نوع المستند : مقالات سیاسیة واقتصادیة
المؤلفون
1 جهة بحثية حکومية
2 معهد الدراسات السياسية ، باريس
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مقدمة
تعکس منطقة ( الإندوباسفیک) مستقبل النظام السیاسى العالمى ؛ بما تمتلک من أهمیته استراتیجیة؛ واحتضانها لسبعة من أکبر عشرة جیوش فى العالم، فضلًا عن مرور حوالى ثلث الشحن البحرى العالمى منها فقط عبر بحر الصین الجنوبى ، باﻹضافة إلى احتضانها بؤر محتملة للصراع المسلح مثل ( کوریا الشمالیة - تایوان ) بالإضافة إلى النزاعات الإقلیمیة والبحریة فى بحر الصین الشرقى وبحر الصین الجنوبى .
من جهة أخرى ، تمثل منطقة ( الإندو-باسیفیک) مرکز الجاذبیة للنمو الاقتصادى فى العالم حیث تضم أکبر ثلاث اقتصادات ، ( الولایات المتحدة الأمریکیة - الصین – الیابان ) ، هذا فى الوقت الذى تسببت فیه أزمة ( کورونا ) فى تشکیل وضعًا عالمیًا قد یُغرى القادة الصینیین بالاستیلاء على تایوان وغزوها ، الأمر الذى قد یؤجج صراعًا عسکریًا، له تأثیر سلبى على النزاعات الإقلیمیة والقانون الدولى ، فضلًا عن التوترات الأخیرة فى بحر الصین الجنوبى و إحیاء التوترات بین الولایات المتحدة والصین، الأمر الذى تسبب فى إعداد تلک الدراسة للإجابة على التساؤلات التالیة :
1- کیف نشأ مفهوم ( الإندوباسفیک) وماذا یدل ؟.
2- ما هى توجهات الولایات المتحدة الأمریکیة لمنطقة ( الإندوباسفیک )، ووضع الصین من تلک التوجهات ؟.
3- ما هى توجهات الصین لمنطقة ( الإندوباسفیک ) ووضع الولایات المتحدة الأمریکیة من تلک التوجهات ؟.
4- کیف أثر انتشار فیروس ( کورونا) على استراتیجیة کل من ( الولایات المتحدة الأمریکیة – الصین ) وعلى سیاسات الدول الأعضاء فى المنطقة ؟.
بناءً على ماسبق ، تتناول تلک الدراسة منطقة ( الإندوباسفیک ) من الأبعاد التالیة :
1- نشأة مصطلح ( الإندو باسفیک ).
2- فرص إعادة شکیل الجغرافیا السیاسیة لمنطقة ( الإندو- باسیفیک ) فى ظل أزمة فیروس
( کورونا ).
3- مستقبل اﻹندوباسفیک فى ضوء الصراع الصینى- الأمریکى.
4- تأثیر فیروس ( کورونا ) على مستقبل نفوذ الغرب ومؤشر (القوة الناعمة).
5- تداعیات انتشار فیروس کورونا على مستقبل الشعبویّة فى العالم.
6- نتائج الدراسة.
أولًا : نشأة مصطلح ( الإندو باسفیک )
هناک طرقًا تقلیدیة لرسم خرائط العالم تتمثل فى الحدود سواء الجغرافیة أو السیاسیة ، غیر أن هناک طریقة غیر تقلیدیة تتمثل فى الخرائط الذهنیة ، وهى طریقة غیر موجودة فى الواقع ، انطلاقًا من هذا ، یُمثل " الإندو-باسیفیک " إحدى هذه الخرائط الذهنیة التى اکتسبت أهمیة کبیرة فى الفترة الأخیرة فى الدراسات الدولیة فقط (1)
أ - مفهوم ( آسیا- باسیفیک )
أدى تزاید النمو الاقتصادى للصین و بعض دول شرق آسیا فى آواخر القرن العشرین إلى تغیر الجغرافیا الاقتصادیة لدول شرق وجنوب شرق آسیا مما أدى لظهور مفهوم "آسیا-باسیفیک " الذى ظل مُهیمن - على مدى ما یقرب من سبعین عامًا - على النظام السائد فى آسیا وغالبًا ماکان یشار إلیه بإسم "السلام الأمریکى" وقامت الولایات المتحدة الأمریکیة بدور محورى فیه، ویشمل مصطلح "آسیا-باسیفیکAsia- Pacific "، معظم دول کل من ( شرق وجنوب آسیا – اوقیانوسیا( ، وفى بعض الحالات ، یُستخدم مصطلح "آسیا-الباسیفیک Asia- Pacific " ، لوصف البلدان الواقعة فى الأمریکتین ، والتى تقع على طول ساحل شرق المحیط الهادئ(2) .
