تعتبر الثقافة السياسية أحد أهم الأعمدة التي تتأسس عليها قيم وقواعد الديمقراطية. حيث لا تعتمد الديمقراطيات على الدساتير المكتوبة فحسب، بل تعتمد أيضًا على قواعد ومعايير غير مكتوبة تعكس مستوى التفاعل بين النخب السياسية من ناحية، وبين النخب والمواطنين من ناحية أخرى. ومن أهم قيم العمل الديمقراطي التسامح، والتعددية واحترام حقوق الاقليات. وفي الأونة الأخيرة، برزت العديد من ملامح الاعتداء على قيم الديمقراطية. فضلاً عن مظاهر مغاييره للثقافة السياسية التقليدية الأمر الذي دفع العديد من الباحثين إلى التنظير عن ثقافة سياسية جديدة وموت القيم الديمقراطية وتأكلها وتحقيق رؤية فوكوياما في بدأ عهد الهجمات المرتدة للديمقراطية. ,وعليه يسعى البحث إلى رصد وتحليل التراجع الديمقراطي من خلال إعادة النظر في مفهوم الثقافة السياسية ورصد ملامحها الجديدة وفحص علاقتها بالتراجع الديمقراطي. المنهجية: يعتمد البحث بشكل رئيسي على دراسة أهم الادبيات العربية والأجنبية ذات الصلة للتعرف على كيفية انتهاك السياسيين للقيم الديمقراطية مع التركيز على كتابين أساسيين وهما الثقافة السياسية الجديدة وكيف تموت الديمقراطية.