جهود مصر التاريخية في إيجاد حلول للقضايا الإفريقية فى النصف الثانى من القرن 20

نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة

المؤلف

استاذ مشارک – کلية التربية – جامعة سنار (السودان)

المستخلص

تناولت الدراسة جهود مصر فى إيجاد حلول للقضايا الإفريقية فى النصف الثانى من القرن 20 ، وبرزت أهداف الدراسة فى التعرف على جهود مصر فى هذا الإتجاه ، والتعرف على أهمية منطقة القرن الإفريقى بالنسبة للدول الإستعمارية ، ودورها فى خلق النزاعات والصراعات الإفريقية ، والتعرف على جهود مصر فى المساهمة فى إنشاء بعض المنظمات الإقليمية والدولية ، وإبراز أدوارها من خلال تلک المنظمات ، وأيضاً التعرف على المساهمات التى قدمتها مصر للشعوب الإفريقية ، تماشياً مع سياساتها الرامية الى مبدأ إعطاء الشعوب حق تقرير المصير ، والأخذ بيدها الى منصات التطوير، وإستخدمت الدراسة منهج البحث التاريخى والمنهج الوصفى ، وخرجت الدراسة بعدة نتائج هى: مساهمة مصر إيجاباً فى إيجاد حلول لبعض القضايا الإفريقية ، لا سيما قضايا منطقة القرن الإفريقى ، فيما يخص النزاعات الحدودية ، وحق تقرير المصير ، ونزاع الحکم ، وأيضاً أوجدت مصر لنفسها موطأ قدم لها فى بعض المنظمات الإقليمية والدولية ، الأمر الذى مکَّنها من القيام بدور رائد فى الوقوف الى جانب الدول الإفريقية فى قضاياها المختلفة ، کما أظهرت مصر إهتماماً کبيراً بالشعوب الإفريقية من خلال تقديم مختلف المساعدات لها ، تماشياً مع سياساتها الرامية الى العمل على منح الشعوب الإفريقية حق حکمها الذاتى ، وتدريبها ، وتطويرها ، وأيضاً بذلت الدول الأوروبية جهوداً کبيرة فى السيطرة على البلدان الأفريقية ، والهيمنة عليها ، وتقسيمها بهدف السيطرة على معابرها ومواقعها الإستراتيجية ، ومن التوصيات التى خرجت بها الدراسة: إعداد مزيد من المؤتمرات والأوراق العلمية حول طبيعة النزاعات الإفريقية ، والقاء الضوء حول جهود مصر فى إفريقيا بعد ثورة يوليو المصرية 1952م .

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


أهمیة الدراسة:

   کان لمصر وجود سیاسى ممیز على ساحل البحر الأحمر وفى منطقة القرن الأفریقى خلال النصف الثانى من القرن20 ، ومثَّلت هذه المنطقة أهمیة بالغة بالنسبة لمصر لإرتباطها بأمنها القومى بصورة مباشرة بسبب موقعها الإستراتیجى ، وبسبب وجود منابع النیل الرئیسیة بها ، ومع تغیر سیاسات مصر فى أعقاب ثورة یولیو 1952م ، أصبحت مصر لدیها  الرغبة فی تحریر هذه المنطقة من الإستعمار الأوروبى ، والقضاء على أى نفوذ أجنبى یهدد مستقبل أقطارها ، لذلک عملت مصر على أن تکون شریکاً أساسیاً فی حل العدید من القضایا والنزاعات والصراعات الأفریقیة لتضع لنفسها موطأ قدم فی القارة الأفریقیة ، خاصةً بعد أن أصبحت عضواً مهماً فى العدید من المنظمات الإقلیمیة والدولیة.

أهداف الدراسة:

1. التعرف على جهود مصر فی إیجاد حلول للقضایا الأفریقیة فى النصف الثانى من القرن 20.

2. التعرف على أهمیة منطقة القرن الأفریقى بالنسبة للدول الإستعماریة ، ودورها فى خلق النزاعات والصراعات الأفریقیة.

3. التعرف على جهود مصر فى المساهمة فى إنشاء بعض المنظمات الإقلیمیة والدولیة ، وإبراز أدوارها من خلال تلک المنظمات.

4. التعرف على المساهمات التى قدمتها مصر للشعوب الأفریقیة ، تماشیاً مع سیاساتها الرامیة الى مبدأ إعطاء الشعوب حق تقریر المصیر ، والأخذ بیدها الى منصات التطویر.

أسباب إختیار الموضوع:

   کان من الضرورى الإهتمام بهذه الدراسة بعد أن شکَّلت منطقة أفریقیا أهمیة بالغة لمصر ، خاصةً بعد حدوث الکثیر من المتغیرات على الصعیدین الإقلیمى والدولى بعد الحرب العالمیة الثانیة ، والتى أوجدت بدورها جملة من النزاعات والصراعات داخل القارة الأفریقیة ، وأدى ذلک الى ظهور عدد من التحالفات الإستراتیجیة الإقلیمیة والدولیة ، الأمر الذى دفع الحکومات المتعاقبة فی مصر على إختلاف إتجاهاتها السیاسیة الى توجیه إهتمامها بتلک المنطقة ، لذا تولَّد لدى الباحث الرغبة فی دراسة هذا الموضوع والکشف عنه والتوثیق له من باب إحیاء التاریخ الأفریقى بصفةٍ عامة ، وتاریخ مصر بصفةٍ خاصة تسجیلاً وتقویماً.

مشکلة الدراسة:

   منذ أواخر القرن التاسع عشر  حرصت الدول الأوروبیة الکبرى الإستعماریة على أن تضع لنفسها موطأ قدم داخل القارة الإفریقیة لإعتبارات سیاسیة وإقتصادیة وربما دینیة ، مستغلةً المعابر المائیة على طول ساحل البحر الأحمر والعمق الشمالى الإستراتیجى ، وإزداد الأمر سوءاً بعد أن وضعت الحرب العالمیة الثانیة أوزارها ، ووقعت بعض البلدان الأفریقیة تحت هیمنة الدول الإستعماریة التى خلقت بدورها جملة من النزاعات والصراعات الأفریقیة خاصةً فى منطقة القرن الأفریقى لتثبیت وجودها ، وإستطاعت بذلک أن تکسب ولاء بعض القادة الأفارقة ، الأمر الذى بات یهدد أمن مصر وإستقرارها ، خاصة فیما یتعلق بالإتفاقیات التى لطالما حفظت لمصر أمنها وأستقرارها وعمقها الإستراتیجى  ، وإزدادت الأمور تعقیداً بعد بروز الوجود السوفیتى على المسرح الإفریقى ، مع إرهاصات بوجود الإسرائیلى خفى.