ب - مفهوم ( الإندو-باسیفیک )
على الرغم من أن جمیع الجهات الدولیة الفاعلة تشیر إلى المحیطین الهندى والهادئ ، إلا أنه لا یوجد - حتى الآن - اتفاق مشترک لما یُقصد به بالضبط من مفهوم ( الإندو باسفیک) ، ونتیجة لذلک ، تحتوى المفاهیم المختلفة لمنطقة ( الإندو باسفیک) على العدید من التفسیرات المختلفة(3)، فتعبیر
Indo-Pacific" - الإندو-باسیفیک " یعکس اختصارًا لعبارة "تجمع المحیط الهندى مع المحیط الهادئ"
Indo-Pacific’ – shortened from ‘Indian Ocean–Pacific Ocean combine.
ویکشف التنافس السیاسى حول التعریف الجغرافى لمصطلح "الإندو-باسیفیک" عن أهمیته الاستراتیجیة؛ حیث تضم منطقة "الإندو-باسیفیک" کل من ( الصین " الدولة الأکثر اکتظاظًا بالسکان فى العالم" – الهند
" ثانى أکثر دولة اکتظاظًا بالسکان عالمیًا "– إندونسیا "الدولة ذات الأغلبیة المسلمة")، کما تضم منطقة "الإندو-باسیفیک"، سبعة من أکبر عشرة جیوش قائمة فى العالم، ویمر حوالى ثلث الشحن البحرى العالمى عبر بحر الصین الجنوبى فقط، باﻹضافة إلى إحتضانها مناطق ملتهبة ثمثل بؤر محتملة للصراع المسلح مثل ( کوریا الشمالیة - تایوان ) بالإضافة إلى النزاعات الإقلیمیة والبحریة فى بحر الصین الشرقى وبحر الصین الجنوبى.
من جهة أخرى ، تمثل منطقة "الإندو-باسیفیک" مرکز الجاذبیة للنمو الاقتصادى فى العالم حیث تضم أکبر ثلاث اقتصادات ، ( الولایات المتحدة الأمریکیة - الصین – الیابان )(4) "
وهنا یجب التمییز بین ثلاثة مستویات فى فهم المصطلح ، کما یلى :
1- المستوى الأول ، وهو المفهوم الجغرافى الذى یعنى التقاء المحیط الهندى بالمحیط الهادئ و یمتد من شواطئ غرب أفریقیا إلى ساحل المحیط الهادئ للأمریکتین ومن مضیق (بیرنغ) إلى المیاه المتجمدة فى المحیط المتجمد الجنوبى، و تعکس هذه الفکرة الجغرافیة لمنطقة المحیط الهادئ و المحیط الهندى ازدیاد حرکة التجارة و التدفق البشرى بین کل من ( جنوب آسیا - شرق آسیا ) والذى أصبح مفهوم "آسیا-الباسیفیک"Asia- Pacific کافى للدلالة علیها.(5).
2- المستوى الثانى ، وهو المفهوم الجیوسیاسى والذى تم تناوله کما یلى :
أ - استخدامه للمرة الأولى من قبل رئیس الوزراء الیابانى ( شنزو ابى Shinzo Abe ) فى البرلمان الهندى فى أغسطس عام 2007 خلال حدیثه عن"التقاء المحیط الهندى و المحیط الهادئ" .(6)
ب - قیام الولایات المتحدة الأمریکیة بتقدیم مفهوم استراتیجى یسمى"اﻹندوباسفیک حر و منفتح" باعتباره مفهومًا مضادًا لإعادة هیکلة المنطقة الذى تسعى إلیه الصین، وتبلور فى مشروع ( الحزام و الطریق)، وبالإضافة إلى ذلک، قدمت کل من ( الیابان - أسترالیا - الهند – تجمع الآسیان )* مفهومهم الخاص بشأن"اﻹندوباسفیک.(7) .
ﺠ - رغم أن الصین لاعب رئیسى فى منطقة "الإندو-باسیفیک" ، غیر إنها مترددة فى تعریف نفسها کجزء من "الإندو-باسیفیک" حیث یعتقد القادة الصینیون أن استراتیجیته التى تقودها الولایات المتحدة الأمریکیة تهدف إلى احتواء صعود الصین ، فحتى الوقت الحالى ، لم تستخدم الصن فى وثائقها الرسمیة مصطلح "الإندو-باسیفیک" ، ولکن عملیًا ، امتدت طموحات الصین الاقتصادیة والاستراتیجیة عبر المحیط الهادئ والمحیط الهندى، وبعبارة أخرى ، دخلت الصین سیاسیًا منطقة"الإندو-باسیفیک" دون الاعتراف بها رسمیاً(8).
