التجربة المصرية فى إنشاء العناقيد الصناعية ودورها کنواة للمجتمعات الصناعية المتکاملة: دراسة حالة مدينة الأثاث بدمياط

نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة

المؤلف

کلية النقل الدولى واللوجستيات الاکاديمية العربية للعلوم والتکنولوجيا والنقل البحرى

المستخلص

تعتبر "العناقيد الصناعية" جزء من استراتيجية التنمية الصناعية للعديد من دول العالم وأداه من أدوات تنمية مؤسساتها الصغيرة والمتوسطة وتعتبر العناقيد الصناعية أحد خطوات التطور الصناعى وخطوة نحو التحول إلى المجتمعات الصناعية المتکاملة.
إتجهت مصر إلى إنتهاج العديد من الاستراتيجيات لدعم وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم وذلک لدورهم الهام فى حل مشکلتى الفقر والبطالة، واتجهت إلى دمجهم فى مجموعة من العناقيد الصناعية المتخصصة واعتبرتهم أداه لتحقيق التکامل الصناعى بين الوحدات الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة الحجم من جانب مع الوحدات الإنتاجية الکبيرة الحجم من جانب آخر مستهدفة من ذلک تحقيق ميزة تنافسية للمنتجات المصرية والحد من مخاطر المنافسة من تواجد المنتجات المثيلة المستوردة فى الأسواق المصرية، وفى هذا الإطار أنشأت مصر العديد من المدن الصناعية المتخصصة مثل مدينة الروبيکي للجلود ومدينة الأثاث ومدينة البلاستک ومدينة الدواء ومدينة الذهب وغير ذلک، مستهدفة من ذلک زيادة الترابط والتکامل داخل العنقود وزيادة فاعليتها فى تحقيق التنمية الإقتصادية.
إتخذت الدراسة من مدينة الأثاث بمحافظة دمياط کدراسة تطبيقية لإنتهاج إستراتيجية العناقيد الصناعية فى مصر للتعرف على الوضع الحالى لهذا العنقود وبحث مدى نجاحه فى تحقيق الدور الذى أنشأ من أجله وما إذا کان حقق التطورات المطلوبة للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل، وتبين أن مدينة الأثاث توقفت فى مرحلة التکوين ولم تصل إلى مرحلة الانطلاق وأوصت الدراسة بأهمية توجيه سياسات الدولة لدعم وتنمية هذا العنقود وتقديم حزمة من الآليات الداعمة لاستکمال مدينة الأثاث کتمهيد مرحلى للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل لصناعة الأثاث بدمياط من خلال إعداد خريطة استثمارية جديدة لعنقود الأثاث تتسم بالتنسيق والتعاون والدمج بين العديد من السياسات والتى تعمل معا فى منظومة ديناميکية متکاملة بدون تعارض.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

تعتبر "العناقيد الصناعية" جزء من استراتيجية التنمية الصناعية للعديد من دول العالم وأداه من أدوات تنمية مؤسساتها الصغيرة والمتوسطة، ويمثل العنقود الصناعي السلسلة الکاملة للقيمة المضافة حيث يتکون من مجموعة من الهيئات والمؤسسات تتشابک وتتکامل وتندمج فى علاقات خلفية وأمامية قوية داخل مؤسسات العنقود الصناعي الذي تم تکونه وتتکامل کذلک مع المؤسسات الداعمة والمرتبطة به مما يخلق وسط متنافس تعمل فيه وتسعى من خلاله إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة ما تقدمه من منتجات، تعتبر صناعة الأثاث واحدة من أهم الصناعات التى تتمتع فيها مصر بميزة تنافسية تؤهلها للمنافسة العالمية وتمتص عدد کبير من العمالة، وأکد تقرير مهارات التجارة والتنوع في مصر -الصادر عن منظمة العمل الدولية 2016- على کون صناعة الأثاث فى مصر لها القدرة على تفعيل التکامل التجاري الإقليمي وزيادة التجارة العربية البينية، وتتمتع فيها مصر بميزة تنافسية تؤهلها للمنافسة العالمية.

هدف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على العناقید الصناعیة کشکل من أشکال تحقيق التنمية الصناعية وکأحد المتطلبات الرئيسية لتطوير وتنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق تجميع عدد من الصناعات المتشابکة والمترابطة في حيز جغرافى واحد مع الصناعات الداعمة والمغذية لها، من خلال التقارب والتعاون بین المشروعات ذات نفس سلسلة القيمة والتعرف على دورها فى التغلب على الصعوبات التى تقابلها المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم ولتحسین أداؤها ووضعها التنافسى وذلک بالتطبيق على مدينة صناعة الأثاث في مصر وبحث مدى نجاحها فى تحقيق أهدافها التنموية، کما تهدف الدراسة إلى التعرف على ما إذا کان من الممکن اعتبار مدينة الأثاث بدمياط کممثل لإستراتيجية العناقيد الصناعية نواة للوصول إلى مجتمع صناعي متکاملة فى صناعة الأثاث فى مصر. 

مشکلة الدراسة:

أشارت التجارب الصناعية العالمية إلى أهمية التکامل بين الصناعات والمشروعات وبعضها البعض ذات نفس مجال الأهتمام وخاصة المتقاربة جغرافياً کعنصر محورى فى تحقيق التنمية الصناعية وما يترتب عليها من مزايا تنافسية محلياً واقليمياَ ودولياً، تبنت مصر إستراتيجية العناقيد الصناعية لتحقيق تنميتها الصناعية وأنشأت ما يقرب من 110 عنقود صناعى، واعتبرت مدينة الأثاث فى دمياط من العناقيد الصناعية المتميزة لتنظيمها وتکاملها النسبى خاصة لارتباطها بواحدة من الصناعات التى تتمتع فيها مصر بتاريخ عريق ومزايا تنافسية وتوطنها فى احدى المحافظات الصناعية الهامة فى مصر واتصالها بشبکة قوية للنقل والمواصلات مما يوفر لها بنية أساسية تؤهلها لتلعب دورها المنوط فى عملية التنمية الصناعية، لذلک اتجه البحث إلى تقييم التجربة المصرية فى إنشاء مدينة الأثاث کممثل لإستراتيجية العناقيد الصناعية فى مصر وبحث مدى نجاحها فى تحقيق الدور الذى أنشأت من أجله، وهل يمکن اعتبارها خطوة للوصول إلى مجتمع صناعي متکامل لدعم تنافسية صناعة الأثاث المصرى محلياً وعالمياً.

تساؤلات الدراسة:

تسعى الدراسة إلى الإجابة عن التساؤلات التالية:

ما هو المفهوم النظرى للعناقيد الصناعية وأهدافها؟ وما هي معايير إنشائها؟

هل للعناقيد الصناعية دور فى تحقيق التنمية الإقتصادية؟ 

کيف ساهمت مدينة الأثاث بدمياط فى تحقيق استراتيجية التنمية الصناعية للأثاث؟ 

هل يمکن إعتبار ما حققته مدينة الأثاث نواه لإقامة مجتمع صناعى متکامل لصناعة الأثاث؟

ما هى العقبات التى تواجه مدينة الأثاث وتمنع تحولها إلى مجتمع صناعى متکامل لصناعة الأثاث فى مصر؟

کيف يمکن الإسراع باستکمال مخطط مدينة الأثاث بدمياط کخطوة لتحولها من عنقود صناعي إلى مجتمع صناعي متکامل فى صناعة الأثاث؟

فروض الدراسة:

توجد علاقة ذات دلالة إحصائية بين العناقيد الصناعية وتحقيق الميزة التنافسية للمشروعات الصناعية داخل العنقود.

يمکن لمدينة الأثاث بدمياط التحول إلى مجتمع صناعى متکامل لصناعة الأثاث فى مصر.

منهجیة الدراسة:

تتبع الدراسة المنهج العلمى الذى يجمع بين المنهج الإستقرائى والمنهج الاستنباطى حيث تعتمد منهجیة الدراسة فى الجانب النظري على تجميع الدراسات والبيانات الخاصة بموضوع البحث للتعرف على مفهوم العناقید الصناعیة، وأهميتها وأهدافها ودورها فى تعزيز القدرة التنافسية للأنشطة الصناعية وتحقيق استراتيجية التنمية الصناعية، والتعرف على الإتجاهات العالمیة في مجال العناقید الصناعیة، وعلى الجانب العملى رکزت الدراسة على صناعة الأثاث فى مصر، واتخذت من مدينة الأثاث بدمياط الحالة التطبيقية للدراسة لتوضيح الدور الذي تساهم به العناقيد الصناعية في تحقيق التنمية الصناعية والتحول نحو مجتمع صناعى متکامل من خلال دراسة مقومات مدينة الأثاث بدمياط وحجم مساهمتها في الناتج الصناعي والأداء التصديري لها وحجم فرص العمل التى تخلقها، ودراسة وتحليل المشاکل التي تواجها واستخلاص مقومات نجاحها وتصنيفها في مجموعة من العوامل البيئية والأطراف ذات العلاقة وبحث درجة توافرها داخل المدينة، وتم تدعيم ذلک بالمعلومات والبيانات المتحصل عليها من الزيارات الميدانية لورش ومصانع الأثاث بدمياط سواء التابعين لمدينة الأثاث أو غير التابعين لها، ومن ثم حصر التحديات التى تواجهها مدينة الأثاث بدمياط واستخدامها فى وضع مقترح للإسراع باستکمال المخطط لها کخطوة لتحولها من عنقود صناعي إلى مجتمع صناعي متکامل فى صناعة الأثاث.

الدراسات السابقة:

دراسة معهد التخطيط القومى (2019) إعتمدت على دراسة دور العناقيد الصناعية في تنمية القدرة التنافسية لصناعة الأثاث بمحافظة دمياط من خلال تحديد للمشاکل التى تواجه العناقيد الصناعية وکذلک تقييم صناعة الأثاث بمدينة دمياط للأثاث باستخدام اسلوب SWOT واستعراض التجارب الدولية في مجال العناقيد الصناعية، الدروس المستفادة منها توصلت الدراسة إلى غياب الدعم التکنولوجى لؤسسات إنتاج الأثاث، کما أثبتت أهمية التجمعات الصناعية والتعاقدات من الباطن بين المنشآت وذلک بغرض رفع القدرة التنافسية لها، وضرورة تطبيق فکر العناقيد الصناعية بإعتباره أحد الأساليب التى من الممکن أن تساهم في تنمية صناعة الأثاث فى مصر وبصفة خاصة في مدينة الأثاث بدمياط.

دراسة عطاء الله بن طريش (2017)، ترکز الدراسة على أن من محددات القدرة التنافسية للصناعات هو انتشار ظاهرة العناقيد الصناعية، فعلى کل دولة أن تسعى إلى تعزيز قدرتها التنافسية وتعتبر العناقيد الصناعية واحدة من أهم الرکائز التي يعتمد عليها في التنمية الإقتصادية والإجتماعية، وتلعب هذه العناقيد دورا فاعل ومؤثرا في سد الفجوة بين رؤوس الأموال الضخمة وسبل توظيفها واسهامها في رفع القدرة التصديرية التنافسية للمجتمع.

دراسة عابد محمود، آخرون، استعرضت الدراسة المشروعات الصغیرة في مصر وکونها هي أسرع المشروعات من حیث الظهور إلا أنها الأسرع فى الفشل والإختفاء وحاولت الدراسة الاجابة عن التساؤل عن امکانية العناقيد الصناعية فى التغلب على المشکلات التي عانت منها الصناعات الصغیرة وتحسین أداؤها ووضعها التنافسي، وأوصت بضرورة تفعیل دور العناقید الصناعیة في تنمیة المشروعات الصغیرة والمتوسطة وذلک من خلال توفير إطار مؤسسي تشریعي مناسب لتنظیم التعاملات التجاریة وحقوق الملکیة الفکرية والعقود وغیرها من البنیة الأساسیة اللازمة للتغلب على المشاکل التي تواجهها.

دراسة محمد الخالدى، (2019)، تضمن إعداد السياسة الصناعية الوطنية للأعوام 2017 – 2021 عدة محاور ومن أحد المحاور محور تطوير المنتجات الأردنية ومن أهداف هذا تعزيز مبدأ العناقيد الصناعية وتحقيق الترابطات الصناعية، وإعداد خريطة تفصيلية لجميع التجمعات الصناعية في المملکة موضحة أهمية القطاعات الأساسية والفرعية المعمول بها في التجمعات مع استخدام نتائج الدراسات القطاعية الفرعية بجانب الاستراتيجيات التصديرية لتحديد التجمعات الصناعية والحاضنات للمبتدئين والقطاعات ذات المستقبل الواعد في التصدير وتحقيق قيمة مضافة والإندماج في الإقتصاد العالمي. 