 

منهج الدراسة:

منهج البحث التاریخى ، إضافةً الى المنهج الوصفى.

أسئلة الدراسة:

1. کیف إستطاعت مصر أن تضع لنفسها موطأ قدم فى القارة الأفریقیة؟

2. ما هى الجهود التاریخیة التى قدمتها مصر فى سبیل الحد من النزاعات والصراعات الأفریقیة فى النصف الثانى من القرن 20؟

  1. 3.  کیف إستطاعت مصر مواجهة المخطط الأجنبى الذى هدف الى تقلیص أدوارها فى القارة الأفریقیة؟

4. کیف سارت العلاقات بین مصر والدول الأوروبیة فى النصف الثانى من القرن 20؟

5. کیف إستطاعت مصر خدمة الشعوب الإفریقیة من خلال وجودها فى المنظمات الإقلیمیة والدولیة؟

حدود الدراسة:

حدود مکانیة: منطقة القرن الإفریقى.

حدود زمانیة: النصف الثانى من القرن 20.

تمهید:

شهدت القارة الأفریقیة صراعات محلیة خلال فترات تاریخیة مختلفة إرتکزت على أسباب إقتصادیة وسیاسیة ودینیة  ، ولم تخرج تلک الصراعات عن إطارها المحلى ، غیر أن تدخل أطراف خارجیة أکسبت تلک الصراعات أهمیة أکبر ، فقد عمل البرتغالیون عقب حرکة الکشوف الجغرافیة على التحالف مع أثیوبیا المسیحیة بهدف ضرب مصر ، والنیل من معالمها الإسلامیة ، حتى وصل الأمر الى محاولة العبث بالمقدسات الإسلامیة ، لولا جهود الممالیک التى حالت دون إدراکهم تلک الأهداف،[1]وأضیفت الى تلک الصراعات أسباب جدیدة فی النصف الثانى من القرن التاسع عشر وما بعده ، حیث تسبب التنافس الإستعمارى بین بریطانیا وفرنسا وإیطالیا فی إقتسام بعض الأجزاء من القارة  الأفریقیة دون أى مراعاة لوحدة شعوب تلک المنطقة ، والروابط العرقیة والدینیة لأهلها ، ثم إنضمت الیهم أثیوبیا للتوسع على حساب جیرانها سواءً من خلال القوة أو بالتعاون مع تلک القوى الإستعماریة ، فنجحت فی السیطرة على شعوب أخرى مستخدمةً إدعاءات ، وتعاطف القوى الأوروبیة[2].

شهدت منطقة القرن الأفریقى فی النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، وحتى نهایة الحرب العالمیة الثانیة أحداثاً مهمة حیث تضاعفت أهمیة البحر الاحمر کممر بحرى مهم لنفط الخلیج بعد أن تزایدت مساهمة الخلیج فی إنتاج النفط العالمى ، وتزایدت تبعاً لذلک أهمیة مداخل البحر الأحمر والسواحل المتحکمة فیها ، ولکن تلک الأهمیة لم تظهر بصورة جلیة إلا بعد سیطرة أمیرکا على الخلیج العربى ، أما فى مصر فقد بدأ الوضع فى التغییر بعد ثورة یولیو سنة 1952م ، والى عملت على تدعیم مصالحها فى منطقة القرن الأفریقى ، الذى له أهمیة کبرى لمصر من الناحیة الجغرافیة فیما یتعلق بعلاقاتها مع دول الجوار ، ومع الدول المحیطة بنهر النیل،[3]وبعد مجئ الأتراک وتولیة إسماعیل باشا مقالید الحکم فى مصر ، بدأت مرحلة جدیدة فى سیاسة مصر تجاه منطقة القرن الأفریقى ، فقد کان لإسماعیل باشا طموحاته فى تکوین إمبراطوریة مصریة فى أفریقیا.[4]

کان إسماعیل باشا یرى أن من واجب مصر دعم حقوق السیادة العثمانیة المصریة على ساحل البحر الأحمر کخطوة مهمة لإمتداد الدولة المصریة الى حدودها الطبیعیة بدوافع حفظ الأمن ومنع تجارة الرقیق ، ومواجهة التدخل الأجنبى والتنصیر الأوروبى فى المنطقة ، وفى مایو 1865م نجح إسماعیل باشا فى إستصدار فرمان عثمانى بضم سواکن ومصوع الى مصر ، وفى العام 1867م کلَّفت الحکومة المصریة حکمدار السودان آنذاک جعفر باشا مظهر بالقیام بجولة تفتیشیة فى ساحل البحر الأحمر بغرض توطید نفوذ مصر هناک ، ثم إتجه بعدها الى الیمن ومنها الى شاطئ الصومال[5] ، ولم تجد الدول الأوروبیة التى أزعجها النشاط المصرى المکثَّف فى تلک المناطق سوى التذرع بأن مصر تتغاضى الطرف عن تجارة الرقیق التى یقوم بها أهالى مصوع ، بینما کان معظم من یقومون بتلک التجارة من الأحباش ، وکانت الحبشة هى الأخرى غیر راغبة فى الوجود المصرى فى تلک المناطق ، خاصةً مع ظهور أطماع حاکم الحبشة ثیودور الذى طالب بضم کل الأراضى الواقعة بین بلاده ومدینة سنار السودانیة تحت سلطانه.[6]

فى أعقاب موت الحاکم الأثیوبى ثیودور دار صراع حول السلطة فى أثیوبیا إنتهى بإستقرار الأمور لیوحنا الرابع الذى کان على علاقة طیبة مع مصر ، ولکن ما لبث أن ساءت العلاقات بین البلدین مع تکرار غارات الأحباش على مدیریة التاکا السودانیة التابعة للإدارة المصریة فى السودان حتى أوائل 1871م ، وإزدادت الأمور سوءاً بعد أن رفض یوحنا الرابع طلب إسماعیل باشا إطلاق سراح الأسرى المصریین لدى الحبشة ، وتعویض أهالى التاکا بزعم أن الأراضى التى تعرضت للهجوم أراضى حبشیة[7]، ومع زیادة التوتر بین البلدین قررت مصر فى یولیو 1873م منع مرور الأسلحة الى الحبشة عبر مینائى مصوع وعصب ، ثم عمد إسماعیل باشا الى تحصین مصوع ، والإستعداد لمواجهة الأحباش ، وکانت ذروة النشاط السیاسى المصرى فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، الذى شهد محاولات مصر لتوسیع نفوذها فى منطقة القرن الأفریقى.[8]

