التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان

نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة

المؤلف

کلية السياسة والاقتصاد جامعة بنى سويف

المستخلص

تتمتع أفغانستان بموقع جغرافى متميز بأسيا الوسطى ،کما تمتلک العديد من الثروات المعدنية الغير مستغلة ، فضلاً عن کونها أقرب معبر الى أسواق جنوب آسيا ، لذا تأتى أفغانستان على قائمة المصالح الدولية والاقليمية ، فقد سعت العديد من القوى الدولية والاقليمية کروسيا والصين وايران لملء الفراغ الذى ترکته الولايات المتحدة بعد الانسحاب من أفغانستان، کما أبدت هذه القوى استعدادها للتعامل مع الحکومة الجديدة لکى تجعل لها موطىء قدم فى أفغانستان بشکل يمکنها من الحفاظ على مصالحها هناک وتعزيز نفوذها فى أفغانستان والمنطقة،الأمر الذى من شأنه أن يحول أفغانستان لساحة للصراع الدولى والاقليمى .
تطرح الدراسة البحثية تساؤلات حول ماهى حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ؟ وماهى دوافع الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ؟ماهى التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان؟ ماهو مستقبل الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد؟
وتتناول الدراسة المحاور الأتية :
المحور الأول : حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان.
المحور الثانى : دوافع الانسحاب الأمريکى من أفغانستان
المحور الثالث :التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان
أولاً : تداعيات الانسحاب الأمريکى من أفغانستان على الوضع الداخلى.
ثانياً :التداعيات الدولية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان.
ثالثاً : التداعيات الاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان .
المحور الرابع: مستقبل الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 

مقدمة الدراسة :

 ان قرار الرئيس الأمريکى جوبايدن فى الرابع عشر من أبريل من العام الجارى بالانسحاب من أفغانستان جاء ليعبر عن موقف الادارة الجديدة من الاتفاق الذى أبرمه الرئيس السابق دونالد ترامب مع حرکة طالبان الأفغانية فى فبراير 2020، اذ قرر البدء فى انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان (نحو 2500 جندى وأکثر من 16 ألف متقاعد مدنى ) ، وقوات حلف الناتو (قرابة 7آلاف عنصر) فى الأول من مايو من العام الجارى، على أن تکتمل عمليات الانسحاب قبل الحادى عشر من سبتمبر 2021 ،وهو اليوم الذى يوافق الذکرى العشرين للهجمات الارهابية التى شنها تنظيم القاعدة على واشنطن ونيويورک ،باستثناء وجود بعض القوات لحماية البعثات الدبلوماسية وتأمين مطار کابول، مبرراً ذلک الأمر بعدم جدوى الاستمرار فى صراع دام لعقود طويلة وترتب عليه مقتل أکثر من 2400 جندى أمريکى ، واصابة أکثر من 20ألف آخرين . هذا بالاضافة الى خسائر اقتصادية بلغت نحو 2.2تريليون دولار. الا أنه منذ بداية انسحاب القوات الأمريکية فى الأول من مايو ،سعت حرکة طالبان الى السيطرة على الکثير من الأراضى الأفغانية، منها مدينة قندهار وهرات ومزار الشريف وجلال أباد الشرقية من أکبر المدن الأفغانية ، وفى الخامس عشر من شهر أغسطس من العام الجارى ، سيطرت حرکة طالبان على العاصمة کابول . هذا بالاضافة الى شن العديد من الهجمات الارهابية على أفغانستان ، والتى ترتب عليها مقتل العديد من المدنيين الابرياء ، کما أعلنت الحرکة فى السابع من سبتمبر من العام الجارى عن تشکيل حومة جديدة تهيمن فيها الحرکة على المناصب القيادية ،الأمر الذى يؤکد على وجود تداعيات ومخاطر عديدة سوف تترتب على هذا الانسحاب ليس فقط داخل أفغانستان ، وانما أيضا على الأوضاع الدولية والاقليمية .اذ تسعى العديد من القوى الدولية والاقليمية فى ظل الانسحاب الأمريکى لملء الفراغ الأمريکى وتحقيق مکاسب تعزز من نفوذها فى أفغانستان والمنطقة ، الأمر الذى من شأنه أن يحول أفغانستان لساحة للصراع الدولى والاقليمى . لذا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان وتوضيح حيثياته ، ومبررات هذا الانسحاب ، وتداعياته الدولية والاقليمية،مع الاشارة الى مستقبل الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد.

-3-

المشکلة البحثية :

شهدت السياسة الخارجية الأمريکية فى عهد الرئيس جوبايدن تغيراً فى الأهداف والتوجهات ، فقد جاء قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ،والذى أعلن عنه الرئيس جوبايدن فى الرابع عشر من أبريل من العام الجارى ليعبر عن موقف الادارة الجديدة من الاتفاق الذى أبرمه الرئيس الأمريکى السابق دونالد ترامب مع حرکة طالبان فى فبراير2020،اذ قرر البدء فى انسحاب قوات بلاده فى الأول من مايو 2021 ،على أن تستکمل عمليات الانسحاب قبل الحادى عشر من سبتمبر 2021،باستثناء الوجود الدبلوماسى ،وذلک لانهاء الحرب التى دامت لسنوات طويلة ، وترتب عليها استنزاف قدرات الولايات المتحدة العسکرية والاقتصادية،الا أنه مع بداية الانسحاب فى الأول من مايو ، تصاعدت الهجمات والتفجيرات التى نفذتها حرکة طالبان وترتب عليها مقتل العديد من المدنيين الأبرياء . هذا بالاضافة الى سيطرتها على العديد من الأراضى الافغانية لتقترب من العاصمة کابول ،والتى سيطرت عليها فى الخامس عشر من أغسطس من العام الجارى . فضلاً عن تشکيل حکومة جديدة تسيطر فيها الحرکة على المناصب القيادية ، الأمر الذى يُنذر بوجود تداعيات ومخاطر عديدة ليس فقط داخل أفغانستان ، وانما على الأوضاع الدولية والاقليمية أيضا ً، اذ تسعى العديد من القوى الدولية والاقليمية لملء الفراغ الذى ترکته الولايات المتحدة بعد الانسحاب بشکل قد يساهم فى تحويل أفغانستان لساحة للصراع الدولى والاقليمى. لذا جاءت هذه الدراسة لتجيب على تساؤل هام ورئيسى:ماهى التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان ؟

*ويتفرع عن هذا التساؤل الرئيسى العديد من التساؤلات الفرعية :

- ماهى حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ؟

- ماهى دوافع الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ؟

- ماهو مستقبل الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد؟

أهمية الدراسة :

 تبرز أهمية الدراسة فى توضيح تداعيات الانسحاب الأمريکى ليس على أفغانستان فقط ، وانما على الأوضاع الدولية والاقليمية أيضا ، فمع بداية انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان فى الأول من مايو الجارى ، تصاعدت

-4-

الهجمات والتفجيرات التى نفذتها حرکة طالبان فى أفغانستان ،وترتب عليها مقتل العديد من المدنيين الأبرياء ،فضلاً عن سيطرتها على الکثير من الأراضى الأفغانية لتقترب من العاصمة کابول، والتى سيطرت عليها فى الخامس عشر من شهر أغسطس من العام الجارى ،هذا بالاضافة الى تشکيل حکومة جديدة تسيطر فيها الحرکة على المناصب القيادية ،الأمر الذى يشکل تهديداً لأمن واستقرار أفغانستان والعديد من الدول التى لها مصالح استراتيجية فى المنطقة.اذ أعقب الانسحاب تنافس الکثير من القوى الدولية والاقليمية لملء الفراغ الذى ترکته الولايات المتحدة بعد الانسحاب ، وبالتالى يمکن أن تتحول أفغانستان لساحة للصراع الدولى والاقليمى.

أهداف الدراسة :

تهدف الدراسة الى :

1- التعرف على حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان .

2- توضيح دوافع الانسحاب.

3- مناقشة التداعيات الدولية والاقليمية لقرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان.

4- مناقشة الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد .

 منهجية الدراسة :

نظراً لطبيعة هذه الدراسة ،تم الاعتماد على منهج المصلحة الوطنية ،والذى يُعد من أهم المناهج المستخدمة فى دراسة العلاقات الدولية ،حيث يرکز على مفهوم المصلحة الوطنية،وهو من المفاهيم المحورية للنظرية الواقعية ،فالمصلحة الوطنية للدولة هى التى تحدد سلوک الدولة فى سياستها الخارجية لتحقيق مصالحها ، وهنا تجدر الاشارة الى أن تصادم المصالح الوطنية للدول من شأنه أن يؤدى الى اندلاع الصراعات بين هذه الدول ، ففى أعقاب الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ، أخذت العديد من القوى الدولية والاقليمية تتبارى فى التنافس لکى تملأ الفراغ الذى ترکته الولايات المتحدة بعد الانسحاب ، الأمر الذى من شأنه أن يحول أفغانستان لساحة للصراع الدولى والاقليمى .غير ان تحديد المصالح الوطنية للدول يتأثر بادراکات وعقائد القائد السياسى ، فقرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ينسجم مع توجهات السياسة الخارجية للرئيس بايدن والتى أعلن عنها أثناء ترشحه للرئاسة

-5-

فى عام 2020،اذ تتضمن انهاء الحروب التى تخوضها الولايات المتحدة الأمريکية فى کثير من الدول بمنطقة الشرق الأوسط مثل أفغانستان والعراق وغيرها ،والتى کبدتها الکثير من الخسائر فى الأرواح والأموال .اذ يرى الرئيس بايدن أن الاستمرار فى مثل هذه الصراعات والتى لايمکن کسبها من شأنها أن تضعف قدرة الولايات المتحدة الأمريکية على قيادة العالم فى مواجهة العديد من القوى الصاعدة مثل الصين وغيرها .

- أهم مقولات هذا المنهج :

-الدولة هى الفاعل الرئيس فى العلاقات الدولية.

- الدولة تتصرف من منطلق عقلانى فى ادارة علاقتها مع الدول الأخرى ، ومن ثم تتخذ القرارات التى تحقق مصالحها العليا.

-النظام الدولى يتسم بالفوضى،ومن ثم کل دولة لها الحق فى استخدام کافة الوسائل اللازمة للحفاظ على أمنها .

الدراسات السابقة :

- يمکن تقسيم الدراسات السابقة الى عدة محاور رئيسة :

المحور الأول:دراسات تناولت حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان :

-قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان : دوافعه وتداعياته المحتملة ،المرکز العربى للأبحاث ودراسة السياسات،26أبريل 2021،متاح على الرابط :

- https://www.dohainstitute.org/ar/Lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary-

تتناول هذه الدراسة قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ، والذى أعلن عنه الرئيس الأمريکى جوبايدن فى 14 أبريل 2021.اذ تضمن اقرار بداية انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان فى الأول من مايو من العام الجارى ، على أن يستکمل الانسحاب بحلول 11 سبتمبر 2021، وهى الذکرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر 2001،باستثناء وجود مايقرب من 1000 جندى أمريکى لحماية البعثات الدبلوماسية ومطار کابول ، مشيراً الى أن انهاء الحرب فى أفغانستان مصلحة أمريکية ، فلم يعد هناک جدوى من الاستمرار فى حرب کبدت الولايات المتحدة الأمريکية خسائر فى الأرواح والأموال ،الأمر الذى من شأنه أن يضعف من قدرة الويات المتحدة الأمريکية على قيادة العالم فى مواجهة العديد من القوى الصاعدة .لکن بايدن من ناحية أخرى أکد على أن واشنطن ستظل تراقب الوضع فى أفغانستان ، وستظل تقدم الدعم للقوات الأمنية للحکومة الأفغانية ، وستدعم محادثات السلام بين الحکومة الأفغانية وحرکة طالبان باشراف منظمة الأمم المتحدة ، مع اشراک العديد من الدول مثل باکستان وروسيا والصين فى احداث تنمية وتقديم المزيد من الدعم لأفغانستان .

