ماجستیر، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة ، کلیة الدراسات العلیا ـ قسم العلوم الشرطیة .

4)        جریدة الریاض الاقتصادی ، العدد (13716)، 12 ذی الحجة 1436هـ.

5)        الشیخ علی ناقور، التأثیر الاقتصادی للحج والعمرة ، رسالة دکتوراه بجامعة واشنطن العالمیة ، سبتمبر 2015

6)        تقاریر الخطوط الجویة العربیة السعودیة عن الحج – سنوات مختلفة (2004-2017).

7)        وزارة الاقتصاد والتخطیط ، مصلحة الإحصاءات العامة ، الکتاب الإحصائی السنوی ، سنوات مختلفة.

8)        الهیئة العلیا للسیاحة بالتعاون مع مرکز ماس ، دراسة الوضع الحالی لنقل المعتمرین من خارج المملکة العربیة وتقویمه، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، رجب 1436هـ.

9)        الهیئة العلیا للسیاحة، الجوانب السیاحیة لنظام العمرة ، التقدیر التفصیلی ، مرکز ماس ، جمادى الأولى ، 1438هـ.

10)    الکحلوت، جمال رشید ، الإحصاءات الأساسیة للمعتمرین فی رمضان، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة، 1437 هـ .

11)    وزارة الاقتصادیة والتخطیط ، مصلحة الإحصاءات العامة ، الکتاب الإحصائی السنوی ، سنوات مختلفة.

12)    العقلا، محمد علی ، الإنفاق الکلی للحجاج وأثره على اقتصادیات مکة المکرمة لموسم حج 1437هـ ، معهد خادم الحرمین  الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة.

13)    مجلة الحج والعمرة ، مجلة شهریة تصدر عن وزارة الحج ، أعداد مختلفة (2008-2017).

14)    العقلا، محمد علی ، الإنفاق الکلی للحجاج وأثره على اقتصادیات مکة المکرمة لموسم حج 1437هـ ، سبق ذکره.

15)    آل الشیخ، عبد المحسن بن عبد الله ، دراسة لآثار الحج على المستوى الکلی فی الاقتصاد السعودی ، سبق ذکره.

16)    جمیل، ولید محمد أحمد ، مرافق الحج وخدماتها المدنیة فی عهد الملک عبد العزیز ، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، الریاض ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامیة ، 1432 هـ .

17)    عطیة، عبد القادر  محمد ، تحلیل الأثار الاقتصادیة للعمرة على نشاط المحال التجاریة فی مجال المواد الغذائیة بمکة المکرمة ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1430هـ .

18)    الساعاتی، عبد الرحیم عبد الحمید ، اقتصادیات الحج فی عصر العولمة ، جامعة الملک عبد العزیز ـ مرکز أبحاث الاقتصاد الإسلامی ، 1434هـ .

19)    سعد الدین، أوتال ، دراسة إسکان الحجاج من خلال ضوابط الإسکان ، الایجابیات والسلبیات ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1433هـ.انظر أیضاً :الناقة ، أحمد أبو الفتوح ، تقدیر أثر إنفاق الحجاج على الإنفاق الاستهلاکی فی المملکة العربیة السعودیة ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1435هـ .

20)    الناقة، أحمد أبو الفتوح، تقدیر أثر إنفاق الحجاج على الإنفاق الاستهلاکی فی المملکة العربیة السعودیة ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1435هـ .

21)    الهیئة العامة للغذاء والدواء ، السعودیة ، دراسة میدانیة عن حصر الأغذیة الواردة مع الحجاج القادمین من الخارج فی مطار الملک عبد العزیز الدولی ومیناء جده الإسلامی لموسم حج عام 1435هـ .

22)    جریدة الریاض، العدد (12578) ، السنة 38 ، 23 رمضان 1433هـ .

23)    عطیة، عبد القادر محمد، دراسة العوامل التی تؤثر فی طلب العمرة على مدار العام ودور تنظیم العمرة فیها ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1432هـ .انظر أیضاً: وسوف زهیر ، برهمین سامی، الإحصاءات الأساسیة للمعتمرین فی رمضان ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ،مکة المکرمة ، 1435هـ .

24)    الهیئة العلیا للسیاحة، الراصد السیاحی، مرکز ماس – سنوات مختلفة (2015-2017).

25)    الحسینی، أحمد حسن ، دراسة اقتصادیة لأسواق الباعة الجائلین حول المسجد الحرام ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1435هـ .