جهود مصر فى إیجاد حلول للقضایا الأفریقیة فى النصف الثانى من القرن 20:

جهود مصر فى قضیة الصومال:

   بالنسبة للصومال فقد کان ترکیز موقف مصر على حق سکانه فى تقریر مصیرهم ، وکانت قضیة الصومال أکثر تعقیداً ، فالصومال کان مُقسماً الى عدة أجزاء ، ولم یکن مطروحاً للنقاش سوى مصیر جزء واحد من هذه الأجزاء ، وهو الجزء الذى کانت تحتله إیطالیا ، ثم سیطرت علیه بریطانیا التى کانت تسعى لدمج أجزاء الصومال الأخرى فى صومال کبیر یخضع لها ، غیر أن سکان الصومال البریطانى کانوا یرفضون هذا الأمر حتى لا یصبحوا أقلیة ، ولم یکن فى مقدور مصر إتخاذ أى إجراء نافذ للتدخل فى ذلک الأمر، إذ أن بریطانیا کانت تنفرد بتنفیذ ما یتماشى مع مصالحها فى المنطقة.[9]

   قررت الأمم المتحدة فى نوفمبر 1949م منح الصومال إستقلاله بعد فترة  وصایة علیها من جانب إیطالیا لمدة عشر سنوات ، وتقرر إنشاء مجلس إستشارى مکون من مصر والفلبین وکولومبیا بمهمة تقدیم النصح للإدارة الإیطالیة ، وقد إشترک المندوب المصرى فى ینایر 1950م فى لجنة صیاغة مشروع الإتفاق بین مجلس الوصایة التابع للأُمم المتحدة وبین إیطالیا[10] ، وفى مارس 1950م عقد المجلس الإستشارى أولى جلساته فى القاهرة ، ثم عقد إجتماعه الثانى فى الإسکندریة ، ثم إنتقل الى الصومال فى أبریل 1950م ، وکان أول عمل للمجلس هو التصدى لقمع سلطة الإدارة الإیطالیة للشعب الصومالى المعترض على الوصایة الإیطالیة،[11] وقد وقفت إیطالیا فى وجه المندوب المصرى للحد من نشاطه فى الصومال ، فطلبت منه عدم الإتصال بأهالى الصومال ، على الرغم من أن وظیفته تقتضى الإتصال بهم للتعرف على قضایاهم ، کما إحتجت إیطالیا على تدخل المندوب المصرى فى مسألة الصومالیین المرشحین للدراسة بالقاهرة.[12]

جهود مصر تجاه الصومال بعد الإستقلال:

   عملت مصر على إبعاد الصومال عن دائرة التدخلات الأوروبیة مرةً أخرى ، بعد نیله الإستقلال ، کما حاولت أیضاً من قًبل تخلیص أریتیریا من إضطهاد أثیوبیا لها ، ولکن مصر تعرضت لعدة عوامل قللت من مساعداتها للصومال وأریتیریا ، تمثَّلت فى الإلتزامات التى فرضتها علیها مشارکتها فى منظمة الوحدة الأفریقیة ، التى ساهمت أثیوبیا بقدرٍ کبیر فى تکوینها ، وقد تبنت أثیوبیا العدید من الإجراءات التى قیدت حرکة مصر فى هذا المجال ، وتخوُّفت مصر من سیطرة الدول الغربیة على الصومال ، إلا ورحبت بإستقلالها حیث رأت أن ذلک سوف یُمکِّنها من التخلص من القیود التى کانت إیطالیا تفرضها علیها وعلى نشاطها ، وعملت مصر على کشف المخططات الغربیة للسیطرة على الدول الأفریقیة الحدیثة ، فوجَّه وزیر الخارجیة المصرى محمود فوزى خطاباً شدید اللهجة الى الدول الأفریقیة فى مطلع 1961م ، حذَّرهم فیها من التدخلات الأوروبیة فى شؤونها من خلال المساعدات الفنیة والإقتصادیة.[13]

   کانت الولایات المتحدة الأمیرکیة أکثر الدول الغربیة تخوُّفاً من تغلغل النفوذ المصرى فى الشأن الإفریقى ، تحسباً لأن یفتح ذلک الباب موارباً أمام الأطماع السوفیتیة تجاه القارة الأفریقیة بسبب توطُّد العلاقات المصریة السوفیتیة ، على الرغم من تحسُن العلاقات المصریة الغربیة الى حدٍ کبیر فى تلک الفترة ، وقد حاول الرئیس المصرى جمال عبد الناصر من قَبل أن یوضِح لأمیرکا حقیقة أهداف السیاسة المصریة فى القارة الأفریقیة منذ لقائه مع الرئیس الأمیرکى إیزنهاور فى سبتمبر 1960م ، والتى تتلخص فى ضمان إستقلال الدول الأفریقیة ، وإبعادها عن شبح الحرب الباردة ، ومقاومة أى تأثیر إستعمارى فیها[14] ، وتحقیقاً لتلک الأهداف عملت مصر على الحفاظ على المکاسب التى حققتها خلال فترة الوصایة الغربیة على الصومال من خلال دورها فى عضویة المجلس الإستشارى للأُمم المتحدة لتقلیص النفوذ الغربى فى الصومال بعد نیل الإستقلال ، والعمل على دعم الصومالیین مادیاً ، حتى یفقد الغرب أهم أدواته للتأثیر على الصومالیین ، فساعد الرئیس المصرى جمال عبد الناصر الصومالیین على الإتصال بالإتحاد السوفیتى للحصول على المساعدات الإقتصادیة ، إذ کان عبد الناصر یرى أن معونات الإتحاد السوفیتى تأتى دون شروط ، على عکس المعونات الغربیة التى تأتى وفق شروط مجحفة.[15]  