-6-

-Afghanistan Study Group Final Report A Pathway for Peace in Afghanistan, United States Institute of Peace, Washington, DC, February 2 0 2 1,Available at: https://www.usip.org/sites/default/files/2021-o2.

ترکز هذه الدراسة على قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ، والذى تباينت ردود الأفعال الداخلية حوله مابين مؤيد ومعارض ، فالمعارضون يروا أن قرار الانسحاب له العديد من التداعيات الخطيرة ليس على الوضع الأمنى فقط ،وانما على الوضع السياسى والاجتماعى ،من أبرزهم السيناتور الجمهورى "Mitch McConnell" زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ الأمريکى ، والذى وصف قرار الانسحاب بأنه "خطأ فادح وتنازل عن القيادة الأمريکية"، أما المؤيدون لهذا القرار ، ومن بينهم الجنرال المتقاعد "Colin L. Powell" وزير الخارجية الأمريکى السابق ورئيس هيئة الأرکان المشترکة أکد على أنهم قد فعلوا کل مايمکن القيام به ، وأنه قد حان الوقت لانهاء الحرب الأمريکية فى أفغانستان، وعلى الرغم من الانتقادات من قبل العديد من القادة والعسکريين للرئيس بايدن ، اذ أن هذا الانسحاب من شأنه أن يؤدى الى سقوط کابول ووصول طالبان للسلطة ، الا أن الرئيس بايدن أکد على أن واشنطن ستظل تراقب الوضع فى أفغانستان وتقدم المزيد من المساعدات الانسانية والدعم العسکرى والاستخباراتى للقوات الأفغانية لمکافحة الارهاب.

المحور الثانى :دراسات تتناول دوافع الانسحاب الأمريکى من أفغانستان:

-Clayton Thomas," Afghanistan: Background and U.S. Policy: In brief", Congressional Research Service, 11-6-2021,Available at: https://fas.org/sgp/crs/row/R45122.pdf.

تشير هذه الدراسة الى مبررات الانسحاب الأمريکى من أفغانستان .اذ أعلن الرئيس الأمريکى بايدن أن الاستمرار فى هذه الحرب والتى استمرت لسنوات طويلة يتعارض مع المصالح الأمريکية ، فقد کبدت هذه الحرب الولايات المتحدة الأمريکية الکثير من الأرواح والأموال .لذا رفض الرئيس بايدن نصائح قادته العسکريين بضرورة تحقق شروط موضوعية على الأرض لتنفيذ عمليات الانسحاب .

-7-

- رانيا مکرم ،"الذکرى العشرون: الانعکاسات المحتملة للانسحاب الأمريکي من أفغانستان"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،24-4-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17124.aspx تتناول هذه الدراسة دوافع صدور قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ،من أبرزها صعود الصين وتزايد نفوذها ،فقد شهدت السياسة الخارجية الأمريکية فى عهد الرئيس بايدن تغيراً فى الأهداف والتوجهات .اذ تتضمن انهاء الحروب التى تستنزف قدرات الولايات المتحدة الاستراتيجية والاقتصادية ،وبالتالى تضعف من قدرتها على قيادة العالم فى مواجهة العديد من القوى التى تزداد قدرتها على تهديد المصالح الأمريکية.

المحور الثالث:دراسات تتناول التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان :

- منى قشطه،"جدل مستمر وتداعيات مقلقة : قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان"،5-6-2021،المرکز المصرى للفکر والدراسات الاستراتيجية ،متاح على الرابط:

-https://www.ecsstudies.com/15028

ترکز هذه الدراسة على تداعيات الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ،اذ شهدت أفغانستان مع بداية الانسحاب الأمريکي من أفغانستان ، تصاعد للعديد من الهجمات الارهابية التى قامت بها حرکة طالبان ،وراح ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء ، ففى العاشر من مايو من العام الجارى ،شهد اقليم زابول واقليم بارون فى أفغانستان انفجارين ترتب عليهم مقتل مالايقل عن 13 مدنياً واصابة 42آخرين، اذ وجهت وزارة الداخلية الأفغانية اتهاماً لحرکة طالبان لمسئوليتها عن تنفيذ تلک الهجمات .الأمر الذى ينذر بوجود مخاطر عديدة،ويؤدى الى حالة من الفراغ الأمنى ،لاسيما وأن حرکة طالبان تسيطر على ثلثى الأراضى الأفغانية ،بينما تسيطر القوات الأفغانية وقوات التحالف على ثلث الأراضى فقط.

-أحمد کامل البحيرى،"إدلب جديدة: الدور الترکي في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکي"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،القاهرة،11-7-2021،متاح على الرابط:

       https://acpss.ahram.org.eg/News/17191.aspx

 تشير هذه الدراسة الى الدور الترکى فى أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکى ، فمع انسحاب القوات الأمريکية وقوات حلف الأطلنطى "الناتو" من أفغانستان ،وسيطرة حرکة طالبان على 85% من الأراضى الأفغانية ،جعل احتمال السيطرة على العاصمة الأفغانية کابول قائماً، الأمر الذى دفع الولايات المتحدة الأمريکية للتواصل مع ترکيا للقيام ببعض المهام الأمنية والعسکرية فى أفغانستان فيما بعد 31 أغسطس من العام الجارى ، وهو موعد انتهاء الانسحاب

-8-

 الأمريکى من أفغانستان . فقد أشارت الدراسة الى تقرير نشره موقع" ميدل ايست اى" البريطانى حول اقتراب الوصول الى اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريکية وترکيا يتضمن قيام ترکيا ببعض المهام الأمنية والعسکرية فى أفغانستان من خلال السماح لترکيا بالابقاء على قواتها العسکرية ،والتى کانت جزءاً من لواء المشاه ال66 عالية الجاهزية التابعة لحلف الناتو ، وذلک لتأمين مطار کابول،مع تحمل الولايات المتحدة الأمريکية وحلف الناتو الأعباء المالية للقوات العسکرية الترکية ، وتقديم الدعم الاستخباراتى والعسکرى لهذه القوات فى أفغانستان .

- تقسيمات الدراسة :

تنقسم الدراسة الى عدة محاوررئيسة:

المحور الأول : حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان.

المحور الثانى : دوافع الانسحاب الأمريکى من أفغانستان

المحور الثالث :التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان

أولاً : تداعيات الانسحاب الأمريکى على الأوضاع الداخلية فى أفغانستان.

ثانياً :التداعيات الدولية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان.

ثالثاً : التداعيات الاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان .

المحور الرابع: مستقبل الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد.

- خاتمة الدراسة.

- نتائج الدراسة

-9-

                      المحورالأول:حيثيات قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان

أعلن الرئيس الأمريکى جوبايدن فى الرابع عشر من أبريل 2021عن موقف ادارته من الاتفاق الذى أبرمه الرئيس الأمريکى السابق دونالد ترامب وحرکة طالبان فى التاسع والعشرين من فبراير عام2020،وقرر البدء فى انسحاب القوات الأمريکية (نحو 2500 جندى وأکثر من 16 ألف متقاعد مدنى ) ، وقوات حلف الناتو (قرابة 7آلاف عنصر ) من أفغانستان فى الأول من مايو من العام الجارى ، على أن تستکمل عمليات الانسحاب فى 11 سبتمبر 2021 ، مع الاحتفاظ ببعض القوات لحماية البعثات الدبلوماسية وتأمين مطار کابول(1).هذا وقد تباينت الآراء وردود الأفعال الداخلية حول قرار الانسحاب مابين مؤيد ومعارض ، فالمعارضون يروا أن قرار الانسحاب له العديد من التداعيات الخطيرة ليس على الوضع الأمنى فقط ، وانما على الوضع السياسى والاجتماعى ،من أبرزهم السيناتور الجمهورى "Mitch McConnell" زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ الأمريکى ، والذى وصف قرار الانسحاب بأنه "خطأ فادح وتنازل عن القيادة الأمريکية"، أما المؤيدون لهذا القرار ، ومن بينهم الجنرال المتقاعد "Colin L. Powell" وزير الخارجية الأمريکى السابق ورئيس هيئة الأرکان المشترکة أکد على أنهم قد فعلوا کل مايمکن القيام به ، وأنه قد حان الوقت لانهاء الحرب الأمريکية فى أفغانستان، کما أعلن " Michael McKinley"سفير الولايات المتحدة فى کابول (2014-2016) وکبير مستشارى وزير الخارجية أن الوجود العسکرى فى أفغانستان سيکبد الولايات المتحدة المزيد من الخسائر المادية والبشرية(2) .

وهنا تجدر الاشارة الى أنه على الرغم من الانتقادات الکثيرة التى وجهها بعض القادة العسکريين والجمهوريين للرئيس الأمريکى جوبايدن باعتبار أن هذا القرار من شأنه أن يؤدى الى اسقاط حکومة کابول ، وعودة طالبان للسلطة ، الا أن الرئيس بايدن أکد على أن واشنطن ستظل تراقب الوضع فى أفغانستان ، وتقدم المساعدات الأمنية والعسکرية للقوات الأفغانية لمکافحة الارهاب ، فضلا عن تقديم المساعدات الانسانية ،واشراک العديد من الدول مثل ترکيا وباکستان وغيرها من الدول التى لها مصالح فى أفغانستان فى احداث تنمية هناک(3).

1- قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان: دوافعه وتداعياته المحتملة ، المرکز العربى للأبحاث ودراسة السياسات ،مرجع سبق ذکره.

2- Cleve R. Wootson Jr, Dan Lamothe and John Wagner," Biden forcefully defends Afghan pullout despite Taliban gains",The washingtonpost, July 8, 2021, Available at:

-https://www.washingtonpost.com/politics/biden-afghanistan-taliban/2021/07/08

3-Steve Coll, “Leaving Afghanistan, and the Lessons of America’s Longest War,” The New Yorker, 15/4/2021, accessed on 26/4/2021, at: https://bit.ly/2QvEZBD

-10-

 المحور الثانى:دوافع الانسحاب الأمريکى من أفغانستان

فى الرابع عشر من أبريل من العام الجارى ،حسم الرئيس الأمريکى جوبايدن موقف ادارته من الاتفاق الذى أبرمه الرئيس الأمريکى السابق دونالد ترامب مع حرکة طالبان فى فبراير2020 ، مبرراً ذلک الأمر بأن الاستمرار فى الحرب فى أفغانستان يتعارض مع المصالح الأمريکية ، وهنا تجدر الاشارة الى أن قرار الانسحاب ينسجم مع توجهات السياسة الخارجية الأمريکية فى عهد الرئيس بايدن ،والتى تتضمن انهاء الحروب التى دامت لسنوات طويلة فى العراق وأفغانستان وغيرها ،والتى ترتب عليها استنزاف قدرات الولايات المتحدة الأمريکية العسکرية والاقتصادية ،وبالتالى اضعاف قدرتها على قيادة العالم ومواجهة العديد من القوى الصاعدة والتى تزداد قدرتها على تهديد المصالح الأمريکية ، والترکيز على القيام بمهمات عسکرية محددة ،مع تقديم دعم استخباراتى ولوجيستى لقوات حليفة للقضاء على الارهاب(4) ، وهنا يمکن الاشارة الى مبررات الانسحاب الأمريکى من أفغانستان فى عدة نقاط رئيسة :

1- تغير أولويات السياسة الخارجية الأمريکية :

شهدت السياسة الخارجية الأمريکية فى عهد الرئيس بايدن تغيراً فى الأهداف والتوجهات ،فلم يعد الارهاب الخطر الأکبر الذى يهدد المصالح الأمريکية ،فهناک الصين وروسيا وغيرها من القوى الصاعدة التى يزداد نفوذها وقدرتها على تهديد المصالح الأمريکية( 5 ). هذا بالاضافة الى التغيرات المناخية والأوبئة وغيرها من التحديات التى تعين على الولايات المتحدة مواجهتها .اذ يرى بايدن أنه يتعين على الولايات المتحدة الترکيز على دعم قدرتها العسکرية والاقتصادية والتکنولوجية لمواجهة خصومها،والعمل على تقوية النظام الصحى العالمى لمواجهة الأوبئة، وکذا أيضا تکوين تحالفات قوية لتعزيز نفوذها فى کثيرمن المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية کأسيا الوسطى والمحيط الهادى.