3- المستوى الثالث لفهم المصطلح یتضمن إضفاء الطابع المؤسسى على فکرة مصطلح " الإندو-باسیفیک ، والذى یتضمن بناء المؤسسات الإقلیمیة وتکوین مفهوم إقلیمى أوسع نطاقًا من مفهوم التعاون الاقتصادى لآسیا والمحیط الهادئ (ابک)، وهذا البعد المؤسسى یمکن أن یُشیر إما إلى نظام تحالف تقوده الولایات المتحدة الأمریکیة أو منظمة إقلیمیة یمکنها إدارة الصراع وتعزیز التعاون ، وهما مفهومان مختلفان تمامًا فى طبیعتهما(9).
على الرغم من اعتماد مصطلح " الإندو-باسیفیک " فى عدد متزاید من الدول ، إلا أنه لا یوجد مفهوم أو تصور موحد لحدوده الجغرافیة، فأصبحت کل دولة تُحدد مفهومها الاستراتجى لهذا المصطلح ، بما یتلائم مع کل من ( موقعها الجغرافى - مصالحها الوطنیة ) ، وأصبحت النتیجة وجود مجموعة کبیرة من التصورات المختلفة للمصطلح نفسه ، الأمر الذى ترتب علیه تغییر المفهوم نفسه داخل کل دولة بما یتلائم مع معطیاتها السیاسیة و الأمنیة والاقتصادیة (10)
و على الرغم من اشتراک کل من ( أسترالیا – الولایات المتحدة الأمریکیة ) فى وجهة نظر جغرافیة مماثلة فیما یخص"الإندو-باسیفیک " أى "آسیا-الباسیفیک" بالإضافة إلى الهند، غیر أن المفهوم الجغرافى بالنسبة للیابان والهند أوسع بکثیر ؛ حیث یمتد لیشمل قارتى ( آسیا - أفریقیا )، والمحیط الهادئ والمحیط الهندى، أما بالنسبة لتجمع ( آسیان )، فلا یهمه الحدود الملموسة للمنطقة طالما یحتفظ التجمع بمرکزیته فى الهیکل الإقلیمى المستقبلى(11)
ثانیًا : فرص إعادة شکیل الجغرافیا السیاسیة لمنطقة ( الإندو- باسیفیک ) فى ظل أزمة فیروس ( کورونا )
ینظر الکثیرون إلى فیروس ( کورونا ) کمحفز لنظام عالمى جدید ، حیث تمرکز ذلک الفیروس فى منطقة ( الإندوباسفیک ) والتى تعتبر المرکز العصبى الجیوسیاسى والاقتصادى الجیولوجى فى القرن الحادى والعشرین فى ظل تحدیات أمنیة غیرمسبوقة، حیث تسبب فیروس ( کورونا ) فى تحولات استراتیجیة کبیرة فى تلک المنطقة (12)
وقد إستعاد مصطلح "الإندو-باسیفیک" أهمیته أیضًا خلال الأزمة على ناحیتین ، کما یلى :
1- الناحیة الأولى : توفیر شبکة تعاون متعددة الأطراف ساعدة فى تنسیق ردود الأفعال وتبادل المعلومات ومحاربة انتشار فیروس کورونا .
2- الناحیة الثانیة : تقدیم الکثیر من النماذج الناجحة فى التعامل مع الفیروس مثل ( کوریا الجنوبیة - سنغافورة - تایوان - هونج کونج)، حیث کانت سیاساتهم الوقائیة مثالیة فى تجنب حدوث سیناریو کارثى(13).
من جهة أخرى ، لفتت أزمة ( کورونا ) نظر دول المنطقة حول مخاطر الانزلاق البطیء نحو الهیمنة الصینیة، فى الوقت الذى تثیر فیه الأزمة أیضًا أسئلة حول مدى قدرة القیادة الأمریکیة وقوتها ، الأمر الذى یؤثر على تحول میزان القوة نحو الشرق ، حیث أدارت آسیا الأزمة بصور أکثر کفاءة من أوروبا و الولایات المتحدة الأمریکیة، ومن الممکن أن تستفید الصین من الأزمة ولو بصورة نسبیًة فقد تمکنت بکین من إعادة السیطرة على الوضع فى الوقت الذى أخطأت فیه الولایات المتحدة الأمریکیة من حیث رد فعلها الأمر الذى أضعف صورتها أمام العالم کقوى کبرى .(14) بینما إذا أرادت الولایات المتحدة الأمریکیة تحسین صورتها عالمیًا، فإنها تحتاج إجراء تغییرین رئیسیین کما یلى :
1- دعم الجهود الإقلیمیة لبناء تصور مستقبلى لمنطقة "الإندو-باسیفیک" دون السعى لقیادتها.