   فى أوائل 1961م إفتتحت مصر مکتب إعلامی فى مقدیشو بهدف توضیح جهود مصر فى مساندة قضایا التحرر الوطنى وإستقلال الشعوب ، ومقاومة المستعمر الأجنبى ، فضلاً عن إستمرار الإذاعة الموجهه من القاهرة فى تأدیة دورها بهدف تعریف الشعب الصومالى بوجهة النظر المصریة فى مختلف القضایا الأفریقیة ، والتعریف بمبادئ وقیم الدین الإسلامى ، والرد على دعایات الغرب ، وإبراز إنتماء مصر العربى والأفریقى والإسلامى[16] ، وعلى الرغم من ذلک لم یشأ عبد الناصر جر الصومال الى الإنضمام الى الجامعة العربیة الى أن یقوى مراسها وینمو عودها داخلیاً ، وحتى تتهیأ الظروف المناسبة لتلک الخطوة فى القارة الأفریقیة ، فکان عبد الناصر یرى ضرورة أن تُدعِّم الصومال علاقاتها أولاً بدول شرق إفریقیا خاصةً تنزانیا وکینیا ، ثم تفکر ثانیاً فى الإنضمام الى الجامعة العربیة ، خوفاً من تزاید متاعبها ، لأن الصومال کانت تعیش فى شبه عزلة سیاسیة.[17]

جهود مصر فى النزاع الصومالى الأثیوبى:

عندما إستقلت الصومال تطلَّعت الى توحید أجزاء البلاد فى دولة جدیدة تضم الیها إقلیمى أوجادین فى أثیوبیا وإنفدى فى کینیا ، على إعتبار تبعیتهما لها ، وقد نص دستور الصومال عام 1961م على مبدأ حق تقریر مصیر البلاد وعدم تقسیمها ، وکانت الصومال تُمنِى نفسها أن یتم ذلک عبر تحالفها مع  دول الغرب ، ولکنها سرعان ما إکتشفت أن الغرب لا یسعى لذلک ، وأبعد من ذلک کله کانت أمیرکا تُزوِّد أثیوبیا بالسلاح فى مواجهة الصومال[18] ، أما مصر فقد کانت ترغب فى توحید أجزاء الصومال بعیداً عن أطماع الغرب تماشیاً مع إستراتیجیتها الرامیة الى دفع عملیة السلام فى ربوع القارة الأفریقیة على إعتبار التحوُّل الذى حدث فى أفریقیا خلال تلک الفترة ، وعلى إعتبار الروابط الوثیقة التى تربط الصومال بمصر فى کافة المجالات ، فحاولت مصر إقناع الصومالیین بتحسین علاقتهم مع کینیا کسباً لقضیتهم المتعلقة بإقلیم إنفدى.[19]

سعت الحکومة الصومالیة الى کسب تعاطف الدول والشعوب الأفریقیة لتحقیق أهدافها وضمان نجاح قضیتها ، فإستغلَّت فرصة إنعقاد مؤتمر الشعوب الأفریقیة الثالث الذى إنعقد فى القاهرة فى مارس 1961م وحاولت شرح قضیتها ، ولکن دون فائدة ، وکانت مصر ترى أن الوقت غیر مناسب لتحقیق مطالب الصومالیین ، وأن أفضل الطرق لنجاح قضیة الصومال هو إتِّباعها للطرق السلمیة ، وتدعیم وجودها فى المنطقة الأفریقیة ، وتطویر إقتصادها ، والخروج من العزلة التى تفرِضها علیها مواقفها[20] ، وتصاعدت الأحداث فى إقلیم أوجادین ، وتبادلت الصومال وأثیوبیا الإتهامات ، وظهرت عملیات فدائیة ضد أفراد الجیش الأثیوبى ، وقامت مصر بدور مهم فى تهدئة الأمور والتوصل لوقف التصعید ، وسارع الرئیس المصرى جمال عبد الناصر بمراسلة کلٌ من الرئیس الأثیوبى هیلاسلاسى والرئیس الصومالى عبد الرشید شرمارکى لوقف التصعید ونقل الخلاف الى منظمة الوحدة الأفریقیة ، وکان رأى مصر عدم تصعید الأمر الى الأمم المتحدة منعاً لتدخل الدول الغربیة.[21]

توقف القتال بین أثیوبیا والصومال بعد إتفاق توصل الیه وزراء خارجیة الدول الأفریقیة فى إجتماعهم فى دار السلام بتنزانیا ، وقام وفد مصر من خلال الإجتماع بجهود وإتصالات مکثفة مع وفدى الصومال وأثیوبیا حتى تم التوصل لإتفاق وقف إطلاق النار ، غیر أن القتال تجدد مرةً أخرى ، وتبادلت الدولتان الإتهامات بخرق الإتفاق[22] ، وقد إستمرت جهود مصر للوساطة لوقف القتال خلال مؤتمر لاجوس بنیجیریا ، حتى تم التوصل لإتفاق آخر لوقف إطلاق النار ، وعلى إثر توقف القتال قامت مصر بجهود أخرى فى مؤتمر الخرطوم 1964م للعمل على تثبیت وقف القتال ، وإستمرت مصر فى مجهوداتها للتوفیق بین الصومال وأثیوبیا ، فإستضافت إجتماع وزیرى خارجیة البلدین فى القاهرة فى یولیو 1964م قبیل إنعقاد مؤتمر القمة الأفریقیة لبحث إیجاد تسویة نهائیة للمشکلة.[23]

وافقت مصر على أن تصبح أدیس أبابا مقراً لمنظمة الوحدة الأفریقیة ، لتضع بذلک قیوداً علی إثیوبیا حتى لا تتمکن من الإنسیاق وراء الغرب بحکم موقعها ، وقد نجحت مصر فى رؤیاها من خلال مؤتمر منظمة الوحدة الأفریقیة بعد القرارات التى إتَّخذتها المنظمة المؤیدة لحرکات التحرر الأفریقیة فى مواجهة الإستعمار ، ونجحت مصر أیضاً فى الحصول على موافقة الدول الأفریقیة لإستضافة القاهرة للمؤتمر الأول للمنظمة فى العام التالى ، على الرغم من محاولة الدول الغربیة وإسرائیل عرقلة ذلک الأمر ، وقامت مصر بمراجعة سیاساتها الخارجیة تجاه الدول الأفریقیة ، فإجتمع الرئیس المصرى جمال عبد الناصر مع بعض سفراء مصر فى الدول الأفریقیة ومنهم عثمان توفیق سفیر مصر فى أثیوبیا ، ومصطفى توفیق سفیر مصر فى الصومال لیُوضِح لهم سیاسات مصر الجدیدة تجاه القارة الإفریقیة بعد إنشاء المنظمة الجدیدة[24] ، ولم تنجح محاولات الرئیس الأثیوبى عام 1959م فى کسب الإتحاد السوفیتى للضغط على مصر لإجبارها على تغییر سیاساتها تجاه قضایا القرن الأفریقى ، فیما إزداد نشاط مصر فى دعم الأریتریین فى مواجهة الممارسات الأثیوبیة التعسُفیة ضد الشعب الإریتیرى بهدف القضاء على الإتحاد الفیدرالى تمهیداً لضم أریتیریا بصورةٍ کاملة ، وقدمت مصر الکثیر من المساعدات المادیة والمعنویة لأریتیریا ، إقتناعاً منها بعدالة قضیتها فى حق تقریر مصیرها ، تماشیاً مع سیاسة مصر الداعمة لحرکات التحرر الأفریقیة.[25]