دراسة إمام خليل (2021)، افترضت الدراسة أن العناقيد الصناعية تساعد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في التغلب على المشکلات التقنية ومشکلات صغر الحجم، وهدفت الدراسة إلى توضيح کيفية أن يکون للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومساهمة ملموسة في الإقتصاد القومى وأن تعتمد تنميتها وتطويرها على إستراتيجيات واضحة تحقق أعلى مستوى من الکفاءة والتنافسية ، ومن بينها إستراتيجيات العناقيد أو التجمعات الصناعية التي يمکن أن تمثل علاج للعديد من المعوقات التي تقف حائل دون تطور هذه المؤسسات مع تعزيز دورها بالدول النامية ومنها المشارکة في التکاليف الثابتة التي يستحيل على کل منشأة بمفردها تحملها.

ومن خلال الإستعراض المرجعي للدراسات السابقة والتي تختص بموضوع العناقيد الصناعية نجدها اشترکت جميعها فى بحث مدى تحقيق العناقيد للأهداف التى أنشئت من أجلها ومن ثم فإن اهمیة هذا البحث تکمن في أنه یلقى الضوء على الوضع الحالى للعناقيد الصناعية خاصة صناعة الأثاث وفى أى مرحلة من مراحل تکويين العناقيد تقف ولم تتطرق الدراسات إلى إمکانية أن تصبح العناقيد الصناعية واحدة من المجتمعات الصناعية لصناعة الأثاث

 

 

 

2- مفهوم التجمعات الصناعية:

 أجرى مايکل بورتر مؤسس معهد التنافسية في جامعة هارفارد عام 1990 العديد من الدراسات والأبحاث فى 10 دول صناعية عن تنافسية الدول وأساليب تطويرها ووجد أن طريقة تحقيق الهدف هو الترکيز على سياسات الاقتصاد الجزئي وتهيئة البيئة لجذب الإستثمارات تجاه المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأن بيئة العناقيد الصناعية هى الأفضل لنمو هذه المشروعات وتبين وجود علاقات تکاملية أفقية ورأسية بين هذه المشروعات اسماهاIndustrial Cluster ، کما وضع مايکل بورتر في کتابه "المزايا التنافسية للأمم" تعريف للتجمع الصناعي على أنه التجمع الجغرافي لمجموعة من المنشآت الصناعية والمؤسسات المساندة التي يربطها العمل في إنتاج مجموعة من المنتجات أو الخدمات فى نشاط محدد وتصبح العلاقات فيما بينها علاقات تکاملية وتشابکية في جميع مراحل العمليات الإنتاجية لتکون سلسلة متکاملة للقيمة المضافة للمنتج بما فى ذلک من علاقات تبادلية للسلع وللخدمات وللمعلومات وللخبرات بالإضافة للموارد البشرية.

(2-1) تعريف المجتمعات الصناعية المتکاملة:

تعرف المجتمعات الصناعية المتکاملة بأنها مدن مخططه تخطيطاً صناعياً على أساس کونها توفر البيئة الصناعية التى تتمتع بالمؤهلات التى تحقق الميزه التنافسية للقطاعات الصناعية المترابطة والمتکاملة أفقياً ورأسياً من خلال سياسات وتحالفات إستراتيجية داعمة لها بالإضافة إلى توافر منظومة متکاملة للقوة العاملة بهذه المجتمعات بما يؤثر بشکل مباشر على الکفاءة الإنتاجية لعنصر العمل من توفير حياة ملائمة لهم ومراکز للتعليم والتدريب والمدارس الفنية والمعاهد البحثية، ووصولاً لمنظومة صناعية متکامله قادرة على النمو والتطور المستمر.

(2-2) تعريف العناقيد الصناعية:

تم تعريف العناقيد الصناعية من العديد من المنظمات والمؤسسات والباحثين فى أنحاء العالم ومن أهم هذه التعريفات:

تعرف اليونيدو العناقيد الصناعية على أنها تجمعات جغرافية (محلية أو إقليمية أو عالمية( لمجموعة مترابطة من المؤسسات في مجال معين لتکون منظومة من الأنشطة تتضافر معا لدعم تنافسيتها.

عرف مجلس الوحدة الإقتصادية العربية العناقيد الصناعية بأنها تجمع جغرافى محلى أو إقليمى أو عالمى على شکل حلقة لعدد من الشرکات فى مجال معين والمرتبطة والمتصلة ببعضها البعض من المنتجين والموردين ومراکز الأبحاث بما يمثل منظومة من الأنشطة لتشجيع ودعم تنافسية العنقود.

وضع Doeringer and Terkla تعريف للعناقيد الصناعية بأنها عبارة عن "ترکيز جغرافى للصناعات يجمعهم موقع واحد بما يحقق مکاسب لهذه الصناعات.

کما تعرف العناقيد الصناعية على کونها تجمع لمجموعة من المنشآت يجمعهم عامل أو مجموعة من العوامل المشترکة کاستخدام نفس التکنولوجيا أو استخدام نفس القنوات التسويقية أو استخدام نفس المهارات العمالية کما يضم مجموعة من المشروعات المرتبطة بها أفقياً أو رأسياً أو تلک التى تقدم لها الدعم لتعزيز تنافسيتها کالجامعات والمراکز البحثية بالإضافة إلى المؤسسات التمويلية، الهيئات الحکومية، والنقابات المهنية. 

3- الخصائص المختلفة للعناقيد الصناعية ومزاياها وعيوبها

تصنف التجمعات الصناعية وفقاً للعديد من العناصر مثل الحجم، نوع المنتج، درجة التخصص، درجة الترابط، العلاقات بين مؤسساتها أو حسب هيکلها، وتشترک العناقيد الصناعية فيما بينها فى العديد من الخصائص العامة مثل کونها سلسلة مترابطة من الصناعات تتميز العلاقات بينها بالتعاون والتنسيق، ورغم المزايا المتحققة من اتباع إستراتيجية العناقيد الصناعية لتحقيق التنمية الصناعية إلا أن هذا لا يمنع من أن اتباع هذه السياسة لا يخلو من العيوب بالتفصيل التالى:

(3-1) أنواع العناقيد الصناعية 

(3-1-1) العناقيد الصناعية صغيرة ومتوسطة وکبيرة الحجم:

تتنوع أحجام العناقيد الصناعية فيما بين عناقيد صغيرة الحجم ومتوسطة الحجم وکبيرة الحجم وذلک وفقاً للعديد من المعايير مثل الانتشار الجغرافي أو حجم المبيعات أو عدد المؤسسات أو عدد الفروع أو القدرة على خلق فرص عمل أو .....الخ، ومن هذه الأنواع:

العناقيد الصناعية وفقاً لعدد المشروعات: 

کلما کبر حجم العنقود وکلما کبر حجم المؤسسات والجهات المتعامله مع العنقود کلما کان العنقود أکثر جذباً وأکثر نجاحاً وصنفت بعض العناقد بأنها من أکبر العناقيد الصناعية فى العالم حيث تجاوز عدد المؤسسات فى عنقود صناعة الملابس في إيطاليا والهند ما يزيد عن9000 مؤسسة، إلا أن الاتجاه العام هو تکون العنقود فى المتوسط من 150-100 مؤسسة، فمثلاً حددت اليونيدو (منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية) أن عدد المؤسسات فى العنقود الصناعي يجب أن لا يقل عن 100 مؤسسة تتنوع بين مؤسسات متوسطة وصغيرة الحجم وذلک حتى يتمکن العنقود من التصدى ومقاومة أي صدمات خارجية أو ضغوط تنتج عن خروج إحدى المؤسسات من العنقود أو تحرکات للعمالة الماهرة أو فقدان أحد الموردين، وفى دراسة قام بها معهد التنافسية في جامعة هارفارد على عينة من 382 عنقودا صناعيا سجلت أن متوسط عدد المؤسسات فى العنقود الصناعى تصل إلى نحو 150 مؤسسة وصنفت کالتالى

42 % من العناقيد يقل فيها عدد المؤسسات عن 100 مؤسسة.

14% من العناقيد يتراوح عدد المؤسسات بها فيما بين 100إلى 200 مؤسسة.

9% من العناقيد يصل عدد المؤسسات بها إلى 300 مؤسسة.

25% من العناقيد يتجاوز عدد مؤسساتها عن 600 مؤسسة.

العناقيد الصناعية من حيث عدد خلق فرص العمل:

قام عطا الله بن طريش بدراسة عدد فرص العمل التي تخلقها العناقيد الصناعية من خلال دراسة 457 عنقودا صناعيا تبين أن العنقود قادر على خلق 15 ألف فرصة عمل فى المتوسط تزداد مع زيادة حجم العنقود ووصلت إلى خلق مليون فرص العمل کما هو الحال فى عنقود وادي السليکون لصناعة الحسابات والبرمجيات بالولايات المتحدة . 

(3-1-2) العناقيد الصناعية حسب الهيکل:

يقسم Markusen العناقيد الصناعية حسب هيکلها الى عناقيد مارشال، عناقيد المحور والأذرع، عناقيد المنصات التابعة بالإضافة الى عناقيد المراکز العامة کما موضح فى الجدول (1). 

جدول رقم (1): العناقيد الصناعية حسب هيکلها

النوع

طبيعة الشرکات

شکل الترابط

فرص النمو

 

عناقيد مارشال

Marshallian Clusters

المؤسسات الصغیرة والمتوسطة الحجم وتتخصص غالباً في الصناعات المعتمدة على التکنولوجيا المتقدمة.

تبادل تجاري 

تحالف ودعم مؤسسي

دعم حکومي قوي لتطوير تنافسيتها

يختلف باختلاف قوة ونوع ومستوى التحالف

 

عناقيد المحور والأذرع

Hub and Spoke Clusters

عدد کبیر من المؤسسات صغيرة الحجم (أذرع) تعمل لخدمة مؤسسة أو أکثر کبیرة الحجم (محور) بهدف امدادها بالخدمات والمدخلات 

تحدد المؤسسات کبيرة الحجم (محور) شکل التعاون بینها وبين المؤسسات صغيرة الحجم (أذرع). 

يختلف حسب حجم ودرجة نمو المؤسسات کبیرة الحجم.

 

عناقيد المنصات التابعة

Satellite Platforms

فروع للمؤسسات الدولية متعددة المصانع

تبادل تجاري 

عدد قلیل من المستثمرین والموردين

يزداد بزيادة عدد فروع المؤسسات

 

عناقيد المراکز العامة

State-Anchored Industry Clusters

مراکز النشاطات العامة الکبيرة فى الدولة أو غیر ربحیة کالجامعات والمکاتب الحکومية يخدمها عدد من المؤسسات صغيرة أو متوسطة الحجم.

تهدف إلى الاستفادة من عوامل التکتل المتحققة من الموقع المشترک ووفرة العمالة وتقاسم التکنولوجيا وتتطلب إختيار صناعات محددة يسمح بإقامتها فى التجمع.

تتحدد وفقا للعلاقة بین المؤسسات العامة والموردین فى عمليتى البیع والشراء

تزداد مع زيادة دعم الدولة للمؤسسات العامة

 

Source: David L.Barkley,”Advantages and Disadvantages of Targeting Industry Clusters”, U.S.A,Clemson University, 2001.

(3-1-3) العناقيد الصناعية حسب نوع المشروعات:

يمکن التمييز بين أنواع العناقيد الصناعية وفقا لنوع المشروعات کالتالى: 

عناقيد الشرکات القومية الکبرى.

عناقيد المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

الموردين المحليين.

الشرکات البينية والموردين من الباطن. 

(3-1-4) العناقيد الصناعية حسب نوع الترابط:

يمکن تقسيم العناقيد الصناعية حسب نوع الترابط إلى عناقيد رأسية و عناقيد أفقية حيث تضم العناقيد الصناعية فى الغالب کل مراحل العملية الإنتاجية سواء فى المنشآت الصناعية أو فى المؤسسات الداعمة لها والتى تترابط وتتکامل معها سواء رأسياً أو أفقياً. 

العناقيد الرأسية: وهى عناقيد مندمجة بشکل رأسى وتتکون من مجموعة من الصناعات التى ترتبط من خلال علاقة بين البائع والمشترى.

العناقيد الأفقية: وهى عناقيد مندمجة بشکل أفقى وتتکون من مجموعة من الصناعات مشترکة فى الأسواق العامة للمنتجات النهائية أو تستخدم تکنولوجيا متشابهة أو مهارات عمالية متشابهة أو تحتاج الى موارد طبيعية متماثلة.