2- تقدیم بعض التنازلات إذا کانت ترغب فى إنتهاز الفرصة فى رغبة الدول فى تقلیل الاعتماد على بکین وتعزیز التعاون بین الدول الحلیفة . (15)
ثالثًا : مستقبل اﻹندوباسفیک فى ضوء الصراع الصینى- الأمریکى
یمکن القول بأن تعامل الصین مع الأزمة، تم بصورة تفتقد الى الشفافیة على المستوى العام ، حیث تم توجیه انتقادات من رؤساء الدول والوزراء البارزین مثل ( رئیس فرنسا – رئیس وزراء بریطانیا – رئیس وزراء کندا ) نحو القادة الصینیین، وکان أشدهم انتقادًا ، الرئیس الأمریکى ( دونالد ترامب) (16)أما على المستوى الخاص ، فإن استطلاعات الرأى تُشیر إلى تدهور الصورة العامة للصین دولیًا ، فقد کان هذا واضحًا إلى حد ما فى أمریکا اللاتینیة، خاصة فى کل من ( البرازیل – الأرجنتین).(17). ومع نقص المعدات الطبیة و الأقنعة فى مناطق مختلفة من العالم ، و انتشار الوباء إلى أوروبا والولایات المتحدة ، طورت الصین "دبلوماسیة القناع" أو مایمکن إعتباره دبلوماسیة صحیة بالإضافة إلى خطابًا هادئًا ساعد على إعادة التوازن إلى التصور العام للتعامل مع الأزمات وکذلک التخفیف من بعض المخاوف ونبذ الکراهیة التى وقعت الصین ضحیة لها(18).
وبالترکیز على صورة القیادة الأمریکیة عالمیًا ، نجد أنها قد تبددت خلال الربع الأخیر من القرن المنصرم بین فضائح سیاسیة مثل فضیحة ( بیل کلینتون ) ، وقضایا أمنیة مثل أحداث 11 سبتمبر ، مما ألقى ظلال من الشکوک على کفاءة قیادة الولایات الأمریکیة للعالم ، وما أزمة فیروس ( کورونا) إلا إشکالیة محوریة فى نفس المنحنى. (19)؛ حیث تضرر الاقتصاد الأمریکى بشکل بالغ جدًا من الفیروس؛ فزادت معدلات البطالة الأمریکیة، بالإضافة إلى تعرض الرئیس الأمریکى لانتقادات شدیدة بسبب معالجته للأزمة التى تأرجحت من التوصیة بوصفات طبیة غیر دقیقة إلى إلقاء اللوم على الصین بدلاً من الترکیز على إدارة الأزمات.(20)
أ - مسار التوتر فى العلاقات الصینیة- الأمریکیة
فى تجاوز للأعراف الدبلوماسیة تبادلت ( واشنطن - بکبن ) الإتهامات حول فیروس ( کورونا ) فقد إتهم (ترامب) الصین بالرد ببطء على اتهاماته المتعلقة بفیروس (کورونا) باعتباره وسیلة لإلحاق الضرر بفرص إعادة انتخابه و أن العالم سیدفع "ثمناً باهظاً" نتیجة لذلک ووصف الوباء بأنه "أسوأ هجوم" شهدته الولایات المتحدة على الإطلاق فهو أسوأ من ( بیرل هاربور ) و ( مرکز التجارة العالمى )، و قدأ استفز ( ترامب ) الصین باستخدام مصطلح "الفیروس الصینی" الذى أزعج النظام الصینى بشدة، کما أنه هدد بقطع العلاقات مع الصین تمامًا، وأعلن ( مایک بومبیو ) ، وزیر الخارجیة الأمریکى ، أن الحزب الشیوعى الصینى هو التهدید الأول للأمن الأمریکى ، وفى المقابل اتهمت وزارة الخارجیة الصینیة وزیر الخارجیة الأمریکى ( مایک بومبیو) بـ "الافتراء.(21) وصرح وزیر الخارجیة الصینى، ( وانغ یى ) أن بعض القوى السیاسیة فى الولایات المتحدة الأمریکیة تدفع البلدین باتجاه حرب باردة جدیدة وإتهم واشنطن بنشر "الأکاذیب ونظریات المؤامرة" ، وقال إنه بالإضافة إلى ( فیروس کورونا)، هناک ( فیروس سیاسى) ینتشر فى الولایات المتحدة.(22) فیما تصور استراتجیة الأمن القومى الأمریکى أن الصین منافس استرتیجى لها(23).