جهود مصر فى دعم إستقلال جیبوتى:

   أعادت حرب أکتوبر المصریة وفتح قناة السویس فى یونیو 1975م الاهمیة الإستراتیجیة لجیبوتى لموقعها المتمیز على المحیط الهندى والبحر الأحمر ، وقد إزداد الدور المصرى فى دعم إستقلال جیبوتى فى العلاقات الجیدة التى ربطت مصر بفرنسا فى المجالات العسکریة والسیاسیة والإقتصادیة والثقافیة ، ومن خلال جامعة الدول العربیة بدأت مصر مساعیها لإقناع فرنسا بإستقلال جیبوتى منذ أبریل 1970م ، فقامت بتشکیل لجنة من عدة دول عربیة لهذا الغرض[26] ، وکانت الأحزاب السیاسیة فى جیبوتى تتطلع الى أن تلعب مصر دور مهم فى مساعدة الشعب الجیبوتى فى نیل إستقلاله ، ووصل وفد من حزب الرابطة الأفریقیة الشعبیة فى جیبوتى لزیارة مصر ضمن جولة شملت عدداً من الدول العربیة ، ونقل الوفد للحکومة المصریة مدى قسوة الإحتلال الفرنسى لجیبوتى ، وتخطیط فرنسا لإقامة قاعدة جویة فى أوبوک عند المدخل الجنوبى لمضیق باب المندب ، وأن إحدى الشرکات الإسرائیلیة ستقوم بتنفیذها.[27]

   فى نهایة 1975م أعلن الرئیس الفرنسى فلریجس جسکار دستان موافقته على منح جیبوتى إستقلالها المشروط بأن یتم ذلک فى خلال عامین ، ثم یُجرى بعدها إستفتاء ، بشرط إستمرار الوجود العسکرى الفرنسى ، ولم تعترض مصر على هذه الشروط حفاظاً على إستقرار جیبوتى ، وخوفاً من حدوث صراع بین الصومال وأثیوبیا حول جیبوتى[28] ، وأُجرِى الإستفتاء حول مصیر جیبوتى فى مایو 1977م بعد إنقضاء فترة العامین ، والذى کان من نتائجه إستقلال جیبوتى ، وأبدت مصر رغبتها فى مساعدة جیبوتى فى إنشاء جیش وطنى ، وتوفیر الأسلحة له وتدریبه ، تمهیداً لضمها لجامعة الدول العربیة ، وکانت مصر أول المشارکین فى إحتفالات الإستقلال ، وقامت بفتح سفارتها فى جیبوتى فى یولیو1977م.[29]

جهود مصر فى أمن البحر الأحمر:

   مع إعادة إفتتاح قناة السویس فى یونیو 1975م إزدادت أهمیة منطقة القرن الأفریقى الإستراتیجیة ، وإزدادت أهمیة مصر بها ، خاصةً مع تحوُّل تلک المنطقة الى صراع بین القوتین العظمیتین بریطانیا وفرنسا ، وتشابکهما مع القوى المحلیة الموجودة فى المنطقة ، وترکزت إهتمامات مصر فى منطقة القرن الإفریقى على حمایة مصالحها ، ومقاومة النفوذ السوفیتى فى الصومال ، ومقاومة  سیاسة أثیوبیا المتعاونة مع إسرائیل[30] ، وکان أول ما أثار إنتباه مصر فى تلک الفترة هو إصرار الحکومة العسکریة الأثیوبیة على حل المشکلة الأریتریة بقوة السلاح ، وتقدیم طلب لأمیرکا بمدها بمزید من السلاح ، ولمًّا لم تشأ الولایات المتحدة الأمیرکیة تلبیة دعوتها ، إضطر الرئیس الأثیوبى منجستو هیلا مریام الى مغازلة إسرائیل ، فدعاها الى بناء وحدات الجیش الأثیوبى لیکسب ودها ومعونتها ، فسارعت إسرائیل بتلبیة دعوته ، فتشکلت کتائب أثیوبیة جدیدة ، ووحدات قوات خاصة بهدف المساعدة فى القضاء على الثورة الأریتریة ، فى الوقت الذى حاولت فیه مصر إثناء إثیوبیا عن إستخدام القوة لحل القضیة الأریتریة.[31]

   ناشد الرئیس المصرى آنذاک محمد أنور السادات المجلس العسکرى الأثیوبى أن یبذل جهوده لحقن الدماء فى أریتریا تمهیداً لحل المشکلة سلمیاً ، وعدم اللجوء الى القوة لحفظ مکانة أثیوبیا الدولیة ، والحفاظ على علاقاتها مع مصر ، کما إجتمع إسماعیل فهمى وزیر الخارجیة المصرى فى فبرایر 1976م مع أحمد صلاح وزیر الخارجیة السودانى آنذاک لتنسیق الجهود بین البلدین مصر والسودان وتقدیم خطة مشترکة للوساطة بین أثیوبیا وجبهات التحریر الأریتریة ، وأیضاً شارک وفد مصر فى إجتماعات وزراء خارجیة الدول الإفریقیة فى إدیس أبابا لبذل الجهود لوقف إطلاق النار،[32] وکانت مصر حریصة على المصالحة بین طرفى النزاع ، ، ومما أثار مخاوف مصر هو التفکیر فى أن تقوم إسرائیل بتدریب حملة الفلاحین التى تنوى أثیوبیا تسییرها لأریتیریا ، ومضت الحکومة الأثیوبیة فى تنفیذ مخططاتها العسکریة ، وأوفدت برهانو بایو عضو المجلس العسکرى الأثیوبى الى مصر فى یونیو 1976م ، حیث أکد للحکومة المصریة أنه لا صحة للأنباء التى تتحدث عن التصعید الأثیوبى ، فأعلن الرئیس المصرى السادات عن موقف بلاده تجاه أریتیریا ، وکان متوافقاً مع رؤیة الحکومة الأثیوبیة المعلنة وهى منح أریتریا الحکم الذاتى فى إطار الدولة الأثیوبیة[33]، ونتیجةً لفرار أعداد کبیرة من المشردین الأریتریین الى السودان ، أصبح السودان جزءاً من المشکلة ، وکان السودان حتى ذلک الوقت یقوم بدور الوساطة بین أثیوبیا وأریتیریا ، ووقفت مصر الى جانب الحکومة السودانیة ، فأعلن السادات أن أولویات مصر الرئیسیة أن تمنع وقوع السودان تحت الهیمنة السوفیتیة ، وقد نظرت مصر الى تهدید أثیوبیا للسودان على أنه تهدید مباشر لها ، خاصةً وأن أثیوبیا هى مصدر میاة النیل.[34]