(3-1-5) العناقيد الصناعية حسب نوع المنتج:

تنقسم العناقيد الصناعية حسب نوع المنتج الذى تتخصص فى إنتاجه مثل عنقود متخصص فى صناعة السيارات، متخصص فى صناعة الأحذية، عنقود متخصص فى خدمات مالية، عنقود متخصص فى خدمات سياحية أو إعلامية، عنقود متخصص فى صناعة الاتصالات، عنقود متخصص فى صناعة الحاسبات والبرمجيات، عنقود متخصص فى صناعة الأزياء، عنقود متخصص فى صناعة السيراميک، عنقود متخصص فى صناعة الجلود، عنقود متخصص فى صناعة الأثاث، عنقود متخصص فى صناعة البتروکيماويات، ....الخ.

(3-2) خصائص العناقيد الصناعية:

تشترک العناقيد الصناعية فى العديد من الخصائص العامة والتى تتمثل فيما يلى:

العنقود سلسلة مترابطة من الصناعات ذات العلاقات والتأثيرات الداخلية والخارجية، وتمتد العلاقات من مدخلات الإنتاج أو التکنولوجيا المستخدمة أو مهارات العاملين.أو المستهلکين. 

تتکامل العناقيد الصناعية مع العديد من القطاعات والأنشطة الداعمة والمکملة لها تکامل أمامى أو تکامل خلفى مکونة بذلک السلسلة الکاملة للقیمة المضافة للمنتج.

تتميز العلاقات بالتعاون والتنسيق بين عناصر السلسلة الکاملة للقیمة المضافة للمنتج، وغالبا ما تضم جميع مراحل العملية الإنتاجية.

ينضم للعناقيد الصناعية هيئات التمويل، الهيئات الحکومية وغير الحکومية، مؤسسات التدريب والتعليم والبحث العلمى.

يختلف المجال الجغرافى للعنقود بين الترکز فى إقليم جغرافى محدد أو فى مدينة واحدة أو فى مجموعه من المدن أو فى دولة بأکملها بل أصبح العنقود يمتد بين مجموعة من الدول العالم بسبب العولمة وتکنولوجيا النقل والمواصلات. 

(3-3) مزايا العناقيد الصناعية 

تعتبر سياسات دعم وتنمية العناقيد الصناعية أحد آليات تعزيز إستراتيجية التنمية الصناعية وتحقيق العلاقات التعاونية بين المؤسسات الصناعية وأحد سبل تعزيز الميزة التنافسية في الأسواق الخارجية، لما تقدمه من المزايا التالية:

الحصول على وفورات الحجم الکبیر سواء للمدخلات والعمليات الإنتاجية أو للمخرجات. 

التقليل من تکاليف تبادل السلع الوسيطه أثناء المراحل الإنتاجية، وبالتالي تخفض تکاليف الإنتاج مما يؤدي إلى تمتع المنتجات بمزايا التنافسية ويساعد على فتح أسواق خارجيه جديدة وتنمية الصادرات. 

ينتج عن العناقيد الصناعية زيادة التخصص وتقسيم العمل مما يؤدي إلى تحسين کفاءة الإنتاج وجودة المنتجات وزيادة القدرة التسويقية.

تساعد العناقيد الصناعية المؤسسات الصناعية الصغيرة والمتوسطة في التغلب على المخاطر التي تواجهها وخاصة مخاطر صغر الحجم، والمشکلات التکنولوجية.

تحقيق الاستغلال الأمثل للآلات والطاقات الإنتاجية بالاضافة إلى امکانية تنفيذ الطلبيات کبيرة الحجم.

توفير کتلة عمل صناعية تزيد من فاعلية مشارکة هذه المنشآت في الأسواق الدولية.

تمکن العناقيد من تبادل الأفکار والمعلومات بين المؤسسات بعضها البعض وزیادة القدرة الإبتکاریة مما يؤدي لزیادة الإنتاجیة.

خفض معدلات البطالة، والمساهمة في ترکیز الخبرات الفنیة والبشریة والتکنولوجیة. 

تمکن من ضمان طلب وعرض منتظم والإلتزام بمعايير متجانسة، وزيادة الأرباح السوقية.

تعتبر أکثر جاذبية للإستثمارات المحلية والأجنبية.

تساهم فى تطویر البنیة الأساسیة للخدمات المالیة والقانونیة. 

(3-4)عيوب العناقيد الصناعية:

تبين مما سبق ما تتمتع به سياسة العناقيد الصناعية من مردودات إيجابية على التنمية الصناعية، إلا أن هذه السياسة لها العديد من العيوب التى تتطلب إتخاذ الحيطة والحذر تجاهها حتى لا تتحول آثارها الإيجابية إلى آثار سلبية، ومن أهم عيوب انتهاج سياسة العناقيد الصناعية ما يلى:

العناقيد الصناعية تعاون وتحالف بين عدد کبير من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التى تجمعها تخصص واحد بهدف زيادة کفاءتها الإنتاجية وخلق مزايا تنافسية لها إلا أن سيطرة الشرکات المتعددة الجنسيات والتحالفات والاندماجات بين المؤسسات الکبيرة الحجم على الاقتصاد العالمي يقف حائل بين العناقيد الصناعية والتنافسية العالمية. 

عدم تمتع العناقيد الصناعية بالمرونة الکافية للتجاوب السريع مع أى تغيرات التکنولوجية في العمليات الإنتاجية، ومقاومة وجمود العنقود لهذه التغيرات بغض النظر عن التکاليف المرتفعة لعدم مواکبة هذه التطورات.

تبنى سياسات العناقيد الصناعية وتوجهها إلى قطاعات محددة دون غيرها قد يتسبب فى تحقيق نمو غير متوازن بين قطاعات الإقتصاد القومى المختلفة.

قد يدفع التباهى بنجاح تجربة أحد العناقيد إلى الترکيز الزائد على تخصص هذا العنقود وتوجيه مزيد من السياسات التنموية له برغم أنه قد يکون إختيار غير مدروس بکفاءة وأى فشل لهذا العنقود يصاحبه تأثير سلبى على قطاعات الإقتصاد الکلى.

تترکز العناقيد الصناعية فى المناطق الحضرية ولا تساهم فى التنمية الصناعية ولا فى التنمية العمرانية فى المناطق النائية.

 4- مراحل تکون العناقيد الصناعية

تخضع العناقيد الصناعية لدورة حياتية تتمثل فى سلسلة من التطورات والتغيرات المستمرة فى مراحل تکوينها حيث ينضم إليها مؤسسات جديدة من حين لآخر، ويخرج أيضا مؤسسات أخرى منها بين الحين والآخر، وتبدأ الدورة الحياتية للعنقود الصناعى کما موضح بالجدول رقم (2) من مرحلة ما قبل تکون العنقود ثم يبدأ تکون العنقود ويدخل فى مرحلة النمو التدريجى والانطلاق مدفوعا بعدة عوامل تقود عملية النمو مثل التنافس بين المؤسسات وبعضها، البنية التحتية، کفاءة العماله ومهاراتها، نقل المعرفة والتکنولوجيا، ....الخ حتى يصل العنقود الصناعي إلى مرحلة التشبع، ويدخل بعدها فى المرحلة الحرجة. 

جدول رقم (2): مراحل تکون العناقيد الصناعية

المرحلة

وصف المرحلة

 

مرحلة البداية

تتکون الصناعه من عدد منفصل من المؤسسات لکل منها سلوکها الخاص وتتمع باستقلاليتها عن غيرها من المؤسسات. 

 

مرحلة التکوين 

 

تبدأ مؤسسة أو مؤسستين فى الارتباط لسبب ما أو أکثر کتوافر مواد خام، أو توافر عمالة ماهرة وينشأ بينهم إعتماد متبادل بين هذه المؤسسات والموردين المحليين ويزداد الاعتماد تدريجيا حتى يصبح قوياً وتبدأ عمليات إندماج المؤسسات الصغيرة ببعضها بعلاقات أفقية وإندماج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بعلاقات رأسية مع المؤسسات الکبيرة.  

 

مرحلة الإنطلاق

 

تبدأ مرحلة النمو المتزايد وتقوى درجة الترابط بين المؤسسات والموردين والمجتمع کما تقوى درجة الترابط مع المعاهد البحثية والعلمية، وتظهر إقتصاديات الکفاءة ويدخل العنقود فى سلسلة من الترابطات الجديدة والمتتالية حتى يصل الى مرحلة النضج.

 

المرحلة الحرجة

 

يتجه العنقود الصناعى فيها إلى مرحلة الإستقرار وتنتهى مرحلة الدخول فى ترابطات جديدة مع المؤسسات أو الموردين أو المجتمع ويکتفى بالمعرفة والمهارات والمعلومات التى حصل عليها حتى يصل إلى مرحلة التشبع، وأصبح التطوير والتغيير والابتکار فى المنتجات والعمليات الانتاجية حتمياً.  

 

بتصرف، أمين رضا بهجت، تأثير العناقيد الصناعية على التنمية الصناعية في مصر، المجلة العلمية للبحوث والدراسات التجارية، 2010

5-التوجهات العالمية فى تطبيق استراتيجية العناقد الصناعية:

حققت استراتيجيات العناقيد الصناعية نجاحات کبيرة على المستوى العالمى واتخذت توجهات قطاعية متعددة کصناعات السيارات وصناعة المنتجات الجلدية والخدمـات السیاحیـة والخدمـات المالیـة والخدمـات الإعلامـیة وصناعة الاتصالات وتکنولوجيا المعلومات وغير ذلک مما ساهم فى دعم الإقتصاد القومى ودعم القدرة التنافسية لصادرات هذه الاقتصاديات، ويوضح الجدول رقم (3) أمثلة لبعض التطبيقات العالمية الرائدة لإستراتيجية العناقد الصناعية وترکزها فى قطاعات معينة وفقا لظروف وامکانيات کل دولة، واختلفت کل دولة من هذه الدول ليس فقط فى النشاط الصناعى التى تتخصص فيه أنما کذلک فى سياستها التنفيذية والتحفزية وسياستها التمويلية وأساليب دعمها لهذه العناقيد. 

جدول رقم (3): أمثلة لبعض التطبيقات العالمية الرائدة لإستراتيجية العناقد الصناعية

الدولة

العنقود الصناعى 

 

الولايات المتحدة

صناعة السيارات

 

فنلندا

صناعة الاتصالات

 

دیترویت وجنوب ألمانیا

صناعة السیارات

 

الولايات المتحدة

وادى السيلکون: صناعة الحاسبات 

 

هولیود

خدمـات سیاحیـة أو إعلامـیة

 

ايطاليا

وادي التغليف: صناعة ماکينات ومعدات التغليف

 

بنجالور- الهند

صناعة الحاسبات والبرامج الحديثة

 

لندن ونیویورک

تجمع خدمـات مالیـة

 

البرازيل

وادي سينوس: صناعة المنتجات الجلدية

 

ستوکهولم – فنلندا

صناعة الاتصالات

 

ايطاليا

صناعة المنتجات الجلدية، صناعة ماکينات التغليف، صناعة الذهب 

 

جنوب إیطالیا

صناعة الأزیاء والسیرامیک

 

النرويج

تجمع نود: النفط والغاز

 

تجمع لودهيانا- الهند 

صناعة الملابس

 

تجمع سورات- الهند

صناعة المجوهرات

 

سنغافورة

خدمات الموانئ واصلاح السفن

 

الجبيل وينبع – السعودية

صناعة البتروکيماويات

 

مصر

مدينة الروبيکي للجلود – صناعة الأثاث

 

       المصدر: من اعداد الباحث بناء على الدراسات السابقة

6- مکونات العناقيد الصناعية ومصادر ميزتها التنافسية

يمثل العنقود الصناعي السلسلة الکاملة للقيمة المضافة حيث يتکون من مجموعة من الهيئات والمؤسسات تتشابک وتتکامل وتندمج فى علاقات خلفية وأمامية قوية داخل مؤسسات العنقود الصناعي الذي تم تکونه وتتکامل کذلک مع المؤسسات الداعمة والمرتبطة به مما يخلق وسط متنافس تعمل فيه وتسعى من خلاله إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة ما تقدمه من منتجات.

(6-1) مکونات العناقيد الصناعية 

تتخذ العلاقات بين مؤسسات العناقيد الصناعية شکلين من العلاقات علاقات داخلية وعلاقات خارجية، وتتمثل العلاقات الداخلية فى علاقات التعاون بين المؤسسات المکونة للعنقود وتتعاون وتتبادل فى توفير المواد الخام والسلع الوسيطة وقطع الغيار والمنتجات النهائية لکل مؤسسة وتسويقها وتوزيعها، کما أن المنتجات النهائية لمؤسسة تمثل مدخلات إنتاجية لمؤسسة أخرى، فى حين تتمثل العلاقات الخارجية فى العلاقات بين المؤسسات داخل العنقود والمؤسسات خارج العنقود وتتمثل فى توفير الخدمات التمويلية والتعليمية والتدريبية، کما تقوى العلاقة ذات الاتجاهين بين مراکز البحث العلمى والإبتکارات والجامعات والمؤسسات القائمة أو الجديدة فالأبحاث والابتکارات المقدمة ضرورية لتطوير المؤسسات التابعة للعنقود ونموها المستقبلى وعلى الجانب الآخر فهى مجال خصب لتحقيق التطبيق العملى لهذه الأبحاث ونجاحها عملياً وخروجها إلى أرض الواقع، وإجمالأ يتکون العنقود من: 

المؤسسات الأساسية المکونة للعنقود.