و فى الوقت نفسه ذکر تقریر داخلى یمثل رؤیة المعاهد الصینیة للعلاقات الدولیة المعاصرة ، التابعة لوزارة أمن الدولة ، إن بکین قد تحتاج إلى الاستعداد لمواجهة مسلحة مع واشنطن ، وأکد التقریر أن واشنطن تسعى لإضعاف مکانة الحزب الشیوعى الحاکم من خلال تقویض ثقة الصینیین فیه ، وحذر التقریر من أن الاستثمارات الصینیة فى الخارج ، وخاصة مبادرة ( الحزام والطریق ) الطموحة ، یمکن أن تقع ضحیة تصاعد المشاعر المعادیة للصین و من الملاحظ أن الرئیس ( شى جین بینغ ) أظهراهتمامًا شخصیًا بمفهوم ( فخ ثوقیدیدیس ) ، الذى طرحه ( ألیسون ) ، مشیرًا إلیه فى ثلاث مناسبات على الأقل بما فى ذلک عشیة مراسم أداء الیمین. (24)و یرى ( جافى ) ، مؤلف کتاب ( حول اندلاع الحرب: الشخصیة والمنافسة )، أن السیناریو الأکثر احتمالا للتصادم سیکون فى بحر الصین الجنوبى، وقال إن حادثة دولیة قد تضع ( ترامب وشى ) فى مسار تصادمى ، حیث یواجه کل زعیم ضغطًا للوقوف فى مواجهة الآخر ولیس التراجع ، نظرًا لعدم الثقة والخطاب الساخن بین الطرفین(25).
ب- أثر التوتر الصینى الأمریکى على الانتخابات الأمریکیة
من آثار تفشى فیروس کورونا أنه تم تسیس العلاقة مع الصین التى أصبحت قضیة مرکزیة فى الحملة الانتخابیة الأمریکیة ؛ فمن أصبح أکثر صرامة تجاه الصین قد اتخذ معنى سیاسیًا أوسع نطاقًا، لیس فقط فیما یتعلق بالعلاقات التجاریة، ولکن أیضًا حول منشأ الفیروس و إذا ما کانت الاستجابة الأمریکیة کافیة ، حیث یتبادل ( ترامب - بایدن ) الإتهامات بالتعامل بهوادة مع الصین ، فعلى الرغم من أن واشنطن لا تزال منقسمة بشأن معظم القضایا ، إلا أن هناک إجماع متزاید فى الحزبین الدیموقراطى و الجمهورى على أن عصر التعامل مع الصین قد وصل إلى نهایته غیر الرسمیة". "الجدل الآن یدور حول ما یأتى بعد ذلک.(26) ، وذلک فى الوقت الذى یرى فیه بعض المحللین أنه لن تتغیر السیاسة - أیًا کان الرئیس القادم - لأن رغبة تحجیم الصین أصبحت تمثل هدفًا مشترکًا للحزبین الدیمقراطى والجمهورى .(27) ؛ حیث إن إعادة إنتخاب ( ترامب ) ستؤدى إلى توتر فى العلاقات الثنائیة بین الولایات المتحدة والصین، مدفوعًا ذلک بغضب وطنى واسع الانتشار حول أصول الفیروس ، أما فى حالة فوز (بایدن) ، ستستمر المنافسة الاستراتیجیة بطریقة أکثر منهجیة ،مع وجود مساحة للتعاون فى مجالات محددة ، مثل ( المناخ - الأوبئة - الاستقرار المالى العالمى ) بشکل عام ، أما بکین فتفضل إعادة إنتخاب ( ترامب) ، لأنها ترى قیمة فى میله إلى کسر التحالفات التقلیدیة ، والإنسحاب من القیادة المتعددة الأطراف وهو ما یضعف القوة الأمریکیة، ویتیح فرصة أکبر لبکین للصعود وتعزیز قوتها ومکانتها فى النظام الدولى(28).
حتى الأن ، یبدو أن الطبیعة المتطورة للعلاقة بین ( الولایات المتحدة - الصین ) تُثبت بشکل جید نظریة ( ألیسون )، مع الأخذ فى الاعتبار أن الاختلافات بین الطرفین أصبحت أکثر بروزًا بسبب الخطاب السیاسى المحلى بعد أزمة ( کورونا ) حیث توجد العدید من بؤر التوتر بین الولایات المتحدة والصین نتیجة اختلاف المصالح بصورة کبیرة، مثل ( کوریا الشمالیة - تایوان - هونج کونج - بحر الصین الجنوبى – إیران)، فالوقت وحده هو الذى سیحدد ما إذا کانت الولایات المتحدة والصین ستتبعان خطى التاریخ نحو الحرب أو ستجدان طریقة لإدارة هذا التنافس دون إراقة الدماء.