جهود مصر تجاه الأزمة الصومالیة الداخلیة فى أواخر القرن20:

   إستمرت جهود مصر فى الإتصال بالفصائل الداخلیة المتنازعة فى الصومال بهدف تحقیق المصالحة الوطنیة ، حتى بعد حادثة الإعتداء على السفارة المصریة فى مقدیشو فى 1993م ، وذلک من خلال السفارات المصریة فى کلٌ من روما وباریس ونیروبى وأدیس أبابا ، وإستقبلت مصر خلال عام 1993م عدداً من قیادات الفصائل الصومالیة قُبیل إنعقاد مؤتمر المصالحة ، ثم تلا بعد ذلک لقاءات مع ممثلى التحالف الوطنى الصومالى ، والجبهة الوطنیة الصومالیة ، وبعض جبهات الشمال الصومالیة ، وقامت وزارة الخارجیة المصریة بمشاورات مُکثفة مع الفصائل الصومالیة على هامش مؤتمرى أدیس أبابا فى 4 ینایر و15 مارس 1993م ، کما أجرى الوفد المصرى المُشارک فى مؤتمر المساعدات الإنسانیة للصومال فى مارس 1993م عدداً من الإتصالات المُکثفة بین الفصائل الصومالیة المتنازعة ، وأکدت مصر من خلال مؤتمر القمة الإفریقى الذى إنعقد فى29 یونیو 1993م على ضرورة تجاوز الأزمة الصومالیة.[35]

ترأَّست مصر منظمة الوحدة الإفریقیة فى دورة الإنعقاد 1993م – 1994م ، ومن خلالها قامت بالتنسیق مع الرئیس الإثیوبى میلیس زیناوى للقیام بدور الوساطة بین الفصائل المتحاربة ، وأکدت مصر على دورها غیر المنحاز فى الصلح بین الفصائل ، وفى فبرایر 1994م عقدت وزارة الخارجیة المصریة لقاءات مع قادة تسعة فصائل صومالیة من بینها الجنرال محمد أبشر رئیس جبهة الإنقاذ الصومالیة ، ومحمد حاشى رئیس الحزب الصومالى المتحد ، وعلى مهدى محمد رئیس حزب المؤتمر الصومالى الموحد ، وبعث الرئیس المصرى آنذاک محمد حسنى مبارک برسائل الى الرئیس الأثیوبى زناوى بصفته المُکلف بمتابعة ملف الأزمة الصومالیة ، والى باقى الرؤساء الأفارقة ، حثَّهم فیها على المشارکة الفاعلة فى مشاورات الصلح ، إنطلاقاً من دورهم الرائد فى التحولات والتغیرات السیاسیة الأفریقیة التى شهدتها الفترة الأخیرة ، وتوصلت المحادثات الى إنشاء مجلس إنقاذ یضم کل الفصائل الصومالیة ، وأجرى وزیر الخارجیة المصرى عمرو موسى محادثات فى القاهرة مع قادة الشمال والجنوب الصومالى بغرض تقریب وجهات النظر بین الزعماء الصومالیین ، وإستمر الدور المصرى طوال 1996م[36] ، وکانت مصر وراء إستصدار مجلس الأمن لبعض القرارات التى طالبت بإنهاء القتال وحظر تصدیر السلاح ، وتحقق ذلک فى إعقاب مؤتمر سودرى فى ینایر 1997م ، الى أن جاء مؤتمر المصالحة فى الفترة من 12 نوفمبر الى 22 دیسمبر 1997م ، بدعوة من مصر ، وخرج المؤتمر بقرارات مهمة على الصعیدین العسکرى والأمنى ساهمت إیجاباً فى حل الأزمة.[37]

الخاتمة

   حرصت مصر على المساهمة فى بث الأمن والإستقرار فى ربوع القارة الإفریقیة بصفةٍ عامة ومنطقة القرن الأفریقى بصفةٍ خاصة إیمانا منها بأهمیة المنطقة الإستراتیجیة ، خاصةً فى الفترة التى أعقبت نهایة الحرب العالمیة الثانیة 1938م – 1945م ، والتى تمکَّنت فیها دول التحالف الأوروبى أن تبسط سلطانها على بعض الدول والمناطق الإفریقیة ، بعد التغیُرات السیاسیة والإقلیمیة التى أوجدتها الحرب نفسها ، وقد تسبب هذا الحرص المصرى فى تعارض موقفها مع مواقف بعض الدول الإفریقیة والأوروبیة التى رأت فى تدخل مصر تعارُض فى مصالحها فى المنطقة الأفریقیة ، فإستطاعت مصر ومن خلال تواجدها فى بعض المنظمات الإفلیمیة والدولیة کمنظمة الوحدة الأفریقیة ، وجامعة الدول العربیة ، ومنظمة الأمم المتحدة  ، وبعض المنظمات الأخرى أن تضع لنفسها موطأ قدم ، وأن تساهم فى إیجاد حلول للعدید من القضایا والصراعات والنزاعات الإفریقیة التى أوجدها المستعمر من منطلق دورها التاریخى الرائد فى المنطقة الأفریقیة.

النتائج

توصلت الدراسة الى النتائج الآتیة:

1. ساهمت مصر إیجاباً فى إیجاد حلول لبعض القضایا الأفریقیة ، لا سیما قضایا منطقة القرن الأفریقى ، فیما یخص النزاعات الحدودیة ، وحق تقریر المصیر ، ونزاع الحکم.

2. أوجدت مصر لنفسها موطأ قدم لها فى بعض المنظمات الإقلیمیة والدولیة ، الأمر الذى مکَّنها من القیام بدور رائد فى الوقوف الى جانب الدول الإفریقیة فى قضایاها المختلفة.

3. أظهرت مصر إهتماماً کبیراً بالشعوب الإفریقیة من خلال تقدیم مختلف المساعدات لها ، تماشیاً مع سیاساتها الرامیة الى العمل على منح الشعوب الإفریقیة حق حکمها الذاتى ، وتدریبها ، وتطویرها.