المنتجين والموردين للمواد الخام والسلع الوسيطة للمدخلات الأساسية، المعدات والخدمات الأخرى.

مشروعات البنية التحتية والفوقية التى تخدم العنقود .

القنوات التسويقية والإعلانية.

الصناعات الداعمة و المکملة.

المؤسسات التي تشترک فى استخدام مدخلات متشابهة، أو نفس نوعية العمالة أو تکنولوجيا متقاربة.

المؤسسات الحکومية وغير الحکومية.

المؤسسات المالية والتجارية.

هيئات المواصفات والجودة. 

حاضنات الأعمال.

مؤسسات التدريب والتعليم والتعليم الفنى و المهني والجامعات والمراکز البحثية.

النقابات التي تقدم الدعم اللازم للصناعة من توظيف، تدريب، تعليم، ورش عمل، البحث العلمي والدعم المهنى والفني.

(6-2) العناقيد الصناعية والميزة التنافسية:

يرى بورتر أنه من أهم العوامل الرئيسية لتحقيق الميزة التنافسية ليست فى تواجد الصناعات بصورة منفردة وإنما فى تکامل الصناعه مع غيرها من الصناعات الأخرى سواء التى تعتمد عليها أو الموردة لها وأن تواجدها کصناعات منفردة يبعدها عن تحقق هذه الدرجة من الکفاءة، ويتطلب تحقيق الميزة التنافسية الجمع بين تحسين الإنتاجية والإرتقاء بجودة المنتجات مع تقديم المنتجات بسعر تنافسى وعندما يتکون عنقود صناعي وتتجمع وتتعاون وتتکامل المؤسسات المکونة له والمؤسسات الداعمة والمرتبطة به فإنها تخلق وسط متنافس تعمل فيه وتسعى من خلاله إلى زيادة الإنتاجية وتحسين جودة ما تقدمه من منتجات الأمر بما يضمن تمکين الصناعات المتميزة من المنافسة على الصعيدين المحلي والعالمي ومن ثم زيادة الفرص التصديرية للخارج وهو ماله مردود إيجابى على الإقتصاد القومى، خاصة وأن العناقيد الصناعية تساعد في الحد من مخاطر المنافسة مع المنتجات المستوردة وتعمل على تقوية تنافسية الصناعات المحلية. وإجمالا يمکن تحديد عناصر إکتساب العناقد الصناعية قدرتها التنافسية من خلال:

زيادة إنتاجية العناقيد الصناعية ونموها المستمر وذلک من خلال زيادة عدد وتنوع المؤسسات الداخلة فى العنقود والجمع بين المؤسسات الصغيرة والمؤسسات المتوسطة بالاضافة إلى جذب مؤسسات أخرى للانضمام للعنقود وذلک لتصنيع وتوريد متطلبات واحتياجات بعضها البعض، وکلما زاد التکامل والعلاقات بين مؤسسات العنقود الصناعى کلما زادت إنتاجيته، وهو ما يتفق مع دليل التجارة بين الصناعات IITI Inter-industry trade index والذى يشير إلى أنه کلما زادت العلاقات التجارية بين الصناعات کلما زادت تنافسية منتجات هذه الصناعات.  

تخفيض التکاليف الکلية للمنتجات خاصة مع توزيع التکاليف الثابتة على عدد أکبر من الوحدات الإنتاجية والتي يصعب على کل مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم تحملها بمفردها مما يساهم فى خفض تکاليف الإنتاج الکلية للمنتجات ومن ثم إنخفاض أسعارها وزيادة تنافسيتها.

تميل العناقيد الصناعية إلى التخصص وتقسيم العمل سواء فى إحدى مراحل الإنتاج أو فى إنتاج منتج محدد وهو ما له أثر کبير على عمليات التطوير وحفز قدرة المنشأه على الإبتکار والإبداع ويشير خبراء التخطيط والتنمية الاقتصادية إلى أن بيئة التجديد والابتکار تتمتع بها العناقيد الصناعية أکثر من غيرها.

تحقيق العناقيد الصناعية للتخصص وتقسيم العمل يؤدى إلى اتقان العاملين لمهامهم وبالتالى تحقيق معدل نمو مستمر ومرتفع سواء للإنتاجية ولدخل الفرد .

تجذب العناقيد الصناعية الموردين لتوريد مدخلات الإنتاج بتکلفة أقل نسبياً بالمقارنة بتکلفة استيرادها من الخارج مما يؤدى إلى تخفيض أسعار المنتجات النهائية، بالاضافة إمکانية اهتمام العناقيد الصناعية بدراسة الأسواق الخارجيه ومن ثم زيادة قدرتها التسويقيه والمنافسة فى کلاً من السوق المحلى والسوق الدولى.

تتسم طبيعة العناقيد الصناعية بتمرکز المراحل الإنتاجية لمنتج واحد فى مکان واحد مما يقلل من تکاليف النقل والتوزيع بالإضافة لتقليل مخاطر النقل خاصة عبر المسافات الطويلة نسبياً، وتکون المحصلة النهائية هى تخفيض التکاليف الکلية للإنتاج مما يخفض من سعر المنتج النهائى، وبالتالي تدعيم قدرته التنافسية في الأسواق المحلية والخارجية.

إندماج وتکامل بيئة الأعمال بمنظوماتها المختلفة من موردين وفنيين وموزعين ومشتريين يؤدى إلى التعاون والسعى لتقديم حلول جذرية ومبتکرة للمشاکل التى تواجهم وتساهم فى زيادة قدرتهم الانتاجية وتسعى لتطويرها باستمرار.

تساهم العناقيد الصناعية فى خلق سلسلة الإبتکارات Innovation Chain والتى تشير إلى التعاون بين الجهات ذات الصلة من المنشآت الصناعية ومنشآت الصناعات الداعمة والجامعات والمراکز البحثية بالإضافة إلى المجالس المحلية والحکومية بما يؤدى إلى زيادة الإبتکارات وخلق تميز للصناعات ومن ثم زيادة القدرة التنافسية للمنتجات. 

7- مصر وسياسات دعم العناقيد الصناعية لصناعة الأثاث:

اتجهت مصر إلى إنتهاج استراتيجية دعم وتشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم لدورهم الهام فى المساهمة فى التنمية الصناعية وفى حل مشکلتى الفقر والبطالة، واتجهت إلى دمج الصناعات الصغيرة والمتوسطة الحجم فى عناقيد صناعية متخصصة واعتبرت هذه العناقيد أداة لتحقيق التکامل الصناعى بين الوحدات الإنتاجية الکبيرة الحجم من جانب والوحدات الانتاجية الصغيرة والمتوسطة الحجم من جانب آخر، ودعم من هذا الاتجاه کون أن العمل فى منظومة کبيرة نسبيا يتيح التمتع بالعديد من المزايا مثل العمل فى بيئة متطورة تکنولوجيا وامکانية الاستفادة من هذه التکنولوجيا، وخفض التکاليف والإلتزام بمعايير الجودة وخلق مزايا تنافسية لهذه المنتجات.

تصنف صناعة الأثاث ضمن الصناعات منخفضة التکنولوجيا وتصنف صناعة الأخشاب ضمن الصناعات المستندة على الموارد وکلاهما ليس ضمن الصناعات متوسطة التکنولوجيا ولا ضمن الصناعات فائقة التکنولوجي وبالتالى فصناعة الأثاث واحدة من الصناعات التى تمتص عدد کبير من الأيدى العاملة خاصة التى تتسم بالمهارة والخبرة فيها، واستطاعت صناعة الأثاث المصرى بالتمتع بسمعة متميزة عبر السنين ليس فقط على المستوى المحلى والإقليمى وانما کذلک على المستوى العالمى وذلک لما يتمتع به من جودة الأخشاب ودقة الصناعة، ولذلک يشارک المجلس التصديرى للأثاث فى العديد من المعارض الدولية للأثاث مثل معرض ميلانو الدولى للأثاث فى إيطاليا ومعرض إيندکس فى دبى وذلک من خلال عدد کبير من الشرکة المصرية لصناعة الأثاث.

 (7-1) تجارة مصر الخارجية من الأثاث

تعتبر صناعة الأثاث واحدة من أهم الصناعات التى تتمتع فيها مصر بميزة تنافسية تؤهلها للمنافسة العالمية وتمتص عدد کبير من العمالة، وأکد تقرير مهارات التجارة والتنوع في مصر -الصادر عن منظمة العمل الدولية 2016- على کون صناعة الأثاث فى مصر لها القدرة على تفعيل التکامل التجاري الإقليمي وزيادة التجارة العربية البينية، خاصة وأن دول العالم العربي هى أکبر مستورد للصادرات المصرية من الأثاث، کما لديها مقومات تؤهلها للإستحواذ على جانب کبير من واردات سوق الاتحاد الأوروبي من الأثاث.

يميل الميزان التجارى لمصر فى التجارة الخارجية للأثاث إلى تحقيق فائض کبير لصالح الصادرات المصرية من الأثاث حيث تبلغ الصادرات المصرية من الأثاث إلى العالم عام 2020 نحو 244 مليون دولار فى حين سجلت الواردات المصرية من الأثاث حوالى 172 مليون دولار محققة فائض قدرة 72 مليون دولار کما موضح بالجدول رقم (4):.

(7-1-1) الصادرات المصرية من الأثاث 

سجلت الصادرات المصرية من الأثاث إلى مختلف دول العالم عام 2020 نحو 244 مليون دولار لعدد 803 مصدر، والجانب الأکبر منها 89% صادرات من الأثاث الخشبى وسجل الأثاث المعدنى 11% ولا يمثل الأثاث المصنع من المواد الأخرى الا نسبة لا تذکر، وتتوزع الصادرات المصرية من الأثاث کالتالى:

تستحوذ الدول العربية على النصيب الأکبر من الصادرات المصرية من الأثاث بنسبة تصل إلى 81% وتتوزع الصادرات المصرية من الأثاث بين الدول العربية کما يلى:

المملکة العربية السعودية أکبر الدول إستيرادا للأثاث المصرى بنسبة 27% من إجمالى الصادرات المصرية من الأثاث ( 67 مليون دولار ).

الإمارات العربية المتحدة فى المرتبة الثانية کأهم الدول العربية استيرادا للأثاث المصرى بنسبة 13% من إجمالى الصادرات المصرية من الأثاث ( 31 مليون دولار ).

العراق وتأتى فى المرتبة الثالثة ثالث أهم الدول العربية استيرادا للأثاث المصرى بنسبة 11% من إجمالى الصادرات الصادرات المصرية من الأثاث (28 مليون دولار).

سلطنة عمان بنسبة 8% من إجمالى الصادرات الصادرات المصرية من الأثاث (20 مليون دولار).

لم تسجل الصادرات المصرية من الأثاث إلى الدول الأوروبية إلا نحو 8% فقط رغم کونها من أهم الشرکاء التجاريين لمصر وتعد إيطاليا أهم هذه الدول بنسبة 2%. (5 مليون دولار).

بلغت صادرات مصري من الأثاث إلى دول الأمريکتين حوالى 4%، وأکبر هذه الدول أستيرادا للأثاث من مصر هى الولايات المتحدة الأمريکية بنسبة 3% من إجمالى الصادرات المصرية من الأثاث لدول الأمريکيتين (8 مليون دولار).

 رغم تعدد الإتفاقيات الدولية بين مصر والدول الأفريقية ورغم حجم سوق هذه الدول الکبير إلا أن الصادرات المصرية إلى الدول الإفريقية لا تمثل سوى 4%.

سجلت الصادرات المصرية إلى باقى دول العالم 3% فقط من إجمالى الصادرات المصرية من الأثاث.

 (7-1-2) الواردات المصرية من الأثاث:

سجلت الواردات المصرية من الأثاث من دول العالم خلال عام 2020 ما يقرب من 172 مليون دولار، الجانب الأکبر منها أثاث معدنى 64% ويمثل الأثاث الخشبى من الواردات المصرية 34%، ولا تمثل الواردات من الأثاث المصنع من المواد الأخرى لا نسبة 2%، تميل نصف الواردات المصرية من الأثاث إلى الترکز مع ثلاث دول فقط:

تأتى الصين فى المرتبة الأولى کأهم الدول التى تستورد منها مصر الأثاث بنسبة 33% من إجمالى الواردات المصرية من الأثاث.

