The Impact of the South China Sea Conflict on the Political Environment of the Asia-Pacific Region

يمثل بحر الصين الجنوبي منطقة استراتيجية حيوية، ليس فقط للصين والدول المتنازعة عليه وإنما كذلك للولايات المتحدة. ويبدو أن الأسباب الجيواستراتيجية التي تتمثل في الأهمية الاستراتيجية لبحر الصين الجنوبي، ووجود موارد طبيعية متنوعة وهائلة في هذا البحر، مع تغير مركز الثقل الاقتصادي العالمي إلى شرق آسيا، و تحويل الولايات المتحدة لتركيزها إلى منطقة آسيا و المحيط الهادي بالتوازي مع بناء الصين لقوتها العسكرية بشكل متنام على رقعة الشطرنج الإقليمية و مركزها بحر الصين الجنوبي بسبب طموحها نحو أن تكون قوة إقليمية مهيمنة تدفع كل طرف إلى التشبث بموافقته والامتناع عن تقديم أية تنازلات مما يشير إلى أن فرص تسوية الخلاف ضئيلة، وأن النزاع سيستمر لمدة طويلة، كما أنه سيكون عاملًا مؤثرًا في تحديد مستقبل العلاقات بين دول المنطقة، ومستقبل المنطقة الأسيوية ككل.
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل وتوضيح أثر النزاع في بحر الصين الجنوبي على تشكيل البيئة السياسية لمنطقة أسيا والمحيط الهادي وما تتضمنه من تفاعلات وسياسات بين دول المنطقة، والذي اتضح أن أثر هذا النزاع لم يقتصر على أطراف النزاع وحدهم وإنما امتد تأثيره على المستوى الإقليمي ككل، بالإضافة إلى وجود قوى خارجية والمتمثل في الولايات المتحدة أثرت على مجريات الأحداث في المنطقة وشكل التفاعلات الاستراتيجية فيها.
وهذه الدراسة تستند على مبادئ ومكونات ومفاهيم ومدارس النظرية الواقعية وخاصة سياسة توازن القوى في أغلب جنبات الدراسة باعتبار أن معطيات الأمر الواقع تفيد بأن القوة والمصلحة الوطنية مازالتا المحرك الباعث الرئيسي لسلوك السياسة الخارجية للدول، وهذا ما تفيد به الحالة التي يبدو عليها النزاع في بحر الصين الجنوبي والأثار السياسية المرتبة عليه.