خاصة وأن الولایات المتحدة الأمریکیة نجحت فى تحدید شکل الحیاة الاقتصادیة والسیاسیة فى أوروبا من خلال خطة مارشال ولکنه یلاحظ بأن مشروع الصین الاستثمارى، "حزام واحد، طریق واحد" یساوى (12) خطة مارشال ، وذلک حسب رؤیة ( ألیسون )، مع ذلک یرى الکاتب أن الحرب مع الصین قد لا تکون حتمیة تمامًا، بل یمکن تجنبها، ولکنه یشترط تغییر المسار السیاسى الحالى، وإلا قامت حرب أدت إلى إنهاک قوة الطرفین ، حیث إن المبالغة فى إعطاء أهمیة للذات والشعور بالعظمة، تمثل عوامل سریعة فى التمهید لأجواء الحرب ، کما حدث فى حالات تاریخیة سابقة مثل ( الحرب البیلوبونیسیة - الحرب العالمیة الأولى). لذلک ، من المرجح أن ستکون السیاسة الأمریکیة فى ( الإندوباسفیک ) مدفوعة بسیاستها تجاه الصین ، بغض النظر عما إذا کانت بقیادة ( دونالد ترامب ) أو ( جو بایدن ) ؛ فالجمهوریون سیستمروا فى تأطیر التحدى الرئیسى على أنه "موازنة" ضد القوة الصینیة و "مواجهة" أسوأ جوانب سیاسات بکین ، أما الدیموقراطیون سیختاروا لغة أکثر لیونة للبحث عن "تعایش تنافسی" ملائم فى مجالات الحکم العسکرى والاقتصادى والسیاسى والعالمى ، وإعادة تأکید القیادة الأمریکیة والمکانة الأخلاقیة، والتوجه نحو قرب التعاون مع کل من ( الیابان - أسترالیا - الهند – فیتنام) ، حیث یعتقد الدیمقراطیون أن نهج "أمریکا أولاً" الأحادى مقلق للحلفاء والشرکاء(29)
من جهة أخرى ، تعکس خطابات الرئیس ( ترامب ) تجاه الصین، تراجع الولایات المتحدة الأمریکیة عما کان یمیز القیادة الأمریکیة ، فبدلًا من الترکیز على تعزیز انتشار وتجارة السلع التى تعزز التجارة الثنائة مع دول ( الإندوباسفیک) ، تم الترکیز على أهداف الصین الأحادیة الجانب ، الأمر الذى أدى إلى تعقید الجهود المبذولة من الولایات المتحدة الأمریکیة ، لبناء أسس أقوى مع شرکاء الولایات المتحدة المقربین فى المنطقة ، مما أسس مجالات احتکاک - غیر ضروریة - فى علاقاتها مع الشرکاء المقربین مثل ( أسترالیا – الآسیان )، وخطورة ذلک النهج أنه یؤدى إلى توسیع الفرص المتاحة أمام الصین لاستغلال الفجوات بین الولایات المتحدة وحلفائها وإضعاف شبکات الأمن الإقلیمیة للمضى قدمًا فى تحقیق أهدافها(30).
رابعًا : تأثیر فیروس ( کورونا ) على مستقبل نفوذ الغرب ومؤشر (القوة الناعمة)
فى مقالة نشرتها مجلة الشؤون الخارجیة فى 6 مایو2020 لـ (کیفین رود) رئیس الوزراء الأسترالى السابق ورئیس معهد سیاسة مجتمع آسیا فى نیویورک، أشارت إلى أن هناک نظام عالمى جدید یتشکل ببطء ولکن بثبات عند الوباء ، ویتمیز هذا النظام بشکل بارز بارتفاع الشعبویة والقومیة ، وزیادة المنافسة بین ( الولایات المتحدة الأمریکیة - الصین ) وضعف القیادة العالمیة، حیث یعمل الوباء على تغییر القوة العالمیة على ثلاثة مستویات کما یلى :
أ- التراجع السریع لصورة الولایات المتحدة الأمریکیة بما له من تأثیر سلبى على قوتها العالمیة فى جمیع المجالات.
ب - توتر علاقات الدول الأفریقیة مع الولایات المتحدة الأمریکیة ، حیث إن الاضطراب الواسع النطاق لوفاة ( جورج فلوید ) أثار احتجاجات وغضبًا واسعًا فى أفریقیا وأدى إلى توتر العلاقات الأمریکیة الأفریقیة بشکل عام (31).
ﺟ - توتر العلاقات العلاقات الأمریکیة الصینیة ، الأمر الذى یترتب علیه إعادة تشکیل لمستقبل القوة فى عالم ما بعد کورونا ، حیث یرى ( کیفین رود ) بأن وباء فیروس ( کورونا ) التاجى یُبشر بالسوء لکل من القوة الأمریکیة والصینیة ، وکذلک للنظام العالمى(32).
ویضیف الباحث أن هناک مستوى رابع یتمثل فى تحول دفة القوة نحو الشرق ، حیث کان أداء شرق آسیا أفضل فى إدارة الوضع من أوروبا أو الولایات المتحدة.(33) بینما یرى بعض المحللین الصینین أن مقال ( کیفن وود ) یتجاهل استراتیجیات القوى المتنافسة، فقد قامت الصین وقیادتها الفکریة والتجاریة بتوسیع نطاق دبلوماسیة القوى الناعمة بشکل کبیر باستخدام المساعدة الإنسانیة خاصة للدول النامیة الضعیفة لتعزیز وترویج شعار "بناء مجتمع من المستقبل المشترک للبشریة"(34).