4-Joseph R. Biden. Jr., “Why America Must Lead Again: Rescuing U.S. Foreign Policy after Trump,” Foreign Affairs (March-April 2020), accessed on 26/4/2021, Available at: at: https://fam.ag/3xj4E13

5- Montanaro Domenico," 5 Questions Now After President Biden's Afghanistan Withdrawal", National puplic radio, accessed on 1-9-2021, Available at: https://www.npr.org/2021/09/01/1033130742.

انظر أيضاً:

 -Dion Nissenbaum & Gordon Lubold, “Military Believes Trump’s Afghan War Plan Is Working, but Spy Agencies Are Pessimistic,” The Wall Street Journal, 31/8/2018, accessed on 26/4/2021, at: https://on.wsj.com/3erI1ie

-11-

2- تحقق الغرض من الحرب فى أفغانستان :

أعلن الرئيس بايدن أن القوات الأمريکية قد أنهت مهمتها داخل أفغانستان بزوال خطر التهديد الارهابى للولايات المتحدة الأمريکية من قبل "طالبان" أو "القاعدة " ، مشيراً الى أن اعادة بناء الدولة ليست مسئوليتها ، ومن ثم لم يعد هناک حاجة لتواجد هذه القوات فى أفغانستان(6) .

3- تصاعد الهجمات الارهابية فى الکثير من أنحاء العالم :

مع انتشار التهديدات الارهابية من قبل التنظيمات المتطرفة فى کثيرمن دول العالم مثل سوريا والعراق والصومال ، تعين على الولايات المتحدة التصدى لهذه التنظيمات الارهابية ، والتى تصاعدت هجماتها وامتدت الى ماهو أبعد من أفغانستان ، وعدم ترکيز قوات بلاده فى دولة واحدة فقط(7).

4- تعقد الوضع فى أفغانستان :

ظلت قوات الأمنية الأفغانية تعتمد على القوات الأمريکية وتتلقى کافة أشکال الدعم العسکرى واللوجيستى طوال فترة تواجدها فى أفغانستان(8)، وفى عام 2014 ، أعلن الناتو أن "قوات الأمن الأفغانية ستتحمل المسئولية کاملة عن أمن البلاد بحلول نهاية ذلک العام "، الا أن هذا الأمر لم يتحقق . اذ رأى وزير الخارجية الأمريکى أنتونى بلينکن أنه لايوجد حل عسکرى للصراع الأفغانى ،ومن ثم رفض الرئيس الأمريکى بايدن ربط الانسحاب بتحقق شروط موضوعية ، مبرراً ذلک الأمر بأنه من الصعب تحديد الشروط الواجب تحققها لاتمام الانسحاب ، وکذا أيضا الوقت اللازم لتحقق هذه الشروط ، وتکلفة الأرواح والأموال التى تتحملها الولايات المتحدة الأمريکية طوال فترة البقاء لحين اتمام الانسحاب(9) .

6- د.محمد السعيد ادريس،" أفغانستان .... وتحديات مابعد الانسحاب الأمريکى "،مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة ، 31-8-2021، متاح على الرابط : https://idsc.gov.eg/DocumentLibrary/View/5890

7-Felbab Vanda-Brown, The US decision to withdrawl from Afghanistan is the right one, Brookings, accessed on 15-4-2021, Available at: https://www.brookings.edu/blog/order.

8- المشهد الأفغانى بعد سيطرة طالبان ، مرکز الفکر الاستراتيجى للداسات،19-8-2021،متاح على الرابط :

https://fikercenter.com//assets/uploads-

9-Remarks by president Biden on the way forward in Afghanistan, The White House, April 14 ,2021, Available at : https://www.whitehouse.gov/briefing-room/speeches-remarks

-12-

المحور الثالث:التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان

هناک العديد من التداعيات التى أعقبت عمليات الانسحاب من أفغانستان ، والتى بدأت فى الأول من مايو من العام الجارى سواء على الصعيد الداخلى أو على الصعيد الدولى والاقليمى .لذا جاءت هذه الدراسة لترکز على تداعيات الانسحاب الأمريکى على الوضع الداخلى فى أفغانستان ، والذى شهد المزيد من التوترات خاصة فى ظل انقسام النخبة الأفغانية وضعف مؤسسات الدولة الأفغانية ، مع الاشارة الى التداعيات الدولية والاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان.

أولاً: تداعيات الانسحاب الأمريکى على الأوضاع الداخلية فى أفغانستان :

شهدت أفغانستان مع بداية الانسحاب الأمريکى من أفغانستان تدهوراً فى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

1- تدهور الأوضاع الأمنية:

 منذ بدء انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان فى الأول من مايو من العام الجارى ،سارعت حرکة طالبان الى فرض سيطرتها على الکثير من المقاطعات الأفغانية ،اذ أعلنت الحرکة فى مطلع شهر يوليو عن سيطرتها على حوالى 85% من الأراضى الأفغانية ، تلتها سيطرة الحرکة على مدينة قندهار وهرات ومزار الشريف وجلال أباد الشرقية(10) لتقترب من العاصمة کابول، والتى سيطرت عليها فى الخامس عشر من شهر أغسطس من العام الجارى (11)، کما تصاعدت الهجمات الارهابية التى شنتها حرکة طالبان على الکثير من المناطق فى أفغانستان ، ففى التاسع من مايو من العام الجارى ،قامت حرکة طالبان بتنفيذ العديد من التفجيرات أمام مدرسة للبنات فى العاصمة کابول فى حى سکنى معظم سکانه من الطائفة الشيعية ،والتى أسفرت عن مقتل عدد کبير من الطالبات ،تلتها الکثير من التفجيرات ،والتى راح ضحيتها عدد من المدنيين الأبرياء، الأمر الذى يؤکد على تمتع حرکة طالبان بقدرات عسکرية تفوق قدرات القوات الأمنية الأفغانية ، وينذر بوجود فراغ أمنى وحرب أهلية ، خاصةً فى ظل مايعانيه الجيش الأفغانى من انقسامات عرقية ومذهبية ، وضعف مؤسسات الدولة (12)،

10- الانسحاب الأمريکى من أفغانستان- الفوضى تلوح فى الأفق،المرکز الأوروبى لدراسات مکافحة الارهاب والاستخبارات، ألمانيا ،13 أغسطس 2021،متاح على الرابط: https://www.europarabct.com

11-Hookway James& Shah Saeed ,"What's happening in Afghanistan? Taliban form new government after U.S withdrawal", The wall street journal, accessed on10/9/2021, Available at : http://WSJ.com

12-Cordesman Anthony H," Real-World Options for Afghanistan", Center for strategic& international studies,10/5/2021,Available at: https://www.csis.org/analysis/real-world-options-afghanistan.

-13-

فعلى الرغم من اعلان الرئيس بايدن عن استمرار تقديم الدعم اللوجيستى والمادى والعسکرى للقوات الأمنية الأفغانية ،الا أنه مع استمرار وتصاعد أعمال العنف فى أفغانستان ، لم يفى الرئيس بايدن بوعوده ،مؤکداً على التزام بلاده بموعد الانسحاب النهائى للقوات الأمريکية فى الواحد والثلاثين من أغسطس من العام الجارى ، وعدم التدخل العسکرع لوقف أوردع أى عدوان فى أفغانستان(13) ، کما شهدت أفغانستان فى أعقاب الانسحاب الأمريکى حرباً بين حرکة طالبان وقوى المعارضة لها ، ففى الخامس من شهر سبتمبر من العام الجارى ، شهد وادى بانشير ،وهو وادى وعر شمال العاصمة کابول مواجهات عنيفة بين حرکة طالبان وقوات المعارضة لهذه الحرکة والموالية لأحمد مسعود ،وذلک للسيطرة على وادى بانشير باعتباره أخر ولاية تقاوم الحرکة(14) ،وفى السادس من سبتمبر من العام الجارى ،أعلنت حرکة طالبان سيطرتها على الوادى،فضلاً عن عدد من التفجيرات شهدتها مدينة جلال أباد شرق أفغانستان ، والتى راح ضحيتها عدد من المدنيين الأبرياء، الأمر الذى يؤکد على تدهور الأوضاع الأمنية فى أفغانستان(15) .

2- تدهور الأوضاع الاقتصادية :

أدى الانسحاب الأمريکى من أفغانستان وسيطرة طالبان على الأراضى الأفغانية الى تردى الأوضاع الاقتصادية ، فهناک العديد من الثروات المعدنية الغير مستغلة التى تمتلکها أفغانستان ،وقد تم اعطاء حق التنقيب عن هذه الثروات لعدد من الشرکات کالشرکات الصينية ، فضلاً عن وجود مشروعات استثمارية تشرف عليها شرکات أوروبية فى مجالات مختلفة کالطاقة والبنية التحتية ، الأمر الذى من شأنه، وفى ضوء تردى الأوضاع الأمنية وعدم الاستقرار الذى تشهده أفغانستان أن يعرقل عمل هذه الشرکات ويؤثر على حجم هذه الاستثمارات .اذ ستبدأ هذه الشرکات فى اعادة حساباتها فى ضوء التکلفة الجديدة التى سوف تتحملها فى ظل هذه الأوضاع .

13- انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان :التداعيات والسيناريوهات،مرکز الامارات للسياسات،12-7-2021،متاح على الرابط:

https://epc.ae/ar/whatif-details/87

14- محمد فوزى،"دلالات المعرکة الأولى ل"طالبان" بعد الانسحاب الأمريکى، القاهرة : مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،1-9-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17237.aspx

15- مقتل ثلاثة فى تفجيرات جلال آباد الأفغانية ،اندبندنت عربية،19-9-2021،متاح على الرابط:

https://www.independentarabia.com/node/260236-

-14-

هذا بالاضافة الى ماشهدته البنوک من حرکة سحب للأموال والودائع أدت الى قيام بعض البنوک باغلاق أبوابها، کما أن الاقتصاد الأفغانى يعتمد على حجم مساعدات تقدر بنسبة 22% من الدخل القومى الاجمالى ، الا أنه فى ظل عدم اعتراف المجتمع الدولى بالحکومة الجديدة ،يصعب الحصول على المساعدات الدولية،کما يصعب الافراج عن الاحتياطى النقدى للبنک المرکزى الأفغانى، والذى جمدته واشنطن فى أعقاب سيطرة طالبان على کابول ، الأمرالذى يفرض تحديات اقتصادية يتعين على الحکومة الجديدة مواجهتها لتحسين الاقتصاد الأفغانى(16).

