العلاقات الإثيوبية - الإسرائيلية وتأثيرها على المصالح المصرية

يتمثل موضوع الدراسة في دراسة العلاقات الإثيوبية – الإسرائيلية كونها ذات طبيعة خاصة في القارة الأفريقية، وذلك لاعتبارات تتعلق بكونها ذات جذور تاريخية ، حيث يعود الطابع الرسمي لهذه العلاقات إلى منتصف عقد الخمسينيات من القرن العشرين، كما تأثرت الصلات التي تربط الطرفين بالجماعة اليهودية الموجودة في إثيوبيا المعروفة باسم "يهود الفلاشا"، فضلاً عن كثافة التفاعلات المشتركة ولاسيما منذ انتهاء الحرب الباردة وذلك بفعل الأهمية الاستراتيجية التي يمثلها كل طرف إلى الأخر. وتتمثل أهمية الدراسة في محاولة الاقتراب من العلاقات الإثيوبية – الإسرائيلية عبر مراحل تطورها الزمنية المختلفة، ومعرفة تأثيرها على المصالح المصرية في منطقة حوض النيل .وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج، ومن بينها أن العلاقات الإثيوبية – الإسرائيلية اتسمت بقدر كبير من الاستمرارية والثبات منذ نشأتها وذلك على الرغم مما شهدته البيئة الدولية والإقليمية من متغيرات استراتيجية خلال مختلف المراحل الزمنية. كما تعد قضية يهود إثيوبيا "الفلاشا" بمثابة عنصر مؤثر على تطور مسار العلاقات البينية ، وكذلك شكلت المصالح السياسية أحد أبرز المحددات الحاكمة للعلاقات الثنائية، كما جسد التعاون الاقتصادي والعسكري أحد أبرز ميادين التعاون المشترك بين الجانبين على مدار المراحل الزمنية المختلفة. وكذلك شكلت الولايات المتحدة الأمريكية حلقة وصل ونقطة توازن استراتيجية في استمرارية العلاقات القائمة بين الطرفين منذ نهاية الحرب الباردة. بالإضافة إلى ما سبق تعد العلاقات الإسرائيلية – الإثيوبية مؤثرة على المصالح المصرية في أفريقيا بصفة عامة ومنطقة حوض النيل بصفة خاصة، وهو ما تبلور من خلال تلاقي مصالح الطرفان وتحركاتهم الفعلية لإضعاف مصر وممارسة مزيد من الضغوط عليها عبر ورقة مياه النيل.