بینما یرى ( فرانسیس فوکویاما ) فى مقاله فى ( فورین أفیرس ) أن الوباء یمکن أن یؤدی- على مدى السنوات القادمة -، إلى التراجع النسبى للولایات المتحدة ولاستمرار تآکل النظام الدولى اللیبرالى، وصعود القومیة وعودة الفاشیة مع تزاید المشاعرُ الوطنیّة الانعزالیة، وکراهیّة الأجانب، ، وهذا بدوره یؤدى إلى احتمالیة إعادة ولادة و تنشیط الدیمقراطیة اللیبرالیة.(35)
بینما ترى ( کین وود ) الباحثة فى المعهد الدولى للدراسات الاستراتیجیة، أنه من غیر المرجح أن یُمثل فیروس ( کورونا ) نهایة الجغرافیا السیاسیة خاصة فى منطقة ( الإندو-باسیفیک)، لکنه سیسرع من وتیرة صیاغة الاتجاهات الجیوسیاسیة الحالیة و بصفة خاصة التنافس بین ( الولایات المتحدة- الصین) ، فى حین أن هناک خلافات حول مدى کفاءة الصین فى معالجة الأزمة ، فى الوقت الذى کانت استجابة الولایات المتحدة فیه کارثیة ، فقد قامت الصین بدور قیادى - بعد وقت قصیر - من انتشار الفیروس خارج حدودها بینما تخلت الولایات المتحدة الأمریکیة عن القیادة العالمیة والإقلیمیة وهى تسعى جاهدة للتصدى للفیروس، و ترى الباحثة أنه من المرجح أن تؤدى أزمة کورونا إلى زیادة أهمیة الدور الذى تلعبه القوى المتوسطة فى الحفاظ على توازن القوى ، إلا أن العوامل الحاسمة التى تلعب دورها فى الجغرافیا السیاسیة الإقلیمیة ستظل مستمرة بالفعل والمتمثلة فى کل ممایلى :
أ - سلوک الصین فى بحر الصین الجنوبى ومناطق أخرى.
ب - الثقة فى الولایات المتحدة الأمریکیة کحلیف وشریک ، وقدرتها على تقدیم نفسها باعتبارها لا تهدف إلى احتواء الصین بل دعم منطقة ( الإندو باسفیک ) کمنطقة حرة ومفتوحة .
ﺟ - قدرة الولایات المتحدة والقوى المتوسطة ، على تقدیم بدائل أو حتى مکملة لمبادرة الحزام و الطریق(36) .
من جهة أخرى ، فإن أزمة ( کورونا) أظهرت حاجة الولایات المتحدة إلى بناء سلاسل تورید قویة ومتنوعة مع شرکاء تجاریین موثوق بهم، فالاعتماد بالبحت على الواردات الرخیصة للمنتجات الاستراتیجیة یمکن أن یجعل الولایات المتحدة عرضة للخطر فى أوقات الأزمات، ورغم هذا یجب ملاحظة أن أکثر من 70٪ من الشرکات التى تم استطلاع رأیها فى مارس 2020 من قبل غرفة التجارة الأمریکیة فى الصین ، لیس لدیها أى خطط لنقل عملیات الإنتاج وسلسلة التورید أو الحصول على مصادر تورید من خارج الصین بسبب فیروس کورونا، ویمکن تفسیر هذا بأن الکثیر من الشرکات الأمریکیة فى الصین ، یستهدف إنتاجها بالأساس السوق الصینى المحلى ، حیث تتمتع الصین بمزایا من المرجح أن تحافظ على مکانتها باعتبارها المصنع الرئیسى فى العالم بما یضمن ( سلاسل تورید ناضجة - سوق ضخمة - بنیة تحتیة جیدة البناء - عمالة ماهرة) (37) .
خامسًا : تداعیات فیروس ( کورونا ) على واﻗﻊ إﺸﮐﺎﻟﻴﺔ اﻟﻬوﻴﺔ فى منطقة "الإندؤباسفیک "
أ – واقع الهویة والقومیة فى " الإندوباسفیک "
تعد سیاسة الهویة والقومیة عاملاً محتملًا للنزاع فى "الإندوباسفیک " بعد فیروس کورونا؛ حیث إن استقطاب القومیات فى المنطقة ، بین "الإسلام " المتصاعد فى إندونیسیا ، والإیدیولوجیات القومیة "المعادیة للمسلمین" فى کل من ( الصین - الهند ) ، سیکون مصدر احتکاک فى منطقة "الإندوباسفیک" (38)، حیث تعتبر إندونیسیا حالة ذات أهمیة خاصة ؛ فهى أکبر اقتصاد فى (جنوب شرق ) آسیا ، وتضم أکبر عدد من السکان المسلمین من جمیع دول العالم بحوالى (207) ملایین شخص من إجمالى (271) ملیون ، معظمهم یعتنقون المذهب السنى ، ویمثل هذا العدد حوالى 13 % من إجمالى عدد المسلمین فى العالم ، و بالرغم من تمسک إندونیسیا بالمحافظة مبادئ سیاستها الخارجیة المتمثلة فى عدم التدخل فى الشؤون الداخلیة للدول الأخرى ، إﻻ إنها أکثر تفاعلا مع القضایا الإنسانیة - خاصة إن کانت ذات صلة بالمسلمین(39).