3-تدهور الحياة الاجتماعية :

على الرغم من تميز الخطاب الجديد لحرکة طالبان بالاعتدال ،وطرح رؤى وتوجهات مختلفة عما کانت تطبقه أثناء حکمها لأفغانستان بين عامى1996و2001 ،وتقديم المزيد من الوعود لطمأنة الشعب الأفغانى بعد السيطرة على الأراضى الأفغانية ،وذلک باعطاء المزيد من الحريات للمرأة والسماح لها بالنزول للعمل ولکن بعد ارتداء الحجاب ، مع التأکيد على حقها فى التعليم ، الا أن النساء الأفغانيات يشعرن بتخوف شديد ويختبئن فى المنازل،اذ يشعرن بعدم مصداقية هذه التصريحات ،خاصةً فى ظل العبارات الغامضة التى ترددها حرکة طالبان ،فهم يؤکدون على التزامهم باحترام حقوق المرأة وحقها فى التعليم والعمل ولکن فى "ضوء مايسمح به الاسلام" ،فمنذ أن سيطرة حرکة طالبان على کابول أمروا النساء بعدم مغادرة المنزل الا بمحرم والالتزام بارتداء الحجاب ، فضلاً عن ازالة صور النساء من على واجهات المحلات،کما جاء تشکيل الحکومة الجديدة دون تمثيل للمرأة ، ومن ثم يمکن القول أن نمط الاعتدال الذى تميز به الخطاب الجديد لحرکة طالبان ماهو الا تغيير ظاهرى فقط تحاول به الحرکة کسب ثقة المجتمع الأفغانى والحصول على تأييد ودعم من المجتمع الدولى ،لذا تبدو الحاجة ملحة لوضع دستور ينص على حقوق المرأة ويؤکد على ضرورة الالتزام بها ،الأمر الذى يضمن مشارکة فعالة وتمثيل عادل للمرأة (17).

16- د. السيد صلاح الدين،" الوجه الاقتصادى للصراع السياسى فى أفغانستان"،مجلية السياسة الدولية ، القاهرة ، 30-8-2021،متاح على الرابط: http://www.siyassa.org.eg/News/18101.aspx

17- د.منى سليمان ،"أبعاد وتطورات سيطرة حرکة"طالبان"الخاطفة على أفغانستان"،مجلة السياسة الدولية ،16-8-2021،متاح على الرابط: http://www.siyassa.org.eg/News/18091.aspx

انظر أيضاَ:

-Bull. Sr Bartle," What Will Happen to the Women of Afghanistan", The wall street journal, accessed on11-8-2021, Available at: https://www.wsj.com/articles

-15-

ثانياً: التداعيات الدولية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان:

مع بدء الانسحاب الأمريکى من أفغانستان ، سعت العديد من القوى الدولية لملء الفراغ الأمريکى وتعزيز نفوذها فى المنطقة منها :

1- روسيا:

تحتل أفغانستان مکانة مهمة بالنسبة لروسيا ،کما کانت محور للصراعات الاقليمية والدولية ، وذلک بسبب موقعها المتميز بأسيا الوسطى ، هذا بالاضافة الى الثروات النفطية والتى تم اکتشافها وتطويرها فى القرن العشرين ، فضلا عن کونها أـقرب معبر الى أسواق جنوب أسيا ، وهنا تجدر الاشارة الى أن روسيا على الرغم من انه ليس لها حدود مشترکة مع أفغانستان ، الا أن هناک ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة (أوزبکستان وترکمنستان وطاکجستان ) تشترک مع أفغانستان فى الحدود .لذا أثار تصاعد أعمال العنف وانتقالها الى أماکن متفرقة وقربها من الحدود الطاکجيستانية ،وتردى الأوضاع الأمنية داخل أفغانستان قلق روسيا ، فروسيا على سبيل المثال تسيطر على امدادات الغاز الطبيعى من ترکمنستان ، والتى تقوم بشرائه بأسعار مخفضة وتعيد تصديره الى أوروبا ، ومن ثم فإن عدم الاستقرار فى أفغانستان من شأنه أن يؤدى الى زعزعة الاستقرار فى المنطقة ، کما يمثل تهديداً للحدود الروسية، فروسيا تخشى من تمدد الارهاب الى خارج أفغانستان ،وبالتالى تزايد التنظيمات الارهابية فى منطقة أسيا الوسطى ، کما تخشى أيضا من تهريب المخدرات ، حيث يتم انتاج 90% من الأفيون فى أفغانستان ،وطالما عانت روسيا من استخدام أراضيها کمعبر لنقل المخدرات الى أوروبا . هذا بالاضافة الى الهجرة الغير شرعية التى شهدتها روسيا على اثر تردى الأوضاع فى أفغانستان(18) .لذا حرصت روسيا على دعم الاستقرار فى أفغانستان ،باذلةً المزيد من الجهود لتشجيع الحکومة الأفغانية وحرکة طالبان للتوصل لتسوية سياسية بعد الانسحاب الأمريکى من أفغانستان . هذا وتجدر الاشارة الى أن روسيا کانت من المؤيدين للانسحاب الأمريکى من أفغانستان ،حيث مثل الوجود الأمريکى فى أفغانستان حاجزاً أمام تمدد النفوذ الروسى فى أسيا الوسطى ، ومانعاً من الوصول الى المحيط الهادى(19) .

18- د.محمد على السقاف،" تداعيات الانسحاب الأمريکى على روسيا والصين"،جريدة الشرق الأوسط،12-9-2021،متاح على الرابط: https://aawsat.com/home/article/3184296

انظر أيضاً:

-Chesnut Mary& Waller .J, Julian," Russia’s Response to US Withdrawal From Afghanistan: Criticism of US, Concerns About Security Environment", Harvard kennedy school :Belfer center for science& international affairs, accessed on 24-9-2021,Available at: https://www.russiamatters.org/analysis

19- د.السيد صلاح الدين،مرجع سبق ذکره.

-16-

فروسيا لديها العديد من القواعد العسکرية فى المنطقة ، منها القواعد العسکرية فى طاکجيستان والتى يبلغ قوامها 6آلاف جندى ،وکذا أيضا قاعدة فى قيرغيزستان والتى تقع على بعد حوالى 500 ميل من الحدود الأفغانية . لذا حرصت روسيا على التواصل مع البلدين لتأکد استعدادها لتأمين حدود البلدين مع أفغانستان خاصةً مع سيطرة طالبان على جزء من المناطق الحدودية طاکجيستان، وفى أعقاب سيطرة حرکة طالبان على العاصمة کابول ، أعلن السفير الروسى فى کابول عن بدء المحادثات مع حرکة طالبان لبحث أمن البعثة الدبلوماسية ،حيث سيتم اجلاء جزء من موظفى السفارة الروسية فى أفغانستان،کما أبدت روسيا استعدادها للتعامل مع الحکومة الجديدة ،وذلک حفاظاً على مصالحها فى المنطقة(20).

وهکذا يتضح لنا مماسبق عرضه من معلومات ، أن مايثير قلق روسيا هو التخوف من التمدد الارهابى الى خارج أفغانستان ليصل الى أسيا الوسطى ،الأمر الذى قد يترتب عليه زعزعة الاستقرار فى المنطقة وفى روسيا ، فعلى الرغم من الوعود التى حصلت عليها روسيا من حرکة طالبان بعدم استخدام أفغانستان کقاعدة انطلاق لتهديد أمن الدول المجاورة ،الا أن هذا لم يهدأ من مخاوف روسيا ، فحرکة طالبان کانت الملاذ الآمن لأـسامه بن لادن "زعيم تنظيم القاعدة "،فضلا عن أن طالبان لها امتداد عرقى وقبلى وايديولوجى مع باقى الجماعات المتطرفة فى المنطقة . لذا حرصت روسيا على اعادة تنشيط قاعدتها العسکرية فى طاکجيستان ، وتزويد قاعدتها العسکرية الأخرى فى قيرغيزستان بالمعدات العسکرية اللازمة لضمان أمن حدود الدولتين باعتبارهم خط الدفاع الأول لأسيا الوسطى وروسيا(21) .

2-الصين :

للصين مصالح استراتيجية مهمة فى أفغانستان تتمثل فى العمل على دمجها فى مبادرة الحزام والطريق من خلال ضمها الى" الممر الاقتصادى الصينى الباکستانى "، والذى يبدأ من ميناء غوادار الباکستاني على بحر العرب ويمتد حتى کاشغر في أقصى غرب سنکيانغ لتعزيز نفوذها فى أفغانستان وفى اقليم جنوب آسيا ،وتوثيق علاقاتها بباکستان ،وتقويض محاولات الهند لتعزيز نفوذها فى أفغانستان .هذا وتجدر الاشارة الى أنه تم ربط أفغانستان بالصين فى اطار مبادرة الحزام والطريق من خلال خط السکة الحديدية بين هيمان (شرق الصين) وهيراتان (التابعة لولاية بالک الأفغانية)، و"طريق الحرير الرقمى "من خلال "ممر وخان " ،والتى سيطرت عليه حرکة طالبان ، وممر"الصين – باکستان للألياف البصرية ".

20- سامى عماره،"بوتين و"طالبان" وسياسات "ملء الفراغ" في أفغانستان"،اندبندنت عربية، 23-8-2021، متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/252761

21- د.منى سليمان،مرجع سبق ذکره

-17-

هذا بالاضافة الى حجم الاستثمارات الصينية التى طالما سعت الصين الى الدفع بالمزيد منها فى أفغانستان ، نظراً للثروات الغير مستغلة فى أفغانستان ، اذ تمتلک أکبر احتياطيات على مستوى العالم من النحاس والحديد والغاز الطبيعى والليثيوم والزئبق والذهب والحديد ، فقد حصلت شرکات صينية على حق التعدين عن الفحم في منطقة ميس أيناک في ولاية لوغار الأفغانية، کما حصلت الشرکة الصينية للبترول على حق حفر ثلاث آبار للبترول بموجب صفقة تقدر ب400 مليون دولار(22).لذا أثار تردى الأوضاع الأمنية فى أفغانستان ، وماشهدته من عدم استقرار فى ظل سيطرة طالبان على الأراضى الأفغانية قلق الصين ، اذ تخشى الصين من تمدد الارهاب الى خارج أفغانستان ليصل الى المواطنين والاستثمارات الصينية فى باکستان ودول وسط أسيا ،والتحالف بين التنظيمات المتطرفة مثل داعش وحرکة " ترکستان الشرقية " من التنظيمات المناهضة للدولة الصينية في إقليم شينجيانغ،الأمر الذى من شأنه أن يؤثرعلى مصالح الصين الاستراتيجية فى أفغانستان والمنطقة .لذا سعت الصين دائما للقيام بدور الوسيط بين الحکومة الأفغانية وحرکة طالبان ، ففى الثامن والعشرين من شهر يوليو من العام الجارى ،شهدت مدينة تيانجين الصينية محادثات رسمية تمت بين مسئولين صينين ووفد من حرکة طالبان ، وذلک فى اطار جهودها الدبلوماسية للتوصل لتسوية سياسية بعد الانسحاب الأمريکى من أفغانستان. کما سارعت الصين للاعتراف بالحکومة الجديدة ، مع الحذر فى تقديم الوعود الصينية للحرکة ،اذ جاء ترکيز المبعوث الصينى الى أفغانستان يو تشياويونغ على التهديدات الأمنية ، والتى تأتى على قائمة المصالح الصينية فى مقابل المساهمة فى اعادة اعمار أفغانستان والقيام باستثمارات على المدى الطويل، فعلى الرغم من طمأنة الحرکة للصين بعدم استخدام أفغانستان کنقطة انطلاق لشن العديد من الهجمات على الصين، الا أن هذه الوعود لم تکن کافية لطمأنة الصين ،اذ تخشى الصين من تزايد نشاط الحرکات الجهادية خاصةً بعد وصول طالبان لسدة الحکم فى أفغانستان(23).

