مخاطر تزايد ظاهرة "الإرهاب النسائي" في تونس: الأسباب والتداعيات

نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة

المؤلف

معهد البحوث والدراسات العربية

المستخلص

شهدت المنطقة العربية تزايداً ملحوظاً في ظاهرة انخراط المرأة في العمل الإرهابي بعد اندلاع ثورات الربيع العربي في تونس وسوريا ومصر واليمن، ومع تعقد المسألة السورية ودخول البلاد في معترك الحرب الأهلية، وصعود تنظيم "داعش" الإرهابي وسيطرته على مناطق "الموصل" و"الرقة"، أخذت هذه الظاهرة منحنى آخر أكثر راديكالية وبشكل متسارع عبر التركيز على تجنيد عناصر نسائية وتكوين فرق وكتائب نسائية كاملة داخلها، مما يعتبر من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تشهدها المنطقة، على النحو الذي يعوق الجهود العربية في مجال مكافحة ظاهرة الإرهاب عموماً، وذلك بظهور أبعاد جديدة في نطاق تلك الظاهرة والمتمثلة في انخراط المرأة في العمل الإرهابي عبر التشكيلات النسائية المسلحة.
وانطلاقاً مما سبق، تستهدف الدراسة البحث عن أسباب وتداعيات تزايد ظاهرة الإرهاب النسائي في تونس لا سيما بعد أحداث عام 2011، وذلك باعتبار أن تونس تعد من أكثر الدول العربية التي تشهد تطوراً نوعياً وكمياً في هذه الظاهرة حتى الآن، الأمر الذي جعلها على رأس قائمة الدول المصدرة للمقاتلين ولا سيما للنساء "الجهاديات".
وتوصلت الدراسة إلى تعدد الأسباب التي قادت إلى تزايد مخاطر ظاهرة "الإرهاب النسائي" في تونس كالأسباب الاقتصادية والاجتماعية، والأسباب الطائفية، فضلاً عن الأسباب التي تتعلق بدور مواقع التواصل الاجتماعي، والأسباب الدينية، والتي تدور حول توظيف التنظيمات الإرهابية لبعض الفتاوى الفقهية لتشجيع انخراط العنصر النسوي في الجهاد، كما توصلت الدراسة إنه على الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات المعنية في تونس للحد من تزايد المخاطر المحتملة لاستمرار تزايد هذه الظاهرة، إلا إنه لا تزال تتعدد التحديات والعقبات التي تحول دون تحقيق نتائجها المرجوة.

الكلمات الرئيسية