تحتل إيطاليا المرتبه الثانية بنسبة 13%.

تأتى ترکيا فى المرتبة الثالثه بنسبة 10%. 

جدول رقم (4): تجارة مصر الخارجية من الأثاث عام 2020 بالمليون دولار

الواردات المصرية من الأثاث

الصادرات المصرية من الأثاث 

 

 

172

244

2020

 

61.92

217.16

أثاث خشبى

 

110.08

26.84

أثاث معدنى 

 

أهم الشرکاء التجاريين

أهم الشرکاء التجاريين

 

 

57

الصين

67

السعودية

 

 

23

ايطاليا

31

الامارات

 

 

17

ترکيا

28

العراق

 

 

 

 

20

عمان

 

 

 

 

20

اوروبا

 

 

 

 

10

الامريکيتن

 

 

 

 

10

الدول الأفريقية

 

 

المصدر: من إعداد الباحث بناء على بيانات المجلس التصديرى للأثاث، 2020

 (7-2) مدينة صناعة الأثاث بدمياط الجديدة

تتميز محافظة دمياط بصناعة الأخشاب على اختلاف أنواعها، والصناعات المکملة لهذه الصناعة لتوفير الخامات اللازمة لها بالشکل الذى أهل المحافظة لتقدم واحده من أفضل النماذج الصناعية خاصة لاعتمادها على العنصر البشرى باعتباره من أهم الموارد التي تمتلکها المحافظة، وتقوم صناعة الأثاث في دمياط على أساس وحدات إنتاجية صغيرة يديرها القطاع الخاص ويعمل نحو 70% من قوة العمل بالمحافظة بصناعة الأثاث. 

تتمتع محافظة دمياط ببنية أساسية قوية تجعل منها أحد الأقطاب الصناعية فى صناعة الأثاث من محطات وشبکات کهربائية وشبکات المياه والصرف الصحى وشبکة اتصالات، بالاضافة إلى الربط الداخلى والعالمى من خلال شبکة النقل والمواصلات البرية (طرق وسکک حديدية) وشبکة النقل المائى حيث ميناء دمياط  البحرى والنهرى، بالإضافة إلى قربها من مطار القاهرة والإسکندرية وبورسعيد .

فى اطار توجه الدولة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة أطلقت الدعوة لإنشاء "مدينة الأثاث بدمياط"، فصدر قرار رئيس الوزراء رقم 999 لسنه 2015 لتخصيص مساحه 331 فدانا بالمحافظة لإقامة مدينة صناعية حرفية للأثاث والصناعات المکملة لها، وتقرر أن يعمل المشروع بنظام المناطق الاستثمارية وبهدف البدء فى تنفيذ المشروع تم إنشاء شرکة مکونة من محافظة دمياط وبنک الاستثمار وهيئة الاستثمار.

(7-2-1) الهدف من إنشاء مدينة الأثاث بدمياط:

تم افتتاح مدينة الأثاث بدمياط عام 2018 ضمن عدد من المدن والمشروعات الصناعية الجديدة وتم اعتبار المدينة منطقة استثمارية بداية من مارس 2018 طبقا لقرار رئيس الوزراء وتعکس مدينة الأثاث بدمياط اهتمام الدولة وتوجهها لدعم الصناعات ومنها صناعة الأثاث والتى کانت تعانى من العديد من المشکلات مثل:

انتشار الورش فى الأماکن السکنية مما يسبب العديد من الملوثات (السمعية -البصرية –البيئية - الصحية).

انتشار ورش البوليستر لدهان لأثاث والتى تمثل خطورة على صحة السکان.

تکرار انقطاع الکهرباء بسبب الضغط على شبکة الکهرباء جراء استخدام المخارط والمناشير الکهربائية فى المناطق السکنية.

احتکار التجار لبعض الخامات الرئيسية فى هذه الصناعة، وسيطرة بعض التجار على المصانع والورش الصغيره. 

بالإضافة إلى العديد من المشکلات الأخرى، ولحل هذه المشکلات انشئت الدولة مدينة الأثاث بدمياط وکذلک لإحداث نقلة نوعية لهذه الصناعة والإرتقاء بها وتعظيم الإستفادة من المزايا التى تتمتع بها دمياط فى هذه الصناعة، بالإضافة إلى تحقيق بعض الأهداف الأخرى مثل: 

الإرتقاء بسوق تجارة الأثاث فى مصر وتنشيطه.

فتح آفاق جديدة للاستثمار الصناعى والاستفادة بالشهرة العالمية التى تتمتع بها دمياط فى صناعة الأثاث.

تنمیة وتطویر صناعة الأثاث من خلال البحوث والخبرات الاستشاریة وابتکار تصاميم وفنون إنتاجية حديثة.

خفض تکاليف الإنتاج بسبب التقارب المکانى بين الإنتاج ومستلزماته وأسواق المنتجات النهائية.

خلق مزيد من المزايا التنافسية وفتح فرص تصديرية وأسواق جديدة.

التخصص فى الإنتاج أداه قوية لإقناع المستوردين بجودة المنتج وخبرة المنتجبن أکثر منها فى حالة التصنيع فى ورش ومصانع لتصنيع أنواع کثيرة من المنتجات. 

تطویر عملیات التسویق والترویج وتقدیم خدمات تسویقیة لمنتجات مدينة الاثاث خاصة الورش الصغیرة والمتوسطة على الأصعده المحلية والاقليمية والدولية من خلال المعارض الدائمة لمنتجات الاثاث.

البعد عن الکتل السکانية وتقليل التلوث البيئى .

إعطاء فرصة للتوسعات المستقبلية للصناعة.

تنمية المهارات الفنية للعمال بالتدريب والتعليم والربط بالجامعات والمراکز البحثية

الإهتمام بجودة المنتجات وتطبيق معايير الجودة العالمية.

خلق قطب نمو جاذب للأنشطة الأخرى غير المباشرة.

(7-2-2) خصائص مدينة الأثاث بدمياط:

خططت مدينة الأثاث بدمياط کعنقود صناعى على أساس کونها مجموعة من الورش للصناعات الصغيرة والمتوسطة الحرفية والمغذية والمکملة لها، وکل منشآه منها تتخصص فى تنفيد مرحلة أو أکثر من مراحل الإنتاج فمثلاً منشآت لتوريد المواد الخام کتوريد الأخشاب وتجهيزها بالمقاسات والأشکال والأحجام المطلوبة، ومنشآت أخرى لتوريد السلع الوسيطة کتوريد الزجاج والرخام بأنواعهم ومقاساتهم وألوانهم المختلفة ومنشآت لتوريد المسامير بأنواعها والمفاتيح ومنشآت لتوريد الأقمشة والجلود ومستلزمات التنجيد و..... الخ، وأخرى لتقديم خدمات البنية التحتية بالإضافة إلى تواجد منشآت لتقديم الخدمات الحکومية وخدمات الدعم الفنى والتدريب والمراکز التکنولوجية للأثاث وقاعات للعرض، ومجمع للخدمات الحکومية والإدارية، ومنطقة خدمات متکاملة ومخازن ومستودعات، ومؤسسات مالية ومصرفية، بالإضافة إلى مستشفى ودور عبادة.

جدول رقم (5): خصائص مدينة الأثاث بدمياط الجديدة

المساحة الاجمالية للمشروع

331 فدان

 

ورش صناعية صغيرة ومتوسطة 

58 فدان لعدد 2443 ورشة

 

منطقة للخدمات الأساسية

110 فدان وبها منطقة مخازن للأخشاب 50 مخزن

 

الصناعات المکملة

5 أفدنة

 

منطقة مخصصة لصناعات البتروکيماويات والدهانات صديقه البيئة

15 فدانا بإجمالى 17 مصنعاً 

 

مشروعات البنية الاساسية 

40 فداناً

 

تکلفة  البنية الأساسية 

2.5 مليار جنيه

 

المعارض التسويقية 

"مول أثاث مصر" على مساحة 110 آلاف متر ويمتد على طول واجهتى المدينة .

 

مرکز علاجى

 

مستشفى متخصص فى جراحة الأطراف لمعالجة أخطار المهنة. 

 

مرکز إدارى 

مرکز الخدمات الحکومية ويضم فروعاً لکل الوزارات ذات الصلة ( الاستثمار - التجارة والصناعة - مرکز تحديث الصناعة -  وزراة المالية -  الغرفة التجارية -  مرکز التصدير)

 

خدمات أخرى

فندق سکنى .

وحدات إعادة تدوير مرکزية .

مرکز البحوث والتطوير والتصميم .

أکاديمية صناعة الأخشاب .

محطة طاقة متجددة.

 

عدد فرص العمل 

 

عدد فرص العمل المباشرة 40 ألف فرصة عمل

عدد فرص العمل (مباشرة – غير المباشرة) 200 ألف فرصة عمل 

 

نسبة الصادرات من إجمالى الصادرات المصرية من الأثاث

70% 

 

قيمة الصادرات

4.2 مليار جنيه (2019) مقارنة بـ 1.4 مليار جنيه (2010) 

 

معدل نمو الصادرات (2010 ــ 2019)

204.2%.

 

قيمة الواردات

5.7 مليار جنيه (2019) مقارنة بـ 1.5 مليار جنيه (2010) 

 

معدل نمو الواردات (2010 ــ 2019)

287.5%

 

المصدر: من اعداد الباحث بناء على البيانات المجمعة من مدينة الأثاث الجديدة بدمياط والمجمعات الصناعية قاطرة التنمية الاقتصادية، الهيئة العامة للاستعلامات، 2 يوليو 2021.

استعرض الجدول رقم (5) مقومات مدينة الأثاث بدمياط وأکد على أهمية العناقيد الصناعية فى تحقيق التنمية الاقتصادية للإقتصاد المصرى حيث ساهمت مدينة الأثاث فى:

إستغلال مساحة أرض کانت مهدرة وغير مستغله (331 فدان) وتم تنميتها بالشکل الذى ساهم فى تحقيق التوطن الصناعى لبعض الورش والمصانع. 

ساهمت فى إنشاء بنية تحتية جديدة والإستفادة من شبکة البنية التحتية القائمة وخلق تنشيط لحرکة النقل والمواصلات على الطرق والموانئ المحيطة.

الترکيز الجغرافي للوحدات الصناعية للعنقود ساعد على تخفيض تکلفة النقل والمواصلات داخل وخلال المراحل الإنتاجیة وکذلک التمتع بمزايا فرص التخصص وتقسیم العمل.

ساهمت فى تخفيض نسبة البطالة وخلق فرص توظيفية جديدة (مباشرة-غير المباشرة) ومن ثم توليد مصادر جديدة للدخل، وخلق ظروف وبيئة مواتية للعمل، وتنمية رأس المال الاجتماعي المحلي.

المساهمة فى نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية.  

زيادة النقد الأجنبى من خلال الفائض التجارى المتحقق من الصادرات المصرية من الأثاث.

توفير العديد من الخدمات بالمنطقة مثل مرکز الخدمات الحکومية وفروع للعديد من الوزارات ذات الصلة (الإستثمار - التجارة والصناعة - مرکز تحديث الصناعة -  وزراة المالية -  الغرفة التجارية -  مرکز التصدير)، محطة طاقة متجددة، مستشفى، فندق، وحدات إعادة تدوير مرکزية، مرکز البحوث والتطوير والتصميم، أکاديمية صناعة الأخشاب.