22- استراتيجية الصين فى أفغانستان بعد سيطة طالبان على کابل،مرکز الامارات للسياسات، 8-9-2021،متاح على الرابط:

https://epc.ae/ar/topic/estiratijiat-alsiyn-fi-afghanistan-baed-saytarat-taliban-ala-kabul-

 23-Glasier Bonnie.S &Small Andrew, "Chin's goals after U.S withdrawal from Afghanistan", The German Marshall fund of the united states, accessed on 27-8-2021,Available at:

-https://www.gmfus.org/news.

-18-

3-الاتحاد الأوروبى:

أعربت الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى عن قلقها بشأن تدفق عدد کبير من اللاجئين الأفغان الى أوروبا خشية تکرار أزمة 2015 ، والتى شهدت تدفق عدد کبير من اللاجئين السوريين ، اذ أثار اعلان المفوضية الأوروبية بشأن تسريع وتيرة استقبال اللاجئين الأفغان قلق وانقسامات بين العديد من الدول الأعضاء، فقد أعلنت بعض الدول الأعضاء استعدادها لاستقبال اللاجئين الأفغان مثل أسبانيا ولوکسمبورج ،بينماسعت النمسا لممارسة الضغوط على الاتحاد الأوروبى لاقامة "مراکز احتجاز" فى دول الجوار لاستقبال اللاجئين الأفغان ، وکذا أيضا اليونان وليتوانيا ، اذ سعت الدولتان لبناء حواجز على حدودها مع ترکيا منعا لاستقبال اللاجئين الأفغان ، کما أعلن الرئيس الفرنسى "ايمانويل ماکرون" عن مبادرة استباقية لبحث امکانية التعاون مع دول الجوار لاستقبال اللاجئين الأفغان وحل مشکلة الهجرة من أفغانستان(24).فضلاَ عن قيام وزراء دفاع الدول الأوروبية ببحث امکانية تکوين قوات خاصة للتدخل فى الأزمات الدولية التى تهدد مصالحها وأمنها لتقليل الاعتماد على المقدرات العسکرية للولايات المتحدة ،وذلک فى ظل ماقام به الرئيس بايدن من اتخاذ قرار بالانسحاب دون تنسيق مع الأوروبيين ،ورفضه الاستجابة للضغوط الأوروبية بتمديد بقاء القوات الأمريکية الى مابعد الحادى والثلاثون من أغسطس من العام الجارى ، وذلک حفاظاً على مصالح وأمن الولايات المتحدة فقط دون الاهتمام بأمن ومصالح الأوروبيين(25).

4- المملکة المتحدة :

 تتمتع أفغانستان بموقع ذو أهمية جيو – سياسية ، فهى تُعد احدى جمهوريات أسيا الوسطى التى تطل على حدود عدد من الدول المجاورة مثل طاکجيستان واوزبکستان وترکمانستان من الشمال ، ومن الغرب على ايران، وباکستان من الشرق والجنوب ، وعلى الصين من الجهة الشمالية الشرقية ، هذا بالاضافة الى طبيعتها الجبلية والتى تتخلها عدة أودية وممرات مثل ممر خيبر وباميان والتيمور ربطت بين العديد من الشعوب والحضارات ،فضلا عن امتلاکها العديد من الثروات الغير مستغلة کالنحاس والذهب والليثيوم ،بالاضافة الى الثروات النفطية التى تم اکتشافها وتطويرها فى القرن العشرين، الأمر الذى جعلها محور تنافس بين العديد من القوى الکبرى ، ففى نهاية القرن التاسع ، شهدت أفغانستان تنافساً بين بريطانيا وروسيا، فهناک مصالح استراتيجية لبريطانيا فى الهند سعت للمحافظة عليها من خلال تکوين حاجز أفغانى يصعب على

24-شوقى الريس،"انقسام أوروبى حول استقبال اللاجئين الأفغان"،جريدة الشرق الأوسط،1-9-2021، متاح على الرابط:

- https://aawsat.com/home/article/3163656

25- أحمد عبد الله،"تداعيات الانسحاب من أفغانستان على العلاقات الأوروبية- الأمريکية"،مرکز الامارات للسياسات،16-9-2021،متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/brief/tadaeiat-

-19-

روسيا اختراقه ، فأفغانستان أحد الدول القريبة من الهند ، والتى سعت بريطانيا الى التدخل بشکل عسکرى أو دبلوماسى لتأکيد حضورها بشکل يضمن لها المحافظة على مصالحها فى الهند(26).

 هذا وتجدر الاشارة الى أن الانسحاب الأمريکى من أفغانستان وماترتب عليه من تردى الأوضاع الداخلية ،وسيطرة طالبان على الأراضى الأفغانية أثار قلق بريطانيا ،اذ تخشى بريطانيا من تدفق عدد کبير من اللاجئين الى خارج أفغانستان ،والذين قد يتسلل اليهم عناصر ارهابية،الأمر الذى من شأنه أن يؤدى الى زعزعة أمن واستقرار البلاد ، فقد أشار رئيس الوزراء البريطانى "بوريس جونسون" فى السابع عشر من أغسطس من العام الجارى أن بلاده تستعد لاستقبال 20 ألف لاجىء أفغانى ، فقد تم وضع خطة لتوطين اللاجئين ،وخاصة الأولى بالرعاية من الأطفال والنساء ،حيث تستقبل بريطانيا فى السنة الأولى 5آلاف لاجىء، مع رفض طلبات الهجرة الغيرشرعية وذلک حفاظا على أمن البلاد ، وهنا تواجه بريطانيا مشکلة توطين هؤلاء اللائجين ، وتوفير الرعاية الصحية لهم خاصةً فى ظل جائحة کورونا ، فضلا عن التخوف من التمدد الارهابى الى خارج أفغانستان ، والذى من شأنه أن يؤدى الى زعزعة واستقرار العالم بأسره(27).فقد قام الرئيس بايدن باتخاذ قرار الانسحاب دون التشاور مع الأوروبيين،مع عدم مراعاة مصالحهم الامنية والاقتصادية فى أفغانستان،الأمر الذى أثار قلق الأوروبيين ،وذلک بسبب الاعتماد بشکل کامل على المقدرات العسکرية الأمريکية، ومن ثم تعرض رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون لانتقادات لاذعة من مجلس العموم،الأمر الذى دفعهم للتساؤل عن مايسمى ب"حلم بريطانيا العظمى ..ذلک الشعار الذى رُفع فى بريطانيا بعد البريکست(28) .

26- د.نضرعلى أمين الشريف،" سياسة بريطانيا تجاه افغانستان في ضوء معاهدة عام 1905"، مجلة کلية التربية الأساسية،بغداد:الجامعة المستنصرية، العدد 56،2009،متاح على الرابط: https://www.iasj.net/iasj/download/434e0a5531dc66e7

27- تداعيات انسحاب واشنطن من أفغانستان على نفوذها الدولى،مرکز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ،25-8-2021،متاح على الرابط: https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/6541

انظر أيضاً:

-Ellehuus Rachel& Morcos pierre," Fall of Kabul: Inconvenient Truths for NATO",Center for strategic & international studies,27-8-2021,Available at: https://www.csis.org

28-أـحمد عبد الله،مرجع سابق

-20-

ثالثاً: التداعيات الاقليمية للانسحاب الأمريکى من أفغانستان:

أثارالانسحاب الأمريکى من أفغانستان ،وسيطرة حرکة طالبان على الأراضى الأفغانية ، قلق دول الجوار الاقليمى ،وازاء ذلک تباينت ردود أفعال هذه الدول ،فقد سعت هذه الدول الى ملء الفراغ الذى ترکته الولايات المتحدة بعد انسحابها من أفغانستان ،الأمر الذى سيحول أفغانستان لساحة للصراع الاستراتيجى الاقليمى .لذا جاءت الاشارة الى مواقف بعض دول الجوار الاقليمى لابراز تداعيات هذا الانسحاب على هذه الدول.

1- باکستان:

کانت باکستان من الدول التى اعترفت بحرکة طالبان عندما سيطرت على کابول فى عام 1996 ، وکانت تحمل عداءً للحکومة الأفغانية السابقة ،کما لعبت دوراً هاماً فى مفاوضات السلام الأفغانية. لذا يُمثل الانسحاب الأمريکى من أفغانستان وماترتب عليه من سيطرة حرکة طالبان على الأراضى الأفغانية مکاسب حقيقية لباکستان التى سارعت الى التواصل مع الحرکة لتوسيع نفوذها فى أفغانستان وتقويض المحاولات الهندية لتعزيز نفوذها فى أفغانستان ،الا أنه وفى ظل المکاسب التى قد تحصدها بعد وصول الادارة الجديدة الى سدة الحکم فى أفغانستان ، لاتزال هناک مخاطر قد تواجهها باکستان ،اذ تخشى باکستان من حرکة "طالبان الباکستانية" وکذا أيضا الانفصاليون من اقليم بلوشستان الباکستانى ، والذين يجدون مأوى لهم فى أفغانستان ،ويقوموا بشن هجمات على باکستان ، فوصول الادارة الجديدة الى الحکم ،قد يحول أفغانستان الى ملاذ آمن للجماعات الارهابية التى تتخذ منها نقطة انطلاق لشن الکثير من الهجمات الارهابية ، والتى من شأنها أن تهدد أمن الدول وتزعزع استقرارها (29).

2- ايران:

تتشارک ايران مع أفغانستان فى الحدود الجغرافية فضلاً عن القواسم العرقية والطائفية واللغوية، هذا وقد شهدت العلاقة بين طهران وطالبان توتراً بعد مقتل دبلوماسيين ايرانيين فى مزار شريف عام 1988،وذبح أفرادا من جماعة الهزارة العرقية ، وهم من الطائفة الشيعية، کما تعاونت طهران مع الولايات المتحدة الأمريکية للاطاحة بالحرکة عام 2001،وأعلنت مساندتها للادارة المؤقتة برئاسة حامد کرزاى ،هذا بالاضافة الى ماأعلنته حکومة خاتمى من استعداد لتحسين العلاقات عبر فتح قنوات للحوار بين الطرفين ،الا أن ادارة الرئيس الأمريکى السابق "جورج بوش الابن" رفضت هذا التوجه واصفةً ايران بأنها ضمن "محور الشر" ، ولهذا صاغت ايران مجموعة من الأهداف التى سعت الى تحقيقها فى أفغانستان وهى:تحقيق الاستقرار فى أفغانستان ، وتقديم الدعم للطائفة الشيعية هناک ،وذلک للحيلولة دون

29-أحمد دياب،"مستقبل الدور الباکستانى فى أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکى :الحسابات والاحتمالات"،مرکز الامارات للسياسات،10-5-2021،متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/brief

انظر أيضاً:

-Jamal Umair," U.S. Troop Withdrawal from Afghanistan Risks Fueling a New India-Pakistan Proxy War", The central Asia-Caucasus analyst, accessed on25-8-2021, Available at:

http://www.cacianalyst.org/publications/analytical-articles/item/13680

-21-

 امتداد الاضطرابات الى ايران ،مع تقديم الدعم لايجاد دولة قوية فى أفغانستان وذلک لتعزيز نفوذها هناک ، وتقويض محاولات الولايات المتحدة أو غيرها من الأطراف الاقليمية المنافسة کالسعودية أو باکستان عبر تحسين علاقتهما بأفغانستان لتهديد الجمهورية الاسلامية والکيان الاستراتيجى الشيعى الذى احتضنته ايران ، والذى يمتد من وسط أفغانستان الى جنوب لبنان ، وتعزيز علاقتها بأفغانستان لبسط نفوذها هناک، وفى هذه الفترة ، قدمت ايران مساعدات نقدية للرئيس الاسبق حامد کرزاى(30).

