المقاتلون التونسيون في بؤر الصراعات العربية: الدوافع والمسارات

نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة

المؤلف

كلية الاقتصاد جامعة القاهرة

المستخلص

لماذا تعد تونس أكبر الدول العربية تصديرا للمقاتلين الأجانب؟ وما هي الدوافع وراء تحول العديد من التونسيين إلى مقاتلين أجانب؟ وهل أحدث هؤلاء المقاتلين تأثيرا على تونس وعلى بؤر الصراعات؟ وما المسارات التي تتبعها الدولة التونسية للتعامل مع هذه الظاهرة؟ وما هي السيناريوهات المستقبلية للمقاتلين الأجانب التونسيين والعائدين منهم؟ تسعى هذه الدراسة إلى الإجابة على هذه التساؤلات من خلال اتباع مدخل التعقيد لجراهام تايلور، والذي يؤكد أنه في ظل تعقد الظواهر السياسية، فإنه لا يوجد عامل واحد يمكن من خلاله تفسير الظاهرة، وإنما يجب أن تتضافر عدة عوامل لتفسيرها.تعد ظاهرة المقاتلين الأجانب Foreign Fighters العائدين من بؤر الصراعات المسلحة في العراق وسوريا وليبيا واحدة من أهم القضايا على الساحة الإقليمية في الفترة الحالية. وتعد تونس أولى الدول التي يشملها هذا النقاش بالنظر إلى أن التونسيين يمثلون نسبة كبيرة من المقاتلين الأجانب، حيث صدرت تونس أكثر من 13000 مقاتل لسوريا والعراق، وتقوم تونس حالياً بتسلم المقاتلين وأطفالهم ونسائهم من الحكومات العربية، حيث استلمت تونس من الحكومة الليبية 4 أطفال في 2020، وقامت باستلام 5 أطفال و3 نساء في مارس 2021.
فهذه الدولة الصغيرة والمتجانسة هي أكبر مصدر للمقاتلين الأجانب في تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، ويرجع ذلك إلى المناخ السياسي الموات للتطرف في تونس في الفترة من 2011 إلى 2013، حيث غضت الحكومة التونسية الطرف عن حملات تلقين الأفكار الراديكالية في المساجد والسجون، كما سمحت الحكومة بإنشاء خيم التبشير التي تحث على الجهاد والقتال. كما لعب العفو والعام عن السجناء السياسيين والمتطرفين وتآكل البيئة الأمنية وحل جهاز المخابرات عام 2011، دورا هاما في تجنيد المقاتلين الأجانب التونسيين.

الكلمات الرئيسية