(7-2-3) مقومات نجاح مدينة الأثاث:

تتمحور مقومات نجاح مدينة الأثاث في ضرورة توافر مجموعة من العوامل فى البيئة المحيطة ودرجة العلاقات التکاملية والتشابکية بالجهات ذات الصلة داخل المدينة وخارجها والتي تعتبر ضرورية لنجاحها وزيادة فاعليتها وکفاءتها، ويمکن حصر هذه العوامل في أربعة عوامل رئيسية تتعلق بعوامل الإنتاج، وظروف الطلب، والبنية والدعم والعلاقات الحکومية، وإستراتيجية الصناعة والصناعات الداعمة ، والتى من الأهمية وضع درجة لمدى توافر هذه العوامل وذلک بعد تصنيفها إلى ثلاث درجات (ممتازة – جيدة – لا توجد) کما موضح فى جدول رقم (6)، وتم وضع هذه الدرجات بناء على الزيارات الميدانية لمدينة الأثاث ومقابلة المسئولين وأصحاب المؤسسات المختلفة والعاملين بها ويمکن تلخيص ذلک فى الجدول التالى:

جدول رقم (6): مقومات نجاح مدينة الأثاث ومدى تحققها على أرض الواقع 

العناصر

الدرجة

 

العناصر الرئيسية

العناصر الفرعية

ممتازة

جيدة

لا تتوافر

 

أولاً عناصر الإنتاج

 

مستلزمات الإنتاج 

 

المصنعين

 

 

 

 

 

الموردين (مستلزمات الإنتاج– المواد الخام– السلع الوسيطه-المعدات)

 

 

 

 

 

مصنعي المنتجات المکملة

 

 

 

 

 

المنشآت التي تستخدم مدخلات متشابهة أو عمالة وتکنولوجيا متقاربة

 

 

 

 

العمالة

توفر عمالة ماهرة

 

 

 

 

 

توفر کوادر إدارية

 

 

 

 

 

کفاءة وإنتاجية العمال

 

 

 

 

 

توفر تسهيلات التعليم والتدريب

 

 

 

 

 

قرب العمال من مناطق الإنتاج

 

 

 

 

الخامات

القرب من مصادر المواد الخام

 

 

 

 

 

تکلفة المواد الخام المحلية مقابل تکلفة المواد الخام المستوردة

 

 

 

 

 

جودة المواد الخام

 

 

 

 

ثانياً الطلب

 

الأسواق

أسواق محلية کبيرة

 

 

 

 

 

أسواق تصديرية کبيرة

 

 

 

 

 

أسواق متنوعة

 

 

 

 

 

أسواق متخصصة

 

 

 

 

منتجات جديدة

الطلب على منتجات جديدة

 

 

 

 

 

الإستجابة للتغيرات فى الأذواق

 

 

 

 

قنوات تسويق

معارض محلية

 

 

 

 

 

معارض دولية

 

 

 

 

 

مواقع الکترونية

 

 

 

 

 

إعلانات

 

 

 

 

ثالثاً:البنية والدعم والعلاقات الحکومية

 

ضمان النجاح والاستمرارية 

المساعدة في بناء العلاقات 

دعم وتنمية التجمع

 

شبکة الطرق والمواصلات

 

 

 

 

 

البنية التحتية

 

 

 

 

 

الإعفاءات والامتيازات الضريبية

 

 

 

 

 

اراضى صناعية وخدمية

 

 

 

 

 

تقديم الدعم المادي

 

 

 

 

 

تقديم الدعم الفني

 

 

 

 

 

المدارس الفنية

 

 

 

 

 

مراکز للخدمات

 

 

 

 

 

تفعيل القوانين المنظمة للأعمال

 

 

 

 

 

دعم أنشطة البحث والتطوير

 

 

 

 

رابعا إستراتيجية الصناعة ومؤسسات خدمات الأعمال والصناعات الداعمة

 

التعاون والتحالف 

الترويج للمنتجات

دعم الروابط الداخلية والخارجية

مؤسسات البحث والتطوير

 

 

 

 

 

مؤسسات التمويل والبنوک

 

 

 

 

 

مؤسسات التدريب

 

 

 

 

 

الوکلاء

 

 

 

 

 

المصممين

 

 

 

 

سلاسل القيمة والقيمة المضافة

إمکانية إضافة قيمة لسلاسل الإمداد

 

 

 

 

 

استجابة الخدمات المحلية الداعمة للمتطلبات والمستجدات المختلفة

 

 

 

 

 

جودة الخدمات المحلية الداعمة

 

 

 

 

المصدر: من اعداد الباحث بناء على الزيارات الميدانية لمدينة الأثاث 

نتبين من الجدول السابق أن مدينة الأثاث بدمياط مازالت فى مرحلة التکوين وتعانى من بعض التحديات التى تجعلها مازالت بعيدة عن مرحلة الانطلاق ومن هذه التحديات:

لم تمثل مدينة الأثاث سوى تجمع لبعض المؤسسات المرتبطة بصناعة الأثاث لکل منها سلوکها الخاص وتتمع باستقلاليتها عن غيرها من المؤسسات. 

تتسم العلاقات بين المؤسسات داخل مدينة الأثاث بضعف العلاقات التشابکية وکذلک عدم تحقيق العلاقات الترابطية والتکاملية بينها وبين المؤسسات الخارجية ذات الصلة بالعنقود.

العلاقة بين مصنعي المنتجات المکملة لصناعة الأثاث تکاد تکون منعدمة کما تنتفى کذلک علاقتها بالمؤسسات التي تستخدم مدخلات متشابهة أو عمالة أو تکنولوجيا متقاربة.

بدأ القليل من المؤسسات فى المدينة فى الإرتباط لسبب ما ونشأ بينهم إعتماد متبادل. 

لم تستطع مدينة الأثاث أن تکون قطب جاذب للکثير أو لکافة الأنشطة ذات الصلة بصناعة الأثاث.

لم تعمل المدينة حتى الآن بطاقتها المستهدفة وتتسم باهدار لمواردها وامکانياتها الاقتصادية..

مازالت صناعة الاثاث تتسم بضعف المرونة الکافية للإستجابة للتغيرات فى الأذواق والتطورات فى صناعة الأثاث.

تکلفة المواد الخام المحلية مرتفعة نسبياً وأقل جودة من تکلفة المواد الخام المستوردة.

تفتقد مدينة الأثاث إلى أسواق متخصصة لصادراتها، وأسواقها التصديرية محدودة وتترکز فى الدول العربية بنسبة تتجاوز 80% من الصادرات المصرية من الأثات.

مازال السوق المصرى يعتمد على استيراد کم لا بأس به من الأثاث من الخارج خاصة من الصين وهو لا يمثل اهدار فقط للنقد الأجنبى وإنما کذلک فقدان سوق الأثاث المصرى لمبيعات لم تتحقق نتيجة استيرادها من الخارج.

8- مدينة الأثاث بدمياط کنواه للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل فى صناعة الأثاث

تعد استراتيجية العناقيد الصناعية جزء أساسى فى بناء المجتمعات الصناعية المتکاملة من خلال دعمها للتکامل بين المشروعات الصغيرة والمتوسطة بل والکبيرة أيضاً داخل الصناعة الواحدة، فى ضوء ما سبق اتضح أن مدينة الأثاث ما هى إلا مجرد تجمع جغرافى لبعض الأنشطة المرتبطة بصناعة الأثاث وأنها مازالت فى مرحلة التکوين وتعانى من بعض التحديات التى تبعدها عن مرحلة الانطلاق، ومن ثم فهى مازالت بعيدة عن کونها نواة لتکوين مجتمع صناعى لصناعة الأثاث وتحتاج لمزيد من الجهود للقضاء على مثل هذه التحديات، وهو ما يستوجب التعرف على مقومات المجتمعات الصناعية المتکامله وبحث مدى توافر هذه المقومات فى عنقود مدينة الأثاث بدمياط أم لا؟ لنتبين الإجراءات الواجب اتخاذها للإسراع باستکمال مخطط مدينة الأثاث بدمياط کعنقود صناعى قادر على النمو والتطور المستقبلى والتحول من عنقود صناعي إلى مجتمع صناعي متکامل فى صناعة الأثاث.

(8-1) مدينة الأثات والخصائص الواجب توافرها فى المجتمعات الصناعية المتکامله:

تعتبر المجتمعات الصناعية المتکاملة بيئة صناعية مخططه تخطيطاً صناعياً يحقق الترابط والتکامل الأفقي والرأسي بين القطاعات الصناعية من خلال سياسات وتحالفات إستراتيجية داعمة لها مع توفير بيئة ملائمة للقوة العاملة يتوافر فيها الإسکان المناسب والتعليم والتدريب والمدارس الفنية والمعاهد البحثية وبما يساهم فى زيادة الکفاءة الإنتاجية لعنصر العمل وبما يمکن هذه المنظومة من النمو والتطور المستمر، فکما هو موضح بالشکل رقم (1) يعد التخطيط الصناعى المتکامل والدراسات التسويقية وتهيئة الدولة للبيئة المواتية للتنافسية بالإضافة إلى منظومة للتعليم والتطوير والبحث العلمى ومنظومة متکاملة للقوة العاملة والتحالفات الإستراتيجية ومن أهم مقومات المجتمعات الصناعية المتکامله والعناصر الفاعله فى عملية التحول من العنقود الصناعي الى مجتمع صناعي متکامل.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: من إعداد الباحث.

شکل رقم (1): مقومات المجتمع الصناعي المتکامل

من الشکل السابق نتبين أن:

من خصائص المجتمعات الصناعية قيامها على أساس تخطيط صناعى لقطاع ما والتخطيط الصناعى لا يشمل الکيانات الصغيرة والمتوسطة الحجم فقط بل تمتد إلى الکيانات کبيرة الحجم وبما يحقق التعاون والتکامل والإندماج الصناعى بين قطاعاته المختلفه وتهيئة بيئة صناعية تساهم فى تحقيق ذلک ورغم قيام مدينة الأثاث على ذلک إلا أنه ما تزال العديد من الکيانات ذات الصلة بصناعة الأثاث تعمل بعيداً عن مدينة الأثاث ولم تندرج تحتها رغم تواجدها فى نفس المحافظة، وهى فى الغالب کيانات کبيرة الحجم ولها وزن نسبى کبير مما يجعلها تستقطب عدد کبير من الموردين للعمل معهم والتسرب بدورهم خارج مدينة الأثاث، کما أن مدينة الأثاث لا تعمل بکامل طاقتها حيث يرى أصحاب الورش في الأحياء القديمة بمدينة دمياط أن الصنايعية لن ينتقلوا إلى المدينة الجديدة بسبب قرب ورشهم الحالية من منازلهم بالإضافة إلى تکلفة المواصلات المرتفعة نسبيا إلى المدينة الجديدة مما يمثل عبء إضافى على تکاليف المعيشة بالإضافة إلى تضيع الوقت فى رحلتى الذهاب والإياب.

يعد التعاون المشترک بين المؤسسات المختلفة من موردين ومصنعين والهيئات الأخرى داخل العنقود أو بين مؤسسات العنقود والمؤسسات الخارجية أحد أهم عوامل النجاح لإستراتيجية المجتمعات الصناعية المتکامله، إلا أن عنقود الأثاث يتسم بعدم التعاون والاندماج الکافى بين مؤسساته الداخلية بل أن بعض کياناته تعتمد على موردين من الخارج رغم تواجد أمثالهم داخل العنقود اما لکونهم أقل فى السعر، أو نتيجة لعلاقات أعمال ممتدة من قبل إنشاء مدينة الأثاث، بالإضافة إلى عدم التعاون والاندماج الکافى بين المؤسسات الداخلية والمؤسسات الخارجية التى تستخدم نفس التکنولوجيا أو العمالة.

يمکن اعتبار التحالفات الإستراتيجية جزء من الإستراتيجيات التنافسية المتکاملة للمؤسسات وأحد دعائم المجتمعات الصناعية المتکاملة والتى تتمثل فى إتجاه المؤسسات إلى تکوين علاقات تبادلية تهدف للإستجابة للمتغيرات المستمرة فى البيئة المحيطة سواء فرص أو تهديدات أو اللحاق برکب تغيرات أثرت فى بيئة العمل أو الأستعداد لتغيرات متوقعة ومن أهم هذه التحالفات :

التحالف الإنتاجى: يشجع التحالف الإنتاجى على تکامل الخبرات بين المؤسسات وتنسيق العمليات الإنتاجية بين المصنعين مما يدنى من تکاليف التشغيل، إلا أن عنقود الأثاث بدمياط أنتج تجمع عدد من الورش المتخصصة دون أن تحقق أى شکل من أشکال التحالف الإنتاجى.

التحالف المالي: يتمثل فى مساهمة الشرکة المنتجة في رأس مال شرکة أخرى موردة للمواد الخام أو قطع الغيار أو خطوط الإنتاج بما يؤمن احتياجاتها من هذه المتطلبات بالجودة والکمية المطلوبة، والعلاقات المالية فى مدينة الأثاث بدمياط هى علاقات تجارية بين البائع والمشترى بدون تحالف.

التحالف المهني ويهدف التحالف المهني إلى توفير العمالة الکفء القادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة للإنتاج وذلک من خلال التدريب المستمر الهادف إلى الرفع من الکفاءة الإنتاجية لديهم، إلا أن صناعة الأثاث ونوعية العمالة بدمياط من الصناعات الحرفية التى تعتمد على المهارات اليدوية والمهارات الموروثة والتقنيات التکنولوجية فيها غير ملموسة.

التحالف التکنولوجى: يتطلب التحالف التکنولوجى تبادل الخبرات والقدرات بين المؤسسات المختلفة والتعاون بين المؤسسات المنتجه والجامعات ومراکز البحث العلمي، بهدف الوصول إلى تصميم منتج جديد أو تطوير تکنولوجيا ما ورغم أن عنقود الأثاث متوفر به "مرکز تکنولوجيا الأثاث" للتأکد من جودة الإنتاج، ولضمان تطبيق المعايير الدولية لتصدير المنتجات، إلا أن مدينة الأثاث تتسم بنمطية المنتجات المقدمة من سنوات کثيرة والتغيرات فى صناعة الأثاث ما هى إلا تغيرات طفيفة. 