وفى ظل التنافس بين کلاً من أشرف غنى وعبدالله عبد الله على الرئاسة ، وتولى الأول الرئاسة ،بينما تولى الثانى رئاسة مجلس المصالحة الوطنية ، شعرت ايران بأن الحکومة الأفغانية ستکون حکومة ضعيفة . لذا حرصت ايران على تدعيم علاقتها بحرکة طالبان وکافة الطوائف داخل المجتمع الأفغانى، کما شارکت فى اعادة اعمار أفغانستان ، وفى عام 2001 ، أصبحت ايران الشريک التجارى الأکبر لأفغانستان ، کما شکلت الصادرات الايرانية 90% من اجمالى الصادرات .

هذا وقد شعرت ايران بارتياح شديد باعلان الرئيس الأمريکى بايدن عن موقف ادارته الجديدة من الانسحاب من أفغانستان ، والذى بدأ فى الأول من مايو من العام الجارى ، حيث قامت الولايات المتحدة بتسليم القواعد العسکرية التى أقامتها فى أفغانستان بموجب اتفاقية الشراکة الاستراتيجية التى وقعتها الولايات المتحدة مع أفغانستان الى قوات الأمن الأفغانية ، الا أن ماشهدته أفغانستان من عدم استقرار وتردى للأوضاع الأمنية فى أعقاب انسحاب الولايات المتحدة وحلفائها فى حلف الناتو، فضلاً عن سيطرة طالبان على الأراضى الأفغانية أثار قلق ايران وتخوفها من التمدد الارهابى الى خارج أفغانستان وتدفق المزيد من اللاجئين خاصةً فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية ، وکذا أيضا توقف حرکة الصادرات من ايران الى أفغانستان ، فقد بلغ حجم الخسائر بسبب توقف الصادرات الى أفغانستان حوالى 250 مليون دولار .هذا بالاضافة الى القضايا المائية الخلافية کسد هلمند ،اذ تخشى ايران من عدم التزام الحرکة بالاتفاقيات المائية بين البلدين (النفط مقابل المياه) بعد تشکيل الحکومة الجديدة ،الأمر الذى من شأنه أن يهدد مصالحها الاستراتيجية فى أفغانستان والمنطقة . لذا لن تترد طهران فى التعامل مع الادارة الجديدة فى أفغانستان،وتدعيم علاقتها بها ، فضلاً عن تعزيز علاقتها مع روسيا والصين والهند ، فقد أُجريت الکثير من المحادثات بين هذه الدول لمناقشة الأوضاع فى أفغانستان وبحث أوجه التعاون بين هذه الدول للدفاع عن مصالحها الاستراتيجية وتعزيز نفوذها فى المنطقة .وهکذا يتضح لنا أن النظام الاسلامى قادر على التکيف والتعامل مع معطيات الواقع بمرونة شديدة طالما تعلق الأمر بمصالح ايران الاقليمية (31).

30- هل إيران مستعدَّة للاستفادة من حالة ما بعد الانسحاب الأمريکي في أفغانستان؟،المعهد الدولى للدراسات الايرانية،17-7-2021،متاح على الرابط: https://rasanah-iiis.org

31-الموقف الايرانى فى أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريکية ،مرکز الامارات للسياسات،15-8-2021، متاح على الرابط:

    - https://epc.ae/ar/topic

-22-

3- ترکيا:

سعت ترکيا الى ايجاد موطىء قدم لها فى أفغانستان لتعزيز نفوذها فى منطقة آسيا الوسطى ، والاستفادة من الثروات الاقتصادية الضخمة التى تمتلکها المنطقة ، والتى تتمثل فى النفط والغاز الطبيعى والفحم وغيرها . فقد سعت الى تحسين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والعسکرية مع أفغانستان ، کما لعبت دور الوساطة بين الحکومة الأفغانية وحرکة طالبان ،ثم جاء الاقتراح الترکى بتأمين مطار کابول لتحسين علاقات ترکيا بالولايات المتحدة الأمريکية وتأکيد وجودها فى أفغانستان وتحسين صورة النظام داخليا ، وبعد الانسحاب الأمريکى من أفغانستان،سعت ترکيا الى التنسيق مع دولتى قطر وباکستان ،واللتان تربطهما علاقة وثيقة مع حرکة طالبان ، وذلک لاقناعها بالحضور الترکى فى أفغانستان بعد الانسحاب ، والمساهمة فى اعادة اعمارها ، فقد أقنعت قطر الادارة الجديدة فى أفغانستان بمنح ترکيا حق تأمين وتشغيل مطار کابول ،هذا ويأتى هذا التنسيق فى ضوء سعى الرئيس الترکى أردوغان الى تشکيل تحالف اسلامى يضم ترکيا وباکستان وأذريبجان لتعزيز نفوذها فى المنطقة کما سعت ترکيا الى تعزيز علاقتها مع الأقلية الأوزبکية فى أفغانستان ،وهى أقلية ترکية تشکل نحو 17% من اجمالى عدد السکان .کل هذه التحرکات من شأنها أن تساعد ترکيا على تأکيد وجوده فى أفغانستان ، وتعزيز نفوذها فى المنطقة ، الا أن هناک جملة من التحديات التى تواجه ترکيا فى أفغانستان ، من أبرزها : المنافسة الاقليمية ،حيث تسعى العديد من القوى الاقليمية کروسيا والصين وغيرها الى تأکيد وجودها فى أفغانستان وتعزيز نفوذها فى المنطقة لتأمين مصالحها الاقليمية ،الأمر الذى قد يؤثر على الدور الترکى فى المنطقة ، وکذا أيضا النظر الى ترکيا باعتبارها عضواً فى حلف الناتو وحليفاً للولايات المتحدة الأمريکية(32).

4-الهند:

بعد سقوط حرکة طالبان فى عام 2001،وثقت الهند علاقتها بالحکومة الأفغانية ،وساهمت فى بناء الدولة الأفغانية ، وقدمت العديد من المساعدات الانمائية فى الکثير من المجالات کالتعليم والصحة والاتصالات وغيرها ، والتى قدرت بنحو3 مليار دولار، کما استضافت الهند قمة "دلهى الاستثمارية "، والتى دعت فيها القطاع الخاص الى الاستثمار فى أفغانستان ، فقد بلغت حجم استثمارات القطاع الخاص الهندى فى أفغانستان بنحو 10 مليار دولار، هذا بالاضافة الى مشروع خط الغاز الذى سيمر بين ترکمستان عبر أفغانستان وباکستان الى الهند، وکذا أيضاً مشروع توسيع ميناء تشابهار باستثمارات هندية بأکثر من 100 مليون دولار ، وذلک فى اطار اتفاقية العبور بين ايران

32- السياسة الترکية تجاه أفغانستان:المصالح والمقومات والعقبات،مرکزالامارات للسياسات،31-9-2021، متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/topic

انظر أيضاً:

-أحمد کامل البحيرى،" إدلب جديدة: الدور الترکي في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکي،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية،القاهرة ،11-7-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17191.aspx

-23-

 والهند لنقل البضائع الى أفغانستان وآسيا الوسطى، کما وقع الرئيس الأفغانى السابق أشرف غنى ورئيسالوزراء الهندي ناريندرا مودي فى فبراير من العام الجارى اتفاقية تهدف الى انشاء سد "شحتوت" بالقرب من کابول لتوفير المياه الصالحة للشرب ومياه الرى لعدد من المواطنين فى المناطق المجاورة(33). لذا أثار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان وماترتب عليه من سيطرة حرکة طالبان على الأراضى الأفغانية وتشکيل الحکومة من قادة الحرکة قلق الهند وتخوفها من تزايد نفوذ باکستان والتى تجمعها بأفغانستان روابط عرقية ودينية ولغوية ، وتحالف الحرکة مع الجماعات الجهادية فى کشمير ، فضلاً عن التحالف بين الصين وباکستان ، فقد أبدى الطرفين رغبتهما فى التعاون المشترک لتعزيز تواجدهم فى أفغانستان ،الأمر الذى من شأنه أن يهدد المصالح الاقليمية للهند فى المنطقة.

وهنا تجدر الاشارة الى أنه على الرغم من المخاوف والقلق الذى تشعر به الهند حيال الأوضاع فى أفغانستان ، الا أنه نظراً للأهمية الجيوسياسية لأفغانستان وحجم الاستثمارات الهندية فى أفغانستان ،فمن المرجح أن يحدث تقارب بين حکومة طالبان والهند ،خاصة بعد أن أعلنت حکومة طالبان استعدادها للعمل مع الهند ، وعدم التحالف مع الحرکات الجهادية فى کشمير ، مؤکدةً أن التدخل فى شئون الأخرين ليس من سياستها ، کما أن الهند فى حاجة الى تعزيز وجودها فى أفغانستان لحماية مصالحها الاقليمية(34) .

لذا فمن المرجح أن يحدث تقارب بين حکومة طالبان وغيرها من دول الجوار الاقليمى ، فحرکة طالبان ترغب فى تشجيع هذه الدول على استکمال مشروعاتها الاستثمارية لتحسين الأوضاع الاقتصادية هناک ،مع تقديم المزيد من الدعم والتأييد للادارة الجديدة ،کما أبدت هذه الدول استعدادها للتعاون مع حکومة طالبان لدعم الاستقرار فى أفغانستان ، وبالتالى تأمين مصالحها الاقليمية وتعزيز نفوذها فى المنطقة.

             المحور الرابع:مستقبل الوضع فى أفغانستان فى ظل نظام طالبان الجديد

أعلنت حرکة طالبان فى السابع من سبتمبر من العام الجارى عن تشکيل حکومة "تصريف الأعمال" لحين تشکيل حکومة شاملة دون الاعلان عن وقت لتشکيل هذه الحکومة .اذ هيمنت قيادات الحرکة على المناصب القيادية وهم من البشتون ، الأمر الذى يعنى عدم التزام الحرکة بتمثيل المکونات العرقية الأخرى ،فضلاً عن عدم التزامها بتمثيل المرأة فى المناصب القيادية ، فعلى الرغم من تضمين الحکومة عناصر من الطاجيک(قاري فصيح الدين قائم بأعمال رئيس الأرکان، وقاري الدين محمد حنيف القائم بأعمال وزير الاقتصاد)، وعناصرمن الأوزبک (الملا عبد السلام حنفي القائم بأعمال نائب رئيس الوزراء)،الا أنهم جميعا ينتمون الى الحرکة ويتبنون نفس الايديولوجية

33- أحمد دياب،" مستقبل الدور الهندى فى أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکى :الحسابات والاحتمالات،مرکز الامارات للسياسات، 13-6-2021،متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/brief

34-د.السيد صلاح الدين،مرجع سبق ذکره

-24-

ومن ثم لايمکن تفسير هذا الأمر على أنه يعکس نوع من التمثيل العرقى(35) .لذا وفى ضوء ماسبق عرضه من معلومات عن عناصر الحکومة الجديدة ، يمکن طرح أربع سيناريوهات مستقبلية تعکس الوضع فى أفغانستان بعد تشکيل هذه الحکومة الجديدة :

السيناريو الأول:

تشکيل حکومة جديدة شاملة لکافة المکونات المذهبية والعرقية داخل المجتمع الأفغانى ، مع تمثيل المرأة فى المناصب القيادية ،وذلک لکسب المزيد من التأييد من قبل المجتمع الأفغانى ،ودعم استقرار أفغانستان ، وکذا أيضاً الحصول على دعم وتأييد واعتراف دول العالم بهذه الحکومة الجديدة ، اذ يترتب على هذا الاعتراف الحصول على مزيد من المساعدات والمنح الانمائية التى تساهم فى اعادة اعمار أفغانستان ،فأکثر من ثلثى ايرادات الحکومة تعتمد على المنح والمساعدات الدولية ، کما سيتم الافراج عن الاحتياطى النقدى للبنک المرکز الأفغانى ، والذى تجمد من قبل واشنطن ، وبالتالى تحسين الاقتصاد الأفغانى .فعلى الرغم من امتلاک أفغانستان لکثير من الثروات الاقتصادية الا أن الحکومة الأفغانية السابقة عجزت عن استثمار هذه الثروات بالرغم من العلاقات الايجابية للرئيس الأفغانى السابق "أشرف غنى " بعدد من دول العالم ، وذلک بسبب تردى الأوضاع الأمنية وانتشار الفساد بالاضافة الى ضعف مؤسسات الدولة . لذا تعين على الحکومة الجديدة أن تتبنى سياسة منفتحة مع العالم ، الأمر الذى من شأنه أن يشجع الکثير من دول العالم على اقامة العديد من المشروعات الاستثمارية فى أفغانستان ،ويُمکن الدولة من استغلال الثروات الاقتصادية التى تمتلکها على نحو أفضل وبشکل يساهم فى تحسين الاقتصاد الأفغانى(36) .