4. بذلت الدول الأوروبیة جهوداً کبیرة فى السیطرة على البلدان الأفریقیة ، والهیمنة علیها ، وتقسیمها بهدف السیطرة على معابرها ومواقعها الإستراتیجیة.

 

 

 

التوصیات

أوصت الدراسة بالآتى:

1. إعداد مزید من الدراسات حول الموضوع.

2. إعداد مزید من المؤتمرات والأوراق العلمیة حول طبیعة النزاعات الإفریقیة.

3. إلقاء مزید من الضوء حول جهود مصر فى أفریقیا بعد ثورة یولیو المصریة 1952م.

4. إنشاء مکتبة الکترونیة وثائقیة شاملة تُعنَى بالقضایا الإفریقیة.

المصادر والمراجع

أولاً: المصادر والمراجع والمجلات والتقاریر:

1.أحمد عزت عبد الکریم: البحر الأحمر فی التاریخ والسیاسة الدولیة المعاصرة ، القاهرة ، 1980م.

2.أحمد برخت ماح: وثائق عن الصومال والحبشة وأریتریا ، ط1، القاهرة ، 1982م.

3.الأصفهانى ، نبیه: المواجهات المسلحة الأثیوبیة – الصومالیة ، مجلة السیاسة الدولیة ، العدد54 ، 1978م.

4.الأهرام الإقتصادى: التقریر السیاسى ، العدد148، أکتوبر1961م.

5.إتفاقیة الدفاع المشترک بین مصر والسودان 15 یولیو 1976م ، السیاسة الدولیة ، العدد 51، ینایر 1978م

6.الجمل ، شوقى عطا الله: الوثائق التاریخیة لسیاسة مصر فى البحر الأحمر(1863م – 1879م)، مطبعة لجنة البیان العربى، القاهرة.

7.الجمل ، شوقى عطا الله: تاریخ سودان وادى النیل ، ج2، القاهرة ، 1969م.

8.إسماعیل ، محمد حافظ: أمن مصر القومى فى عصر التحدیات ، مرکز الأهرام للترجمة والنشر ، القاهرة ، 1987م.

9.السید رجب حراز: الأصول التاریخیة للمشکلة الأریتریة ، معهد البحوث والدراسات العربیة ، القاهرة ، 1977م.

10.السید یوسف نصرة: الوجود المصرى فى أفریقیا فى الفترة من 1820م الى 1899م ، ط1، دار المعارف ، القاهرة،(بدون تاریخ).

11.السیاسة الخارجیة المصریة فى الأزمة الصومالیة ، التقریر الإستراتیجى ، القاهرة ، 1993م.

12.الطاهرى ، حمدى: جیبوتى أمن البحر الأحمر ، القاهرة ، 1977م.

13.الصراعات والحروب الأهلیة فى أفریقیا: أعمال المؤتمر السنوى للدراسات الإفریقیة ، معهد البحوث والدراسات الإفریقیة ، جامعة القاهرة ، القاهرة ، 1999م.

14.التقریر السیاسى للمفوضیة الملکیة المصریة بأدیس أبابا بتاریخ 20/11/1946م ، ملف رقم 225/7/1، ج1، محفظة رقم80.

15.أیمن السید سالم: میاة النیل فى السیاسة المصریة ، ثلاثیة التنمیة والسیاسة والمیراث التاریخى ، مرکز الدراسات السیاسیة والإستراتیجیة بالأهرام ، القاهرة ، 2004م.

16.بطرس بطرس غالى:المنازعات الأفریقیة وتسویتها بالطرق السلمیة ، مجلة السیاسة الدولیة ، العدد13، أکتوبر1968م.

17.تقریر المجلس الإستشارى التابع لهیئة الأمم المتحدة عن الصومال  ، بتاریخ 23/8/1950م، ملف رقم 139/69/1، محفظة رقم 1596.

18.جواد فرح: جمهوریة جیبوتى مولد دولة ، مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ، 1982م.

19.رشدى سعید: نهر النیل، نشأته وإستخدام میاهه فى الماضى والمستقبل ، ط1، دار الهلال ، القاهرة.

20.سالم ، حمدى السید: الصومال قدیماً وحدیثاً ، ج1، مقدیشو ، 1965م.

21.على الشیخ أحمد أبوبکر: الصومال وجذور المأساة الراهنة ، دار إبن حزم ، بیروت ، 1992م.

22.عودة ، عبد الملک: الصومال والتفاهم العربى الأثیوبى ، الإهرام الإقتصادى ، مؤسسة الإهرام ، القاهرة ، دیسمبر 1996م.

23.فائق ، محمد محمد: عبد الناصر والثورة الأفریقیة ، دار المستقبل العربى ، القاهرة ، 1982م.

24.لیحوم ، کولین: الجامعة الأفریقیة ، سلسلة دراسات أفریقیا ، دراسة رقم9 ، ترجمة. أحمد محمود سلیمان وعبد الملک عودة ، الدار المصریة للتألیف والترجمة ، القاهرة ، 1977م.

25.محمد عثمان أبوبکر: الصراع بین الولایات المتحدة الأمیرکیة والإتحاد السوفیتى فى القرن الإفریقى وموقف دول الجوار القریبة منه فى الفترة من 1974م – 1978م ، (بدون تاریخ).

26.مخلوف، محمد عبده: الصومال فى سبیل الإستقلال، مجلة نهضة أفریقیا، العدد التاسع ، یولیو 1958م.

27.نصیف ، مجدى: عاصفة على قرن أفریقیا ، دراسة فى الإستراتیجیة الإمبریالیة الجدیدة فى المحیط الهندى ، ط1، القاهرة ، 1977م.

28.نعیم ، محمد: مأساة أریتیریا ، مجلة الأزهر ، المجلد48، ج1، 1976م.

29.وزارة الخارجیة المصریة: توصیات وقرارات منظمة الوحدة الأفریقیة 1963م - 1983م ، القاهرة ، 1985م ، قرار عن النزاع حول الحدود بین أثیوبیا والصومال.

المراجع والمجلات الأجنبیة:

1. Albright,D,E: World politics and the Arab – Israel conflict, New York 1977.                                                              

2. Ismael,T: The United Arab Republic in Africa.                                

3. Tripodi,P: Italian Administration and Somalia,s Independence African Journal, Historical Studies, Vol,32,No.213.                                    

4. Shams,F,B: Conflict in the Hom of Africa in Current History, Vol.73,No.432,1977.                                                                 

5. Lewis,I,M: Pan Africanism and Pan Somalism.                               

الملاحق



[1] . أحمد عزت عبد الکریم: البحر الأحمر فی التاریخ والسیاسة الدولیة المعاصرة ، القاهرة ، 1980م ، ص277.