التحالف التسويقي: تقوم المؤسسات داخل المجتمع بالتنسيق على تفعيل وتطوير السياسات التسويقية وسياسات التوزيع الجماعية لتلک المؤسسات مع الإستفادة من الخبرات التسويقية لکل طرف من أطراف التحالف، وتشترک مدينة الأثاث فى دمياط فى المعارض الدولية إما بصورة منفردة أو من خلال الدولة دون أى تحالفات تسويقية. 

من أهم خطوات التخطيط الصناعى للمجتمعات الصناعية المتکامله هى عمل الدراسات التسويقية للتعرف على متطلبات الأسواق المختلفة والأذواق والإتجاهات العالمية فى الصناعة المعنية وتحديد الأسواق المستهدفة وحجم الطلب وطاقتها الإستيعابية وأذواق المستهلکين وعاداتهم وتقاليدهم وتوفير کافة المعلومات اللازمة، ورغم أن عنقود الأثاث به مرکز لإعداد الدراسات التسويقية لمصنعي الأثاث إلا أن عمليات التصدير تتوجه للقليل من الدول العربية دون غيرها من دول العالم، ولم تساهم فى تواجد الأثاث المصرى فى السوق الأجنبى بالشکل الذى يليق بشهرته فى العالم.

المجتمعات الصناعية المتکامله لا تتأسس من خلال الدولة وانما يتجسد دور الدولة فى عملية التخطيط الصناعى وتهيئة البيئة المواتية لتحقيق تنافسيتها، ورغم أن مدينة الأثاث أنشئت من خلال الدولة إلا أنه يعانى من التضارب والتبعية للعديد من الجهات الحکومية بالإضافة إلى عدم التنسيق بين العناقيد والسياسات التنظيمية للحکومة والمتمثلة فى الإدارات المحلية والوزارات المختلفة.

يمتد التخططيط الصناعى للمجتمعات الصناعية المتکاملة إلى توافر منظومة متکاملة للقوة العاملة بهذه المجتمعات وتخطيط الجوانب المعيشية للعاملين بها بما يؤثر بشکل مباشر على الکفاءة الإنتاجية لعنصر العمل وتوفير حياة ملائمة لهم ومراکز للتعليم والتدريب والمدارس الفنية والمعاهد البحثية، ورغم أن عنقود الأثاث يتضمن مؤسسة تعليمية وأکاديمية للتصميم والابتکار ويقوم بتقديم برامج لإعداد کوادر فنية مدربة على أحدث تقنيات صناعة الأثاث إلا أنها تعانى من عدم تحقيق نسبة الإشغال المستهدفة للورش والمصانع بالإضافة إلى أن انتقال المهارات الفنية بين الأجيال دون تحققها من خلال المؤسسات التعليمية أو التدريبية. 

 (8-2) مقترح للإسراع باستکمال مدينة الأثاث کتمهيد مرحلى للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل لصناعة الأثاث بمحافظة دمياط

نظرا لتوقف مدينة الأثاث فى مرحلة التکوين ولم تصل إلى مرحلة الانطلاق فإنه من الأهمية توجيه مجموعة من السياسات الداعمة والمتکاملة من السياسات المالية والإقتصادية والتمويلية والتسويقية لتوجية وتحفيز وتنمية ومساعدة المؤسسات الداخلة فى تکوين مدينة الأثاث وتشجيع المؤسسات التى لاتزال خارج العنقود على الإنضمام له على أن تنتهج هذه السياسات بشکل متکامل وأن تتسم بالديناميکية بلا تعارض ولا تضارب فيما بينهم کما موضح بالشکل رقم (2)، ومن أهم هذه السياسات: 

(8-2-1) السياسات التوجيهيه والتحفيزية:

يتعين على الدولة رفع الوعى والتوجيه وتحفيز المؤسسات الکبيرة والمتوسطة والصغيرة الحجم على إنضمامهم إلى عنقود الأثاث والتعريف بالمزايا التي تعود من الإندماج والتعاون في هذا الإطار ووضع برامج لبناء وتوطيد العلاقات التبادلية والتکاملية بين المؤسسات بعضها البعض مع تبسيط الإجراءات الإدارية وسن القوانين الداعمة للعناقيد کقوانين الإستثمار والضرائب، ووضع تيسيرات وإعفاءات ومنح الحوافز المشجعة لمزاولة الأنشطة المختلفة وبما تشجع على استمرارها وتطورها ومنها:

ضرورة مراجعة منظومة الحوافز المباشرة وغير المباشرة للاستثمار فى العناقيد الصناعية وتطويرها من خلال تقديم حزمة متنوعة وجديدة من حوافز الاستثمار مما يشجع على الإنضمام للعناقيد الصناعية بشرط أن تکون حوافز محددة الفترة الزمنية وموجهة لصناعة ومکان محدد. 

إنشاء قاعدة بيانات متضمنة مؤشرات تفصيلية عن الإنتاج والاستهلاک المحلي والواردات من الأثاث مصنفة حسب کميات وأنواع الأثاث مما يوفر بيانات عن حجم الفرص الممکنة أمام المصنعين المحلين .

تقديم إعفاءات وتخفيضات ضريبية متنوعه وميسرة وتمتد لفترة طويلة نسبياً مثل خفض أو الاعفاء من التعريفات الجمرکية على السلع الرأسمالية ومستلزمات الإنتاج مثل توفير الخدمات الأساسية للمدينة للورش من ماکينات ومستلزمات الانتاج بحوافز سعرية أو إعفاءات جمرکية، بالإضافة إلى الحوافز الضريبية الأخرى مثل ضرائب الدخل وضرائب الأرباح والضرائب العقارية لکل المشروعات الکبيرة والصغيرة والمتوسطة داخل العنقود 

تقديم حوافز للترابط والتعاون الأمامى والخلفى للمؤسسات مع بعضها البعض داخل العنقود وتشجيع الشراکات والتحالفات والإندماجات مع الجهات والمؤسسات المختلفة التى ترتبط بالعنقود ولها دور فى تنمية نشاطاته وتزيد من کفاءته مع أهمية تيسير أساليب تبادل المعلومات وربطهم على مستوى الدولة مع کافة الصناعات التکاملية الأخرى وتسهيل سبل نقل التقنيات.

منح المؤسسات بمدينة الأثاث العديد من الحوافز التمويلية الجاذبة للتوطن فيها من خلال قنوات تمويل متعددة وميسره وإنشاء هيئات للتمويل داخل المدينة للتيسير على العاملين بها.

أهمية قيام الأجهزة الحکومية والشرکات الکبرى بالدولة بدعم منتجات العناقيد الصناعية ومنحها أولوية وأفضلية في مشترياتها بشرط استيفاؤها معايير الجودة المحددة، مع إعداد حملات توعية إعلامية بهدف نشر ثقافة شراء المنتجات المحلية.

تيسير حرکة النقل والمواصلات من وإلى مدينة الأثاث سواء للأشخاص أو للبضائع والمواد الخام والسلع الوسيطة وبأسعار مقبولة وذات توقيتات زمنية محددة.

تشجيع مؤسسات تدوير المخلفات للتکامل مع مؤسسات العنقود لتوفير مواد خام رخيصة ولتوليد دخول إضافية للمنشآت داخل العنقود بالإضافة لدورها فى الحفاظ على البيئة وتخفض من استهلاک الطاقة الکهربائية الأمر الذى له کذلک مردود إيجابى على تکاليف الإنتاج.

ضبط منظومة الأوضاع الحياتية والمعيشية للعاملين وإنشاء منطقة سکنية للعاملين بقروض إسکان طويلة الأمد تهدف إلى توطين العاملين بجانب أشغالهم وتوفير الخدمات المرتبطة بالإعاشه فيها وکذلک الخدمات التعليمية مما له دور إيجابى على رفع کفاءة العاملين واستقرارهم النفسى والأسرى، ومن ثم زيادة الکفاءة الإنتاجية لهم.

(8-2-2) السياسات الترويجية:

تحتاج مدينة الأثاث إلى تواجد خطة للترويج والاعلان والتسويق أکثر فاعلية لمختلف منتجات مدينة الأثاث وبالشکل الذى يليق بالشهرة العالمية التى تتمتع بها، مع تفعيل وإثراء الموقع الإلکتروني الخاص بمدينة الأثاث کآلية من آليات التسويق الإلکترونى والترکيز على جذب أسواق أجنبية جديدة بالإضافة إلى: 

إعداد دارسات تسويقية لتحديد حجم الفجوة بين الإنتاج والطاقة الاستيعابية للسوق المحلى وبحث تغيرات الأذواق والإتجاهات العالمية الجديدة فى صناعة الأثاث وتوفير کافة المعلومات اللازمة عن نوعية وحجم ومتطلبات الأسواق الحالية والمستقبلية، مع وضع إستراتيجية تسويقية وسياسات بيعية لفتح أسواق خارجية جديدة. 

الإهتمام بالمعرض الدائم الخاص بعرض منتجات المدينة حيث تتمتع محافظة دمياط بتواجد معرض دائم للأثاث يشارک فيه 120 شرکة من الشرکات العاملة فى صناعة الأثاث والصناعات المکملة له، إلا أنه يحتاج إلى التنوع بالشکل الذى يخدم الأذواق المختلفة للمستهلکين المحليين وإمکانياتهم المادية.

الاشتراک فى المزيد من المعارض الدولية المتخصصة في هذا المجال بشرط تنوع التصميمات بين التصاميم التقليدية ذات الشهرة العالمية وابتکار تصميمات جديدة تتناسب مع تغيرات الأذواق وتتوافق مع معايير الجودة الشامله وتطبيق المواصفات العالمية. 

توفير قنوات توزيع تهدف إلى خلق قنوات مباشرة وغير المباشرة للتوزيع وإنشاء إدارات متخصصة لمبيعات المنتجات المختلفة من الأثاث.

تصميم علامة تجارية مميزة وجذابة لمنتجات مدينة الأثاث ککل بالشکل الذى يجعل لها صفة القبول العام ويسهل الترويج لها ووتساهم فى تميز هذه المنتجات أنحاء العالم.

(8-2-3) السياسات التعليمية

تنمية العلاقة بين المؤسسات التعليمية والعناقيد الصناعية من خلال الربط بين العناقيد الصناعية ومناهج التعليم الفنى والصناعى والجامعى وهيئات البحث العلمي والابتکارات التکنولوجية وبحيث تتناسب نظم التعليم والمناهج التعليمية مع متطلبات هذه الصناعة وبما يتناسب مع الفعاليات التعليمية العالمية ويساهم فى تقليل الفجوة المعرفية بين مصر والعالم الخارجى فى هذا القطاع وبما يساهم فى تعزيز فرص نجاح العناقيد الصناعية وذلک بالإضافة إلى:

تنمية وتشجيع روح الابداع والابتکار باعتبارهم من مقومات نجاح هذه المؤسسات وعنصر فاعل فى استمرارها وتأدية وظائفها مع تصميمات جديدة تواکب السوق المحلية والعالمية. 

الاستفادة من التجربة السعودية فى مجال التعليم الفنى والتى أولت له اهتمام خاص لتوفير متطلبات الصناعة من کوادر وطنية متخصصة وذلک من خلال تأسيس کليتين صناعيتين في مدينتى الجبيل وينبع الصناعيتين بطاقة استيعابية1000 طالب لکل کلية من خريجى الثانوية العامة بهدف تأهيلهم العلمى والفنى. 

تقديم برامج تدريبية متنوعه تتناسب مع نوعية العمل بالمدينة تهدف إلى زيادة الإنتاجية وزيادة مستويات الجودة والإرتقاء بالتصميمات والمواصفات الفنية، مع الترکيز على تدريب المديرين وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة لضمان الإلمام بأساليب الإدارة الحديثة وتطبيقاتها وتوفير التکنولوجيا الحديثة فى هذه المجالات. 

(8-2-4) السياسات التنظيمية والإدارية 

تقديم الدعم الفنى للمؤسسات داخل العنقود من خدمات إستشارية والإجابة على الإستفسارات ومعرفة المشکلات التى تواجهها والمساهمة فى حلها والتغلب على العقبات والدراسة المستمرة للأوضاع الحالية ومتطلبات التطور واتخاذ الإجراءات التصحيحية إذا لازم الأمر.

تفعيل الإتصال والتعاون والتنسيق بين السياسات التنظيمية الخاضعة للوزارات التنفيذية والتنظيمات الحکومية المحلية المختلفة.

إنشاء هيئات للتفاوض نيابة عن المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى العنقود کوحدة واحدة مما يعطيها قوة کبيرة فى التفاوض عن قوة تفاوض کل مشروع بذاته.