ب - القومیة الهندیة والصینیة: الشعبویة والخطاب المعادى للمسلمین
رغم أن مسلمى الهند لا یشکلوا سوى 14% من المجتمع، لکن تعدادهم وصل لـ (180) ملیون نسمة، أى أقل بقلیل من عدد سکان باکستان ، لکن من المتوقع أن یتجاوزوا عدد مسلمى إندونیسیا خلال عدة عقود ، وهذا ما یجعل الهند - فى المستقبل - أکبر بلد مسلم فى العالم من حیث عدد السکان.، هذا بالإضافة إلى أن اکتساح حزب بهاراتیا جاناتا ( الحزب القومى الهندوسى ) - وهو حزبٌ ینتمى لتیار الیمین الشعبوى بزعامة رئیس الوزراء ( ناریندرا مودى ) – فى الانتخابات بنسبة 63.6% من أصوات الناخبین ، یُمثل نقطة تحول فاصلة فى تعزیز سیطرة التیار القومى على النظام السیاسى الهندى، أما الصین، فقد تبنت العدید من السیاسات لتقیید قدرة مسلمى ( الأویغور) على ممارسة شعائرهم الدینیة ، ولا سیما تقنین اعتقال مسلمى ( الأویغور ) فى معسکرات الاعتقال وإخضاعهم لمراقبة شدیدة من الدولة على الرغم من أن هذه الحملة القمعیة ضد مسلمى ( الأویغور ) بدأت فى عام 2014 ، إلا أنها لفتت الانتباه العالمى فى 2017 ، و تشیر شهادات بعض الناجین إلى أن البیئة داخل تلک المخیمات غیر الصحیة تمامًا، الأمر الذى ینذر بأن تلک المخیمات من الممکن أن تکون بیئة لتجدد انتشار الوباء فى الصین مجددًا (40).
سادسًا : نتائج الدراسة
مثل فیروس کورونا العوامل المحفزة لنشوب التوتر بین القوى المتعددة والواقعة فى منطقة الإندوباسفیک، الأمر الذى من شأنه تهدید مستقبل الإندوباسفیک بسبب تطلعات القوى الکبرى من ناحیة ومحاولة تعویض خسائرها الناجمة عن انتشار الفیروس من ناحیة أخرى ، غیر إن الواقع یفرض نفسه فى التنبؤ بمستقبل تلک المنطقة ؛ فمستقبل ( الإندو باسفیک ) لن تستطیع الصین أو الولایات المتحدة الأمریکیة ( کل طرف بمفرده ) أن یحدده ، بل یتم تحدیده من معظم القوى الفاعلة والواقعه فى إطاره خاصة الیابان والهند وأسترالیا والاتحاد الأوروبى ، حیث إن أولویات ( الإندوباسفیک ) ستتوقف على کل ممایلى:
1- المصلحة الوطنیة التى یشکلها الجوار المباشر .
2- إدراک التهدید لجمیع الدول.
لذلک ، لا یکمن تحقیق التعاون الناجح بین دول المنطقة فى تقریب السیاسات أو توحیدها، ولکن من خلال تقریب وجهات النظر والتنسیق خاصة فى الشراکات الإقلیمیة القائمة على القضایا المؤطرة بنموذج تقاسم الأعباء والمسؤولیات؛ فالمنطقة تحتاج إلى بناء هیاکل مرنة لتسهیل التعاون فى المجالین الاقتصادى والسیاسى، وهذا یتطلب مستوى غیر مسبوق من الشراکة الاقتصادیة الاستراتیجیة والتنسیق بین
( الولایات المتحدة - الهند - الیابان وحلفائهم وشرکائهم الإقلیمیین ، ولا سیما أعضاء الآسیان)، فربما یکون المطلوب أیضًا هو تأسیس مجموعة اقتصادیة جدیدة تعمل بالتوازى مع "منظمة الإندوباسفیک" ، بحیث تتواءم الجوانب الاقتصادیة مع الجوانب العسکریة مما یدعم تنسیق التوجهات السیاسیة ؛ فقد تشکل الاتفاقیة الشاملة والشراکة الاقتصادیة الإقلیمیة الشاملة نماذج مقبولة لمستقبل الهیکل الاقتصادى لدول
( الإندوباسفیک) الذى من شأنه أن یوحد جمیع الأطراف لتعزیز التجارة وانتشار الاستثمار فى المنطقة تجنبًا لنشوب أى نزاعات فى المستقبل .