 السيناريو الثانى :

استمرارعمل حکومة "تصريف الأعمال " دون السعى الى تشکيل حکومة جديدة شاملة تضم کافة المکونات العرقية والمذهبية وتضمن تمثيل المرأة ، فمن المتوقع أن يحدث تراجع فى حجم المطالب الدولية بتشکيل حکومة شاملة، والالتزام باحترام حقوق الانسان ، ودعم الديمقراطية ،خاصة فى ظل وجود مصالح دولية مشترکة تتعلق بمواجهة تنظيم داعش ، فقد شهد الخطاب الأمريکى والأوروبى تحولاً فى أعقاب تنفيذ داعش هجوماً على مطار کابول ،اذ تضمن التأکيد على ضروة التعاون مع الحرکة لمواجهة هذا التهديد(37) .

35- د.محمد فايز فرحات،" قراءة في تشکيل حکومة طالبان لتصريف الأعمال"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،القاهرة ،8-9-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17244.aspx

36- المرجع السابق

37- د.محمد فايز فرحات،" متى تعترف الولايات المتحدة بنظام طالبان"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،القاهرة ،16-9-2021،متاح على الرابط https://ecss.com.eg/16695:

-25-

السيناريو الثالث :

انقسام داخل حرکة طالبان ،اذ تضم هذه الحرکة عدد من القبائل والقوى التى لابد أن تسعى قيادات الحرکة لارضائها سياسيا واقتصاديا من أجل ضمان ولائهم ، وهنا تجدر الاشارة أنه قد يصعب تحقيق هذا الرضاء خاصةً فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية ، وتقديم الحرکة وعوداً بحظر تجارة الخشخاش ، الأمر الذى من شأنه أن يؤثر على دخل عدد من القيادات الوسطى فى الحرکة(38) .

السيناريو الرابع :

حدوث حرب أهلية فى ظل عدم التزام حرکة طالبان بتشکيل حکومة جديدة شاملة تضم کافة المکونات العرقية والمذهبية وتضمن تمثيل المرأة ،فقد هيمنت الحرکة وهم من البشتون على تشکيل الحکومة الجديدة ، وعلى الرغم من تضمينها عناصرمن الطاجيک(قاري فصيح الدين قائم بأعمال رئيس الأرکان، وقاري الدين محمد حنيف القائم بأعمال وزير الاقتصاد)، وعناصر من الأوزبک (الملا عبد السلام حنفي القائم بأعمال نائب رئيس الوزراء)،الا أنهم جميعا ينتمون الى الحرکة ويتبنون نفس الايديولوجية ، ومن ثم لايمکن تفسير هذا الأمر على أنه يعکس نوع من التمثيل العرقى، هذا بالاضافة الى عدم منح الشيعة الهزارة أية مناصب فى هذه الحکومة الجديدة ، الأمر الذى يشير الى أن هذه الحکومة الجديدة تناصب العداء للشيعة(39) .

38- دلالات أول حکومة تصريف أعمال فى عهد طالبان،مرکز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة،12-9-2021،متاح على الرابط: https://futureuae.com/arAE/Mainpage/Item/6610

39- د.محمد فايز فرحات،"قراءة فى تشکيل حکومة طالبان لتصريف الأعمال"،مرجع سبق ذکره.

-26-

خاتمة الدراسة :

شهدت السياسة الخارجية الأمريکية فى عهد الرئيس الأمريکى جوبايدن تغيراً فى الأهداف والتوجهات ، فلم يعد الارهاب هو الخطر الأکبر الذى يهدد مصالح الولايات المتحدة ، وانما أضحى صعود القوى الکبرى کالصين وروسيا ، الى جانب التحديات الداخلية التى يتعين على الادارة الأمريکية مواجهتها کالتغيرات المناخية والأوبئة فضلاً عن الحاجة الى دعم الاقتصاد الأمريکى واقامة نظام صحى عالمى قادر على مواجهة الأوبئة من أبرز المخاطر التى تواجه الولايات المتحدة وتهدد مصالحها . لذا جاء قرار الرئيس الامريکى بايدن فى الرابع عشر من أبريل من العام الجارى بالانسحاب من أفغانستان معبراً عن أهداف وتوجهات تلک السياسة ، والتى تتضمن انهاء الحروب التى دامت لسنوات طويلة فى العراق وأفغانستان ،وترتب عليها استنزاف قدرات الولايات المتحدة العسکرية والاقتصادية ،وبالتالى اضعاف قدرتها على مواجهة خصومها والذى يزداد تأثيرهم على نحو يهدد مصالح الولايات المتحدة. الا أن هذا الانسحاب والذى بدأ فى الأول من مايو من العام الجارى قبل أن تصل الحکومة الأفغانية وحرکة طابان الى تسوية سياسية ،أعقبه العديد من التداعيات سواء على المستوى الداخلى أو على الصعيد الدولى والاقليمى ، فعلى المستوى الداخلى شهدت أفغانستان تدهوراً فى الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ،أما على الصعيد الدولى والاقليمى ،أثار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان وماأعقبه من سيطرة طالبان على الأراضى الأفغانية قلق العديد من القوى الدولية والاقليمية ،خوفاً من التمدد الارهابى الى خارج أفغانستان وتدفق اللاجئين والذين قد ينضم اليهم عناصر ارهابية ، الأمر الذى من شأنه أن يهدد أمن واستقرار الدول ومصالحها فى المنطقة .لذا فقد سعت بعض الدول کروسيا والصين الى الاعتراف بالحکومة الجديدة ،والتى تهيمن الحرکة عليها ، بينما رفضت دول أخرى کالولايات المتحدة الاعتراف بهذه الحکومة الجديدة ،واضعةً مجموعة من الشروط للاعتراف بهذه الحکومة کتشکيل حکومة شاملة واحترام حقوق الانسان ودعم الديمقراطية ،الا أنه من المرجح أن تعترف هذه الدول بالحکومة الجديدة قريبا،فهذا الاعتراف ليس مرتبط بالشروط التى وضعتها الولايات المتحدة ،وانما مرتبط بموقعها الجغرافى والثروات الاقتصادية التى تملکها ، الأمر الذى جعل من أفغانستان ساحة لتنافس العديد من القوى الدولية والاقليمية لاقامة المزيد من المشروعات هناک ، ومن ثم لن تترک الولايات المتحدة الحکومة الجديدة تدير هذا الأمر بعيداً عنها ،بل ستسعى الى أن يکون لها تواجد هناک دون الاشتراک فى حروب أو صراعات فى أفغانستان.

-27-

نتائج الدراسة:

1- شهدت السياسة الخارجية الأمريکية فى عهد الرئيس الأمريکى جوبايدن تغيراً فى الأهداف والتوجهات ، فلم يعد الارهاب هو الخطر الأکبر الذى يهدد مصالح الولايات المتحدة ، وانما أضحى صعود القوى الکبرى کالصين وروسيا وتزايد نفوذها بشکل يهدد مصالح الولايات المتحدة من أبرز التحديات الخارجية التى تواجه

الولايات المتحدة فضلاً عن التحديات الداخلية التى يتعين على الولايات المتحدة مواجهتها کالتغيرات المناخية ومواجهة الأوبئة ودعم الاقتصاد الأمريکى واقامة نظام صحى عالمى قادر على مواجهة الأوبئة .

2- انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان قبل التوصل الى تسوية سياسية بين الحکومة الأفغانية وحرکة طالبان واعادة بناء الدولة الأفغانية ، وتخلى الولايات المتحدة عن حلفائها ،انما يعبر عن فشل الولايات المتحدة فى تحقيق أهدافها ،ويؤدى الى زعزعة ثقة الحلفاء فى قدرة الولايات المتحدة على مساعدتها ، وتراجع النفوذ الأمريکى فى مقابل صعود قوى کبرى کالصين وروسيا ،خاصةً بعد رفض حرکة طالبان طلب الولايات المتحدة بتمديد فترة بقاء القوات الأمريکية بعد الحادى والثلاثون من أغسطس من العام الجارى،والتزام الولايات المتحدة بهذا التوقيت لاتمام الانسحاب.

3-الانسحاب الأمريکى من أفغانستان کانت له انعکاسات على السياسة الأوروبية ، اذ قام الرئيس بايدن باتخاذ قرار الانسحاب دون تنسيق مع الأوروبيين ،فضلاً عن رفضه الاستجابة للضغوط الأوروبية بتمديد بقاء القوات الأمريکية الى مابعد الحادى والثلاثون من أغسطس من العام الجارى ، وذلک حفاظاً على مصالح وأمن الولايات المتحدة فقط دون الاهتمام بأمن ومصالح الأوروبيين . لذا بحث وزراء دفاع الدول الأوروبية امکانية تکوين قوات خاصة للتدخل فى الأزمات الدولية التى تهدد مصالحها وأمنها لتقليل الاعتماد على المقدرات العسکرية للولايات المتحدة .

4-أثار الانسحاب الأمريکى غير المنظم من أفغانستان ،ووصول طالبان للحکم قلق العديد من القوى الدولية والاقليمية ،خوفاً من التمدد الارهابى الى خارج أفغانستان ،وتدفق العديد من اللاجئين والذين قد يتسلل اليهم عناصر ارهابية ، الأمر الذى من شأنه أن يهدد أمن واستقرار ومصالح هذه الدول فى المنطقة.

5-سعت العديد من القوى الدولية والاقليمية کالصين وروسيا وايران لملء الفراغ الذى ترکته الولايات المتحدة بعد الانسحاب من أفغانستان ، الأمر الذى سيحول أفغانستان الى ساحة للصراع الدولى والاقليمى .