التوعية المستمرة بالقوانين خاصة قانون العمل وإجراءات التصدير والإستيراد والإجراءات الجمرکية والضريبية والإعفاءات والحوافز الممنوحه.

تقديم الدعم التکنولوجي لمؤسسات العنقود وتيسير إمدادهم بالآلات والمعدات المتقدمة تکنولوجياً وتنظيم ورش عمل للتعريف بها والتدريب على استخدامها مع الإهتمام بحاضنات الأعمال، وتفعيل منظومة لتسجيل براءات الإختراع ودعمها لتنفيذها على أرض الواقع خاصة مع استمرارية صناعة الأثاث فى الاعتماد على تکنولوجيا محدودة جدا وعدم تطويرها مثل باقى القطاعات الصناعية الأخرى.

الأستفادة من التجربة اليابانية فى إنشاء العناقيد الصناعية وتطبيق سياسات الحماية من الإفلاس من خلال اتباع سياسات تأمينية ومالية تحد من التحرک فى دائرة الإفلاس وانتقاله من مشروع تجاه مشروع آخر داخل العنقود وذلک من خلال الوقوف بجانب المشروعات المتعثرة ماليا ومساندتها فى سداد ديونها.

(8-2-5) سياسات التحالفات الإستراتيجية: 

اتباع سياسات التحالفات الإستراتيجية بين المؤسسات تؤدى إلى خفض تکاليف الإنتاج وذلک بإشتراک عدد من المؤسسات فى التکاليف الثابتة والإستفادة من المزايا الناتجة عن فورات الحجم الکبير، ومن أهم هذه التحالفات :

التحالفات التسويقية: ويتم من خلال التنسيق داخل العنقود على تفعيل وتطوير السياسات التسويقية وسياسات التوزيع الجماعية لتلک المؤسسات وتصميم علامة تجارية موحدة والأهتمام بالأبحاث التسويقية على نطاق کبير مع الإستفادة من الخبرات التسويقية لکل طرف من أطراف التحالف والإشتراک فى تکاليفها بالإضافة إلى التنسيق بين البرامج التسويقية الخاصة بکل مؤسسة.  

التحالفات الإنتاجية: ويتحقق من خلال الحفز على تنسيق العمليات الإنتاجية بين المصنعين داخل العنقود الصناعى وخلق روابط أمامية وخلفية بما يحقق توافر المواد الخام والمستلزمات الوسيطة للإنتاج بالجودة والتکلفة المناسبة ومحاربة أى ممارسات احتکارية فى هذا الجانب،مع تبني فکرة دمج الصناعات المساندة و الداعمة للعنقود فى العنقود الرئيسي أو إنشاء عنقود جديد مجاور له.

التحالفات المالية: ويتم من خلال تشجيع المؤسسات الإنتاجية على المساهمة في رأس مال المؤسسات الموردة للمواد الخام أو قطع الغيار أو خطوط الإنتاج. 

التحالفات التکنولوجية: ويتم من خلال تبادل الخبرات والقدرات بين المؤسسات المختلفة والتعاون بين المؤسسات المنتجه والجامعات ومراکز البحث العلمي، بالإضافة إلى الدعم الحکومى لتأسيس مراکز للدعم الفني والتکنولوجي بهدف الوصول إلى تصميم منتج جديد أو تطوير تکنولوجيا ما.

التحالفات المهنية: ويتطلب تضافر الجهود لتحديد احتياجات کل مؤسسة إنتاجية من المهارات العمالية ومن ثم وضع برامج تدريبية مستمرة تهدف إلى توفير العمالة الکفء القادرة على التعامل مع التقنيات الحديثة للإنتاج ومن ثم رفع الکفاءة الإنتاجية.

 

 

المصدر: من إعداد الباحث

شکل رقم (2): ديناميکية السياسات الداعمة لاستکمال مدينة الأثاث کتمهيد مرحلى للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل لصناعة الأثاث بمحافظة دمياط

النتائج:

اهتمت الدراسة بالعناقید الصناعیة وتناولت أهميتها في دعم المشروعات الصناعیة الصغیرة والمتوسطة محلیاً وعالمیاً وحل مشاکلها وعلاج جوانب الإختلالات الهيکلية والمعوقات التي تواجهها، وفى هذا الإطار أنشئت مصر العديد من المدن الصناعية المتخصصة مثل مدينة الروبيکي للجلود بمدينة العاشر من رمضان، ومدينة البلاستک بمرغم بالأسکندرية ومدينة الدواء بأبوزعبل بالقليوبية، ومدينة الذهب بالعاصمة الإدارية الجديدة، وغيرهم بالإضافة إلى مدينة صناعة الأثاث بمحافظة دمياط والتى تم اتخاذها کدراسة تطبيقية لإنتهاج إستراتيجية العناقيد الصناعية فى مصر وهدفت إلى التعرف على الوضع الحالى لهذا العنقود وبحث مدى نجاحه فى تحقيق الدور الذى أنشئ من أجله وما إذا کان حقق التطورات المطلوبة للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل أم لا ومن نتائج الدراسة:

أکدت الدراسة على أهمية العناقيد الصناعية ودورها فى تحقيق التنمية الاقتصادية فى العديد من إقتصاديات العالم، لما تحققة من مزايا من حيث الاستغلال الأمثل للموارد الإقتصادية للدولة ولمزاياها التنافسية، وزيادة الصادرات، والمساهمة فى نمو المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية، 

تتمتع العناقيد الصناعية بقدرتها على تخفيض نسبة البطالة وخلق فرص توظيفية جديدة ومن ثم توليد مصادر جديدة للدخل، وخلق ظروف وبيئة مواتية للعمل، وتنمية رأس المال الاجتماعي المحلي بل وتمتد فى بعض العناقيد إلى توفير السکن والخدمات اللازمة للعاملين.

الترکيز الجغرافي للوحدات الصناعية داخل العنقود يساعد على تخفيض تکلفة النقل والمواصلات داخل وخلال المراحل الإنتاجیة وکذلک زیادة فرص التخصص وتقسیم العمل، وبالتالي تخفيض تکلفة الإنتاج ککل، مما يخفض من سعر المنتج وبالتالي تدعيم قدرته التنافسية في الأسواق المحلية والدولية.

ينتج التطور الصناعي کمحصلة للقدرة على التحرک من مفهوم العنقود الصناعي والوصول لمفهوم المجتمع الصناعي المتکامل.

نجاح العناقيد الصناعية في أي دولة يتطلب تحقق علاقات تبادلية وتشابکية قوية بين القطاعات المختلفة إلا أن مدينة الأثاث تعانى من غياب هذه العلاقات الترابطية بين مؤسساتها المختلفة وکذلک من ضعف العلاقات التشابکية بين أنشطتها الصناعية، واعتماد بعض کياناته على موردين من الخارج، بالإضافة إلى عدم التعاون والاندماج الکافى بين المؤسسات الداخلية والمؤسسات الخارجية.

ما تزال العديد من الکيانات ذات الصلة بصناعة الأثاث تعمل بعيداً عن مدينة الأثاث ولم تندرج تحتها رغم تواجدها فى نفس المحافظة ومن ثم تسرب وعدم تواجد العديد من الموردين والعمال تحت مظلتها.

مدينة الأثاث لا تعمل بکامل طاقتها بسبب عدم حرکية عدد کبير من أصحاب الورش من الأحياء القديمة بمدينة دمياط والصنايعية لم يفضلوا الانتقال للمدينة الجديدة بسبب قرب ورشهم من منازلهم وإنعدام تکاليف المواصلات.

تحتاج مدينة الأثاث إلى العديد من التحالفات الإستراتيجية فرغم أنها أنتجت تجمع عدد من الورش المتخصصة إلا أنها لم تحقق أى شکل من أشکال التحالف الإنتاجى، ولا التحالف المالى فالعلاقات المالية فى مدينة الأثاث هى علاقات تجارية بين البائع والمشترى بدون تحالف، کما أن الصناعات الحرفية تعتمد على المهارات اليدوية والمهارات الموروثة وتعتبر التقنيات التکنولوجية فيها غير ملموسة مما قلل من فکرة التحالف المهني بين مؤسساتها.

تعانى مدينة الأثاث من التضارب والتبعية للعديد من الجهات الحکومية بالإضافة إلى عدم التنسيق بين العناقيد والسياسات التنظيمية للحکومة والمتمثلة فى الإدارات المحلية والوزارات المختلفة.

تفتقد مدينة الأثاث إلى توافر منظومة متکاملة للقوة العاملة بهذه المجتمعات خاصة التخطيط للجوانب المعيشية للعاملين بها بما يؤثر بشکل مباشر على الکفاءة الإنتاجية لعنصر العمل.

تنتقل المهارات الفنية بين الأجيال بالوراثة أو التعلم غير المنظم دون تحققها من خلال المؤسسات التعليمية أو التدريبية مما يمثل تکرار للنمطية ويبعد عن التجديد والابتکار، ويجعل مدينة الأثاث تتسم بنمطية المنتجات المقدمة من سنوات عديدة والتغيرات فى صناعة الأثاث ما هى إلا تغيرات طفيفة غير مؤثرة. 

 

التوصيات:

نظرا لتوقف مدينة الأثاث فى مرحلة التکوين ولم تصل إلى مرحلة الانطلاق فإنه من الأهمية توجيه الدولة للسياسات المالية والإقتصادية والتمويلية والتسويقية لدعم وتشجيع وتنمية ومساعدة المؤسسات الداخلة فى تکوين مدينة الأثاث وتقديم حزمة من الآليات الداعمة لهذه المؤسسات، لذلک وضعت الدراسة مقترح للإسراع باستکمال مدينة الأثاث کتمهيد مرحلى للتحول إلى مجتمع صناعي متکامل لصناعة الأثاث بمحافظة دمياط ومن أهم التوصيات:

" إعداد خريطة استثمارية جديدة لعنقود صناعة الأثاث بدمياط تتسم بالتنسيق والتعاون والدمج بين العديد من السياسات والتى تعمل معا فى منظومة ديناميکية متکاملة بدون تعارض ولا تضارب ولا تعددية ومن أهمها السياسات التوجيهيه والتحفيزية، السياسات الترويجية، السياسات التعليمية، السياسات التسويقية، السياسات الإدارية والتنظيمية، بالإضافة إلى سياسات التحالفات الإستراتيجية" وبما يحقق التعاون بين الدولة وکافة المؤسسات والهيئات التي من الممکن أن تسهم في تحقيق ذلک ومدعومة بدراسات الجدوى الإقتصادية لتحديد الفجوة بين المشروعات المتاحة والمشروعات المطلوب إقامتها فى مدينة الأثاث مع الربط والتسيق والتکامل مع المشروعات الأخرى الداعمة أو التى تتطلب نفس التکنولوجيا وتحتاج لذات المهارات العمالية خارج منظومة صناعة الأثاث" 

هذا بالإضافة إلى بعض التوصيات الأخرى مثل: 

تنمية أطر التعاون بين کلاً من وزارة الصناعة والغرفة الصناعية والمراکز البحثية، والمدارس الفنية والکليات الصناعية ومراکز التدريب بما يساهم فى توفير الدعم المالي والفني لتخطيط وتنفيذ برامج تدريبية عامة وشاملة تغطى الفنون الإنتاجية والتسويقية لصناعة الأثاث وأساليب تحقيق الجودة الشاملة والرقابة والمتابعة والمنافسة المحلية والعالمية وآليات التصدير للخارج ونقل الخبرات المتميزة فى هذه الصناعة.

الإهتمام بمراکز البحوث والدعم الفني والتکنولوجي لصناعة الأثاث وتوفير البيئة الملائمة لها مع أهمية توطينها فى مدينة الأثاث ومنح حوافز تساعد على تنمية وتطوير الأساليب الإنتاجية لکافة مکونات صناعة الأثاث وبما يساهم فى مواکبتها للتطورات العالمية فى هذه الصناعة وتعمل على تخفيض تکاليفها الإنتاجية.

ضبط منظومة الأوضاع المعيشية والحياتية للعمالة وتوفير الخدمات الأساسية بجودة وتکلفة مقبولة وبما يحقق الإنتماء والولاء للعنقود وبما يساعد على الرفع من کفاءة العمالة وزيادة إنتاجيتهم.

تنمية الوعى بالبعد عن منتجات الأثاث المستوردة ودراسة المنتجات المستوردة من حيث الأنواع والخصائص والتصميمات والأسعار وتلبية هذه المتطلبات وتطنيعها محليا بهدف احلال المنتجات المصرية محل المنتجات المثيلة والمستوردة من الخارج وتوفير ما يقرب من 172 مليون دولار تمثل قيمة الواردات المصرية من الأثاث من دول العالم خلال عام 2020.

 

قائمة المراجع العربية والأجنبية: