أثر التغيرات السياسية فى إيران على علاقاتها الخارجية فى عصر ما بعد الثورة الإيرانية

نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة

المؤلف

کلية السياسة والإقتصاد جامعة السويس

المستخلص

المستخلص :
إن الثورة الإيرانية عام 1979م تعد أحد أبرز التحولات الإستراتيحية قى منطقة الشرق الأوسط خلال النصف الأخير من القرن العشرين، والتى وضعت نهاية للملكية، ومهدت الطريق لتأسيس كيان سياسى جديد قائم على مجموعة توجهات جديدة ومغايرة حيث برز فى الخطاب السياسى الإيرانى النزعة إلى ما يسمى بأسلمة التوجهات العامة للسياسة الخارجية الإيرانية وهذا مايمكن أن نلاحظه بوضوح فى محتوى الدستور الإيرانى، والذى خصص هامشاً كبيراً للبعد الدينى، وجعله أحد المقومات الرئيسية للجمهورية الإيرانية بإضافة كلمة الإسلامية، وقد أفرزت الثورة نظاماً جديداً قائماً على حكم رجال الدين الشيعة مع إضفاء الصبغة الدينية فى كل مخططاته ومبادئه، وذلك من أجل خدمة أهدافه ومصالحه الوطنية فى منطقة الشرق الأوسط عموماً وفى الدول العربية خصوصاً، خاصةً تلك التى تشترك معها فى حدود مباشرة، كما أعطت هذه الثورة قوة دفع كبيرة للحركة السياسية الدينية فى المنطقة، إذ تصاعدت هذه الحركة فى نفوذها السياسى والثقافى، وأخذ النظام الجديد فى طهران فى تنظيم حملة دعائية لمحاولة تولى الزعامة الإسلامية وإستقطاب المنطقة على أسس ومفاهيم ثورية دينية ربما كانت تلقى صدى فى ظل حالة التصعيد والإحياء الإسلامى التى كانت تشهدها المنطقة حينئذٍ، كما دللت هذه الثورة على إشكالية التوفيق بين منظومة القيم الدينية والمفاهيم السياسية الغربية كالديمقراطية، وكيف استطاع هذا النظام الدينى فى التعامل مع التعقيدات الدبلوماسية الدولية المعاصرة بشكل كان الكثيرون يعتقدون فيه أن الحركات الدينية غير مؤهلة للتعامل مع التعقيدات الهائلة فى الواقع الدولى .

الكلمات الرئيسية