[2] . Albright,D,E: World politics and the Arab- Israeli conflict, New York,1979      

[3] . رشدى سعید: نهر النیل، نشأته وإستخدام میاهه فى الماضى والمستقبل ، ط1، دار الهلال ، القاهرة ، ص245.

[4] . الجمل ، شوقى عطا الله: الوثائق التاریخیة لسیاسة مصر فى البحر الأحمر(1863م – 1879م)، مطبعة لجنة البیان العربى، القاهرة، ص29.

[5] .  السید رجب حراز: الأصول التاریخیة للمشکلة الأریتریة ، معهد البحوث والدراسات العربیة ، القاهرة ، 1977م ، ص15.

[6] . الجمل ، شوقى عطا الله: تاریخ سودان وادى النیل ، ج2، القاهرة ، 1969م ، ص298.

[7] . السید یوسف نصرة: الوجود المصرى فى أفریقیا فى الفترة من 1820م الى 1899م ، ط1، دار المعارف ، القاهرة،(بدون تاریخ)، ص207.

[8] .  سالم ، حمدى السید: الصومال قدیماً وحدیثاً ، ج1، مقدیشو ، 1965م ، ص436.

[9]. التقریر السیاسى للمفوضیة الملکیة المصریة بأدیس أبابا بتاریخ 20/11/1946م ، ملف رقم 225/7/1، ج1، محفظة رقم80.

[10] . مخلوف، محمد عبده: الصومال فى سبیل الإستقلال، مجلة نهضة أفریقیا، العدد التاسع ، یولیو 1958م ، ص52.

[11] . Tripodi,P: Italian Administration and Somalia,s Independence , African Journal , Historical Studies,Vol,32,No.213,P.359                                                                     

[12] . تقریر المجلس الإستشارى التابع لهیئة الأمم المتحدة عن الصومال  ، بتاریخ 23/8/1950م، ملف رقم 139/69/1، محفظة رقم 1596.

[13] . سالم: مرجع سابق ، ج2، ص386 - 387

[14] .  Ismael,T: The United Arab Republic in Africa , P.181

[15] . لیحوم ، کولن: الجامعة الإفریقیة ، سلسلة دراسات إفریقیا ، ترجمة. أحمد محمود سلیمان وعبد الملک عودة ، الدار المصریة للتألیف والترجمة ، القاهرة ، 1977م ، ص159.

[16] . أیمن السید سالم: میاه النیل فى السیاسة المصریة ، ثلاثیة التنمیة والسیاسة والمیراث التاریخى ، مرکز الدراسات السیاسیة والإستراتیجیة بالأهرام ، القاهرة ، 2004م ، ص276.

[17] . فائق ، محمد محمد: عبد الناصر والثورة الإفریقیة ، دار المستقبل ، القاهرة ، 1982م ، ص32.

[18] . أحمد برخت ماح: وثائق عن الصومال والحبشة وأریتریا ، ط1، القاهرة ، 1982م ، ص318.

[19] . الأهرام الإقتصادى: التقریر السیاسى ، العدد148، أکتوبر1961م ، ص28.

[20] . Lewis,I,M: Pan Africanism and Pan Somalism , P.160

[21] . بطرس بطرس غالى:المنازعات الأفریقیة وتسویتها بالطرق السلمیة ، مجلة السیاسة الدولیة ، العدد13، أکتوبر1968م، ص129.

[22] . الأصفهانى ، نبیه: المواجهات المسلحة الإثیوبیة – الصومالیة ، مجلة السیاسة الدولیة ، العدد54، 1978م ، ص24.

[23] . وزارة الخارجیة المصریة: توصیات وقرارات منظمة الوحدة الأفریقیة 1963م الى 1983م ، القاهرة ، 1985، قرارات عن النزاع حول الحدود بین الصومال وأثیوبیا ، ص29.

[24] . فائق: مرجع سابق ، ص86- 87.

[25] . لیحوم ، کولین: مرجع سابق ، ص65.

[26] . إسماعیل ، محمد حافظ: أمن مصر القومى فى عصر التحدیات ، مرکز الأهرام للترجمة والنشر ، القاهرة ، 1987م ، ص430.

[27] . نصیف ، مجدى: عاصفة على قرن أفریقیا ، دراسة فى الإستراتیجیة الإمبریالیة الجدیدة فى المحیط الهندى ، ط1، القاهرة ، 1977م ، ص68.

[28] .  الطاهرى ، حمدى: جیبوتى أمن البحر الأحمر ، القاهرة ، 1977م ، ص20.

[29] . جواد فرح: جمهوریة جیبوتى مولد دولة ، مطبعة نهضة مصر ، القاهرة ، 1982م ، ص114.

[30] .  على الشیخ أحمد أبوبکر: الصومال وجذور المأساة الراهنة ، دار إبن حزم ، بیروت ، 1992م ، ص128.

[31] . Shams,F,B: Conflict in the Hom of Africa in current History,Vol.73,No.432,1977,P.202

[32] . محمد عثمان أبوبکر: الصراع بین الولایات المتحدة الأمیرکیة والإتحاد السوفیتى فى القرن الإفریقى وموقف دول الجوار القریبة منه فى الفترة من 1974م – 1978م ، (بدون تاریخ) ، ص328.

[33] . نعیم ، محمد: مأساة أریتیریا ، مجلة الأزهر ، المجلد48، ج1، 1976م ، ص398.

[34] . إتفاقیة الدفاع المشترک بین مصر والسودان 15 یولیو 1976م ، السیاسة الدولیة ، العدد 51، ینایر 1978م ، ص75.

[35] . السیاسة الخارجیة المصریة فى الأزمة الصومالیة ، التقریر الإستراتیجى ، القاهرة ، 1993م.

[36] . عودة ، عبد الملک: الصومال والتفاهم العربى الأثیوبى ، الإهرام الإقتصادى ، مؤسسة الإهرام ، القاهرة ، دیسمبر 1996م.

[37] . الصراعات والحروب الأهلیة فى أفریقیا: أعمال المؤتمر السنوى للدراسات الأفریقیة ، معهد البحوث والدراسات الأفریقیة ، جامعة القاهرة ، القاهرة ، 1999م.