26)    عبد الرازق، محمود حامد ، أبعاد الحج الإداریة والزحام فی منى، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى، مکة المکرمة ، 1434هـ .

27)    مؤتمر الخدمات والمبیعات فی صناعة النقل الجوی فی الفترة من 27-29 ، صفر1435هـ ، تحت شعار "معاً ... لخدمة أفضل " ، فندق هیلتون – جده – السعودیة.

28)    جریدة الریاض الاقتصادی ، العدد (13716)، 12 ذی الحجة 1436هـ  .

29)    جینون ، ناصر بو بکر ، البنیة التحتیة لخدمات الحج مستثمره جداً ولکن ... ، مجلة الحج والعمرة ، وزارة الحج ، 1436هـ

30)    الحسینی، أحمد حسن ، تقدیر أثر إنفاق الحجاج على سعر صرف الریال السعودی ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1435هـ .

31)    وزارة السیاحة المصریة – الإدارة العامة للسیاحة الدینیة (2005-2017).

32)    وزارة السیاحة المصریة – الإدارة العامة للسیاحة الدینیة (2005-2017).

33)    معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج دراسة خدمات الأنظمة الالکترونیة للعمرة – دراسة اقتصادیة أولیة ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1436هـ.

34)    عبد الله الزهرانی،انتهاء الفترة المحددة لإصدار تأشیرات العمرة ، جریدة الوطن ، العدد (2183) ، السنة السادسة ، 28 شعبان 1437هـ.

35)    جریدة الجزیرة ، العدد (10290) ، 4 رمضان 1431هـ.

36)    الرشید حمد، المطوع سعد، خطط التشغیل وإدارة الأزمات والحوادث، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، 1434هـ. .أنظر أیضاً:الشریف، رجاء یحیى، " دور الإدارة العامة فی مواجهة التحدیات التی تواجه أجهزة الدولة أثناء الحج" ، رسالة ماجستیر غیر منشورة ، جده ، جامعة الملک عبد العزیز ، 1432هـ.

37)    الجفری ، یاسین عبد الرحمن، دراسة مشروع المملکة العربیة السعودیة للإفادة من الهدى والأضاحی، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى، مکة المکرمة ، 1435هـ .

38)    معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، دراسة السوق والمستهلک لسوق الهدی والأضاحی ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1430هـ. أنظر أیضاً : القرنی، محمد مسفر علی، تأثیر العوامل الثقافیة والاجتماعیة على سلوک الحجاج أثناء أداء شعیرة الذبح ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج، جامعة أم القرى، مکة المکرمة ، 1435هـ .

39)    شحاتة، حسین حسین، حلول اقتصادیة لمشکلة الهدی ، موقع إسلام أون لاین على شبکة الانترنت، 23 سبتمبر 2006 .أیضاً: شحاتة، حسین ، موسم الحج وبناء السوق الإسلامیة المشترکة، مجلة قضایا الأمة، 5 ینایر 2006.

40)    معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج دراسة خدمات الأنظمة الالکترونیة للعمرة – دراسة اقتصادیة أولیة ، جامعة أم القرى، مکة المکرمة، 1436هـ. أیضاً:وزارة الاقتصاد والتخطیط ، مصلحة الإحصاءات العامة ، الکتاب الإحصائی السنوی ، سنوات مختلفة (2005-2017).

41)    معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج دراسة خدمات الأنظمة الالکترونیة للعمرة – دراسة اقتصادیة أولیة ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 1436هـ.

42)    الصبان، سهل بن عبد الله ، الحرکة والنقل فی الحج ، نظام نقل الحجاج بالرحلات الترددیة فی المشاعر المقدسة لموسم حج 1433هـ، الملتقى العلمی الرابع لأبحاث الحج ، معهد خادم الحرمین الشریفین لأبحاث الحج ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة:أیضاً : وزارة الأشغال العامة والإسکان ، تقریر مشروع تطویر منى، 1432 هـ.

43)    وزارة الحج بالمملکة العربیة السعودیة " الحج فی مائة عام " ، کتاب وثائقی بمناسبة مرور مائة عام على تأسیس المملکة العربیة السعودیة ، الریاض ، 1419 هـ.

44)    بن سعید ، عبد العزیز بن محمد، تنسیق الجهود الجماعیة من أجل أمن الحجاج ، مکة المکرمة، مجلة الأمن 1434هـ.