6- يشير تشکيل الحکومة الجديدة الى هيمنة قيادات حرکة طالبان على المناصب الرئيسية وهم من البشتون ، واستبعاد المکونات العرقية والمذهبية الأخرى ، مع عدم تمثيل المرأة ،هذا بالاضافة الى تضمينها عناصر ارهابية موجودة على على قوائم الارهاب مثل الملا سراج الدين حقانى قائد شبکة حقانى والمصنفة تنظيماً

                                              -28-

 ارهابياً من قبل الولايات المتحدة ، وهو أحد المطلوبين من مکتب التحقيقات الفيدرالى لتورطه فى العديد من العمليات الارهابية ، الأمر الذى يؤکد على عدم التزام حرکة طالبان بوعودها وأن نمط الاعتدال الذى تميز به الخطاب الجديد للحرکة ماهو الاتغير ظاهرى لکسب المزيد من الدعم الخارجى.

7- تباينت ردود أفعال الدول تجاه تشکيل الحکومة الجديدة ،اذ اعترفت بعض الدول کروسيا والصين بهذه الحکومة ، بينما رفضت دول کالولايات المتحدة والدول الأوروبية الاعتراف بهذه الحکومة حتى تفى طالبان بوعودها المتمثلة فى اقامة حکومة شاملة لکافة المکونات العرقية والمذهبية ،مع ضمان تمثيل المرأة ،واحترام حقوق الانسان، واقامة نظام ديمقراطى فى أفغانستان ، الا أنه من المرجح أن تعترف هذه الدول بالحکومة الجديدة قريبا،فهذا الاعتراف ليس مرتبط بالشروط التى وضعتها الولايات المتحدة ،وانما مرتبط بموقعها الجغرافى والثروات الاقتصادية التى تملکها ، الأمر الذى جعل من أفغانستان ساحة لتنافس العديد من القوى الدولية والاقليمية لاقامة المزيد من المشروعات هناک ، ومن ثم لن تترک الولايات المتحدة الحکومة الجديدة تدير هذا الأمر بعيداً عنها ،بل ستسعى الى أن يکون لها تواجد هناک دون الاشتراک فى حروب أو صراعات فى أفغانستان.

قائمة المراجع:

أولاٍ:المراجع باللغة العربية:

1- المشهد الأفغانى بعد سيطرة طالبان ، مرکز الفکر الاستراتيجى للداسات،19-8-2021،متاح على الرابط :

https://fikercenter.com//assets/uploads

2 - الموقف الايرانى فى أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريکية ،مرکز الامارات للسياسات،15-8-2021، متاح على الرابط: - https://epc.ae/ar/topic 3- الانسحاب الأمريکى من أفغانستان- الفوضى تلوح فى الأفق،المرکز الأوروبى لدراسات مکافحة الارهاب والاستخبارات، ألمانيا ،13 أغسطس 2021،متاح على الرابط: https://www.europarabct.com

4-السياسة الترکية تجاه أفغانستان:المصالح والمقومات والعقبات،مرکزالامارات للسياسات،31-9-2021، متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/topic

5- استراتيجية الصين فى أفغانستان بعد سيطة طالبان على کابل،مرکز الامارات للسياسات، 8-9-2021،متاح على الرابط:https://epc.ae/ar/topic/estiratijiat-alsiyn-fi-afghanistan-baed-saytarat-taliban-ala-kabul

-29-

6-انسحاب القوات الأمريکية من أفغانستان :التداعيات والسيناريوهات،مرکز الامارات للسياسات،12-7-2021،

متاح على الرابط:https://epc.ae/ar/whatif-details/87

7- تداعيات انسحاب واشنطن من أفغانستان على نفوذها الدولى،مرکز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة ،25-8-2021،متاح على الرابط: https://futureuae.com/ar/Mainpage/Item/6541

8- دلالات أول حکومة تصريف أعمال فى عهد طالبان،مرکز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة،12-9-2021،متاح على الرابط: https://futureuae.com/arAE/Mainpage/Item/6610

9- قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان : دوافعه وتداعياته المحتملة ،المرکز العربى للأبحاث ودراسة السياسات،26أبريل 2021،متاح على الرابط :

 https://www.dohainstitute.org/ar/Lists/ACRPS-PDFDocumentLibrary

10- مقتل ثلاثة فى تفجيرات جلال آباد الأفغانية ،اندبندنت عربية،19-9-2021،متاح على الرابط:

https://www.independentarabia.com/node/260236-

11- هل إيران مستعدَّة للاستفادة من حالة ما بعد الانسحاب الأمريکي في أفغانستان؟،المعهد الدولى للدراسات الايرانية،17-7-2021،متاح على الرابط: https://rasanah-iiis.org

12-أحمد دياب،"مستقبل الدور الباکستانى فى أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکى :الحسابات والاحتمالات"،مرکز الامارات للسياسات،10-5-2021،متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/brief

13- أحمد دياب،" مستقبل الدور الهندى فى أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکى :الحسابات والاحتمالات،مرکز الامارات للسياسات، 13-6-2021،متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/brief

14-أحمد عبد الله،"تداعيات الانسحاب من أفغانستان على العلاقات الأوروبية- الأمريکية"،مرکز الامارات للسياسات،16-9-2021،متاح على الرابط: https://epc.ae/ar/brief/tadaeiat 15-أحمد کامل البحيرى،"إدلب جديدة: الدور الترکي في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريکي"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،القاهرة،11-7-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17191.aspx

16- د. السيد صلاح الدين،" الوجه الاقتصادى للصراع السياسى فى أفغانستان"،مجلية السياسة الدولية ، القاهرة ، 18-8-2021،متاح على الرابط: http://www.siyassa.org.eg/News/18101.aspx

-30-

17- رانيا مکرم ،"الذکرى العشرون: الانعکاسات المحتملة للانسحاب الأمريکي من أفغانستان"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،24-4-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17124.aspx

18-سامى عماره،"بوتين و"طالبان" وسياسات "ملء الفراغ" في أفغانستان"،اندبندنت عربية، 23-8-2021، متاح على الرابط: https://www.independentarabia.com/node/252761

19- شوقى الريس،"انقسام أوروبى حول استقبال اللاجئين الأفغان"،جريدة الشرق الأوسط،1-9-2021، متاح على الرابط:- https://aawsat.com/home/article/3163656

20-د.محمد السعيد ادريس،" أفغانستان .... وتحديات مابعد الانسحاب الأمريکى "،مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، القاهرة ، 31-8-2021، متاح على الرابط : https://idsc.gov.eg/DocumentLibrary/View/5890

21- د.محمد على السقاف،"تداعيات الانسحاب الأمريکى على روسيا والصين"،جريدة الشرق الأوسط،12-9-2021،متاح على الرابط: https://aawsat.com/home/article/3184296

22- د.محمد فايز فرحات،" قراءة في تشکيل حکومة طالبان لتصريف الأعمال"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،القاهرة ،8-9-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17244.aspx

23- د.محمد فايز فرحات،" متى تعترف الولايات المتحدة بنظام طالبان"،مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،القاهرة ،16-9-2021،متاح على الرابط https://ecss.com.eg/16695:

24- محمد فوزى،"دلالات المعرکة الأولى ل"طالبان" بعد الانسحاب الأمريکى، القاهرة : مرکز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ،1-9-2021،متاح على الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/17237.aspx

 25-د.منى سليمان ،"أبعاد وتطورات سيطرة حرکة"طالبان"الخاطفة على أفغانستان"،مجلة السياسة الدولية ،16-8-2021،متاح على الرابط: http://www.siyassa.org.eg/News/18091.aspx

26- منى قشطه،"جدل مستمر وتداعيات مقلقة : قرار الانسحاب الأمريکى من أفغانستان"،5-6-2021،المرکز المصرى للفکر والدراسات الاستراتيجية ،متاح على الرابط:-https://www.ecsstudies.com/15028

27- د.نضرعلى أمين الشريف،" سياسة بريطانيا تجاه افغانستان في ضوء معاهدة عام 1905"، مجلة کلية التربية الأساسية،بغداد:الجامعة المستنصرية، العدد 56،2009،متاح على الرابط: https://www.iasj.net/iasj/download/434e0a5531dc66e7

28-د.نورهان الشيخ،"سلسلة مفاهيم:طغيان الواقعية وتراجع المثالية فى العلاقات الدولية"، القاهرة:المرکز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية ،2009.

-31-

ثانياً:المراجع باللغة الأجنبية:

1-Afghanistan Study Group Final Report A Pathway for Peace in Afghanistan, United States Institute of Peace, Washington, DC, February 2 0 2 1,Available at: https://www.usip.org/sites/default/files/2021-o2.

2- Remarks by president Biden on the way forward in Afghanistan, The White House, April 14

,2021, Available at : https://www.whitehouse.gov/briefing-room/speeches-remarks

3- Cordesman Anthony H," Real-World Options for Afghanistan", Center for strategic& international studies, 10/5/2021,Available at: https://www.csis.org/analysis/real-world-options-afghanistan

4- Bull. Sr Bartle," What Will Happen to the Women of Afghanistan", The wall street journal, accessed on11-8-2021, Available at: https://www.wsj.com/articles

5- Steve Coll, “Leaving Afghanistan, and the Lessons of America’s Longest War,” The New Yorker, 15/4/2021, accessed on 26/4/2021, at: https://bit.ly/2QvEZBD.

6-Montanaro Domenico," 5 Questions Now After President Biden's Afghanistan Withdrawal", National puplic radio, accessed on 1-9-2021, Available at: https://www.npr.org/2021/09/01/1033130742

7- Hookway James& Shah Saeed ,"What's happening in Afghanistan? Taliban form new government after U.S withdrawal", The wall street journal, accessed on10/9/2021, Available at : http://WSJ.com

8- Joseph R. Biden. Jr., “Why America Must Lead Again: Rescuing U.S. Foreign Policy after Trump,” Foreign Affairs (March-April 2020), accessed on 26/4/2021, Available at: at: https://fam.ag/3xj4E13.

9-Cleve R. Wootson Jr, Dan Lamothe and John Wagner," Biden forcefully defends Afghan pullout despite Taliban gains",The washingtonpost, July 8, 2021, Available at:

-https://www.washingtonpost.com/politics/biden-afghanistan-taliban/2021/07/08.

10 - Chesnut Mary& Waller .J, Julian," Russia’s Response to US Withdrawal From Afghanistan: Criticism of US, Concerns About Security Environment", Harvard kennedy school :Belfer center for science& international affairs, accessed on 24-9-2021,Available at: https://www.russiamatters.org/analysis.

11-Dion Nissenbaum & Gordon Lubold, “Military Believes Trump’s Afghan War Plan Is Working, but Spy Agencies Are Pessimistic,” The Wall Street Journal, 31/8/2018, accessed on 26/4/2021, at: https://on.wsj.com/3erI1ie

-32-

12- Ellehuus Rachel& Morcos pierre," Fall of Kabul: Inconvenient Truths for NATO", Center for strategic & international studies,27-8-2021,Available at: https://www.csis.org.

13-Glasier Bonnie.S &Small Andrew, "Chin's goals after U.S withdrawal from Afghanistan", The German Marshall fund of the united states, accessed on 27-8-2021,Available at:

-https://www.gmfus.org/news.

14-Clayton Thomas," Afghanistan: Background and U.S. Policy: In brief", Congressional Research Service, 11-6-2021, Available at: https://fas.org/sgp/crs/row/R45122.pdf

15- Felbab Vanda-Brown, The US decision to withdrawl from Afghanistan is the right one, Brookings, accessed on 15-4-2021, Available at: https://www.brookings.edu/blog/order.

16- Jamal Umair," U.S. Troop Withdrawal from Afghanistan Risks Fueling a New India-Pakistan Proxy War", The central Asia-Caucasus analyst, accessed on25-8-2021, Available at:

http://www.cacianalyst.org/publications/analytical-articles/item/13680

-33-